بعد أربعة وعشرين يوماً تقريباً تنظم الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة مؤتمرها العالمي لمكافحة الإرهاب في نسخته الثانية. وكثيرة تلك المؤتمرات والندوات والدراسات التي تناولت ذلك (الفِـكْـر)، ولكنها في معظمها كانت تنظيرية، ونتائجها بقيت وستظَـلّ حبيسة الأوراق. أما مؤتمر الجامعة الإسلامية هذا فيبدو مختلفاً؛ إذ يُـعـقَــد تحت عنوان (الإرهاب مراجعات فكرية وحلول عملية)؛ وهو بهذا العنوان وما تحته من محاور وموضوعات يدخل بيت الأفعى وعُـشّ الدبابير ليفَـتّـش بالمراجعات عن العوامل الحقيقية التي تجعل ذلك الاتجاه الفكري ما زال باقياً على قَـيـد الحياة رغم العمل على تدميره عسكرياً وفكرياً؛ أيضا هو يبحث عن حلول عملية ميدانية ملموسة للقضاء على الإرهاب وتجفيف منابعه من العقول! فالمؤتمر يناقش بشفافية الموضوعات مَـحَـلّ الالتماس الفكري والشبهات القائمة كـ ( تكفير الحكّام والمجتمع، والخلط بين الإرهاب والجهاد، والخلاف حول أدوات تغيير المنكر، واستباحة الدماء المعصومة، وإنكار شرعية الدولة المعاصرة، وقضية الولاء الحزبي)! أيضاً سيكون ضمن موضوعات ذلكم المؤتمر تقويم جهود المعالجة الفكرية سواء كانت (دعوية، أو تربوية أو مناصحة، أو إعلامية وكذا الرعاية اللاحقة للمنحرفين)، وهناك محور مهم في المؤتمر فيه مناقشة للقضايا المعاصرة: (الفقهية والاجتماعية؛ كضبط الفتاوى الشرعية، ومتابعة مغالطات مواقع الانترنت وتصحيحها بإقناع ومصداقية، وتفعيل دور التعليم والمساجد ومجالس الأحياء، والحدّ من تآكل الطبقة الوسطى، ومن تهميش الشباب اجتماعياً، وتطوير الأنشطة الموجهة لهم، وحَـلّ مشكلات العشوائيات السكنية)! وهنا فمؤتمر الجامعة الإسلامية لمكافحة الإرهاب يغوص في أعماق الزوايا الضيقة والمظلمة لفكر التطرف والإرهاب ليسلط عليها النّـور لتكون أكثر وضوحاً للعامة! وما عرفته أن من برامج المؤتمر وعلى هامشه هناك حوارات مباشرة مع بعض الشباب الذين اعتنقوا ذلك الفكر ثمّ تراجعوا عنه؛ لينقلوا حكاياتهم، وليكونوا درساً وعبرة لغيرهم (وتلك تجربة جديدة في المؤتمرات) . أخيراً أتمنى أن تُـصبح وتُـمسِــي توصيات المؤتمر حقيقة ملموسة بأن تكون هناك فـرق عمل من مؤسسات المجتمع المعنية لتتابع تنفيذها ميدانياً وعملياً. aaljamili@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :