حزب المالكي يدشن صولة انتقام من التيار الصدري استهداف محافظ بغداد المحسوب على التيار الصدري من قبل أتباع رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، كردّ فعل على الإهانة التي تعرض لها الأخير في محافظات جنوب البلاد مؤخرا، مظهر لـالتفاهات والصغائر التي انحدر إليها الصراع داخل البيت السياسي الشيعي، في وقت تروّج فيه زعامات من داخل البيت ذاته لتسوية تاريخية ومصالحة شاملة. العرب [نُشرفي2016/12/23، العدد: 10494، ص(3)] ما لا يغفره المالكي للصدر بغداد - شرع نواب بالبرلمان العراقي من ائتلاف دولة القانون بقيادة رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي وكذلك أعضاء من حزبه، حزب الدعوة الإسلامية، في بذل مساع لإقالة محافظ بغداد علي التميمي المنتمي إلى التيار الصدري بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر. وتأتي تلك المساعي كأولى إجراءات الانتقام من التيار المتّهم من قبل أنصار المالكي بتفجير موجة الاحجاجات التي قوبل بها رئيس الوزراء السابق خلال جولته الأخيرة في محافظات بالجنوب العراقي، حيث كان الرجل يقوم بجولة أراد من خلالها استعادة جزء من شعبيته المنهارة في أكبر معاقل التيارات والأحزاب الشيعية العراقية، لكن النتيجة جاءت عكسية تماما، حيث تعرّض لإهانة كبيرة وبات يشار إليه في الأوساط الشعبية العراقية بـ”طريد الجنوب”. داعش يزداد شراسة في التشبث بالموصل الموصل – شنّ تنظيم داعش الخميس هجوما معاكسا على مناطق بمدينة الموصل سبق أن انتزعت من سيطرته، مظهرا بذلك شراسته في التشبّث بالمدينة التي تمثّل آخر معقل مهم له بالعراق، وكاشفا في ذات الوقت عن صعوبة الحملة العسكرية التي تشنها القوات العراقية هناك والتي بدت بطيئة ومتعثرة وعالية التكلفة. وأعلن الجيش العراقي مقتل 23 شخصا بتفجير ثلاث سيارات مفخخة استهدفت سوقا شعبية في بلدة كوكجلي الواقعة شرق مدينة الموصل. وأوضح بيان صادر عن قيادة العمليات المشتركة وجود 15 مدنيا و8 من عناصر الشرطة ضمن القتلى. واستعيدت بلدة كوكجلي من سيطرة داعش في بداية نوفمبر الماضي، وبدأت الحياة تعود إليها تدريجيا، وباتت الأسواق التي تجلب بضائع من إقليم كردستان تعج بالمتسوقين القادمين من أحياء الموصل الواقعة تحت سيطرة القوات الحكومية. وجاء الهجوم ليؤكّد عدم اكتفاء داعش بالانكماش داخل الأحياء التي لا يزال يسيطر عليها في الموصل، بل المبادرة بالهجوم على المناطق التي استعيدت من يده. وضمن إجراءاته للتشبث بمناطق سيطرته، حظر التنظيم على مقاتليه مغادرة الجهة الشرقية للموصل نحو غربها حيث يفصل نهر دجلة بين شقي المدينة. وقال الضابط برتبة رائد في الجيش العراقي زكريا صالح لوكالة الأناضول نقلا عن مصادر وصفها بالاستخباراتية داخل المدينة، إنّ التنظيم أقام نقطة تفتيش كبيرة عند مدخل الجسر العتيق من جهة منطقة الفيصلية شرقي الموصل وأوكل إليها مهمة التدقيق في هوية الراغبين في العبور من الجهة الشرقية للمدينة. وأوضح أنّ داعش لا يسمح إطلاقا لمسلحيه بالعبور وأنّه يرغمهم على العودة إلى مواقعهم مهما كانت الأسباب التي يقدمونها. وبقي الجسر القديم صالحا للعبور بين ضفتي النهر بعد أن دمرت طائرات التحالف الدولي أربعة جسور أخرى على مدى الأسابيع الماضية في مسعى لقطع خطوط التنظيم نحو الجانب الشرقي للمدينة. وأضاف زكريا أن داعش يخشى هروب مقاتليه من مواضعهم في المناطق الشرقية نحو المناطق الغربية في محاولة منهم للفرار نحو سوريا. وأثار ذلك الأوساط الإعلامية والسياسية المحسوبة على المالكي والتي لم تتردّد في التلويح باستخدام العنف ضدّ الصدريين من خلال التلويح بـ”صولة فرسان” جديدة ضدّهم في إشارة إلى العملية العسكرية التي تحمل نفس الاسم، وقد خاضتها القوات العراقية سنة 2008 بقيادة المالكي حين كان يشغل منصب رئيس الوزراء ضدّ ميليشيا جيش المهدي التابعة لمقتدى الصدر.وبما أنّ استخدام القوّة لا يبدو متاحا للمالكي في الوقت الراهن، فإن “الصولة” يتوقّع لها أن تكون إعلامية وسياسية بالأساس وهادفة إلى طرد أتباع الصدر من المواقع والمناصب السياسية وحتى الإدارية التي يشغلونها. ويمثّل استهداف محافظ بغداد مقدّمة لتلك “الصولة” التي يراها متابعون للشأن العراقي بلا أفق، ويعتبرونها مظهرا لما بلغه الصراع داخل البيت السياسي الشيعي من “صغائر وتفاهات”، في وقت يخوض فيه البلد حربا ضدّ تنظيم داعش توصف بالمصيرية، وبالتزامن أيضا مع ترويج أطراف قيادية شيعية لـ”تسوية تاريخية” تقوم على مصالحة شاملة بين مختلف مكونات المجتمع العراقي. وجمع ائتلاف المالكي أصوات عشرين عضوا في مجلس محافظة بغداد، جميعهم من دولة القانون، لاستجواب محافظ بغداد علي التميمي الذي ينتمي إلى التيار الصدري. وفي المقابل يحظى التميمي بتأييد عدد مماثل من الأعضاء ينتمي بعضهم لكتلة الأحرار التابعة للصدريين، وينتمي البعض الآخر إلى المجلس الأعلى الإسلامي وإلى كتل سنية. ويتكوّن مجلس محافظة بغداد من ثمانية وخمسين عضوا. ويرجّح أن يلتزم ممثلو الأقليات الحياد في قضية استجواب المحافظ. ويسعى رئيس الوزراء السابق إلى العودة إلى رئاسة الحكومة التي قضى فيها فترتين بين سنة 2006 و2014 كانت حصيلتهما كارثية على البلد في كل الميادين السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية. وعلى الجهة المقابلة لن يدّخر زعيم التيار الصدري وسيلة لمنع خصمه اللدود من العودة إلى موقع رئيس الوزراء، لعلمه أنّه سيستخدم المنصب للقضاء عليه سياسيا. وجاء تحرك ائتلاف دولة القانون ضد المحافظ الصدري كردّ عملي على إفساد الصدريين جولة المالكي في الجنوب، مطلع الشهر الجاري، حيث تظاهروا ضد زيارته إلى ذي قار وحاصروا مقر إقامته في ميسان، ومنعوه من حضور مؤتمر لحزب الدعوة الذي يتزعمه في البصرة. وفي محاولة لتعطيل الاستجواب، قدم التميمي إجازة مرضية صادرة عن مستشفى حكومي، ينتهي مفعولها في منتصف الشهر القادم، إذ يعتقد الصدريون أنها مدة كافية لتشكيل تحالف يجهض خطة ائتلاف المالكي لإقالة المحافظ. ويستند الاستجواب إلى عدد من التهم، منها إهدار المال العام، وتجاهل مجلس المحافظة في إحالة عقود تنفيذ المشاريع، وتشكيل إدارات دون توافق سياسي. ويطرح متابعون للشأن العراقي علامات استفهام كثيرة في بغداد بشأن قدرة المالكي على حفظ مكانته في المشهد السياسي، بعد سلسلة الضربات السياسية التي تلقاها، وآخرها ما تعرض له في محافظات الجنوب. :: اقرأ أيضاً دي ميستورا يتبع خطط روسيا لوقف إطلاق النار في سوريا الرباط وواشنطن تسعيان لطي حقبة أوباما اليمين الشعبوي يجر أوروبا إلى صراعات الأيام السوداء دعم دولي للبنان رغم المخاوف من هيمنة حزب الله
مشاركة :