التطوع ثقافة مستدامة

  • 12/26/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ابن الديرة التطوع أحد محاور سنة الخير وفق قرار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله. تحت هذا العنوان المضيء يقال كلام كثير، أقله أن العمل التطوعي دليل دامغ على جدارة صاحبه بالعمل مطلقاً، والمتطوعون غالباً ناجحون في أعمالهم الوظيفية الاعتيادية، ويمنحون غاياتهم النبيلة كل الوقت والجهد. توضيح هذا، وبهذه القطعية، مهم جداً ونحن نقبل اليوم على عام الخير الذي هو، في الوقت نفسه، عام التطوع، وكأن التطوع مرادف للخير. بل هو فعلاً كذلك. زايد الخير، طيب الله ثراه، أسس للعمل التطوعي في بلادنا، وكان عهد صاحب السمو الشيخ خليفة استمراراً وتجذيراً للعمل التطوعي في الإمارات، ولا تكاد تخلو كلمة لسموه من الحث على التطوع باعتباره ثقافة وضرورة وأسلوب حياة، ومن يتأمل خصوصاً كلمة رئيس الدولة في اليوم الوطني (2005)، وكذلك في اليوم الوطني (2007) يصل إلى هذه النتيجة: القيادة السياسية تضع التطوع في واجهة الأولويات، وتؤيد التطوع والمتطوعين. ومنذ البدايات المبكرة لقيام الدولة، احتضنت الشارقة، وبتوجيهات كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، جمعيات النفع العام، وخصصت لها المقرات المناسبة والدعم، ما أثر إيجابياً وأسهم في تنميتها واستمرار، كما خصصت الشارقة جائزة مرموقة للعمل التطوعي تنالها فئات مستهدفة بشكل دوري منتظم. وفي أبوظبي قامت مؤسسة الإمارات التي أدت أدواراً واضحة بإشراف ومتابعة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بتنمية الشباب وبالعمل التطوعي، ومن تجاربها المشهودة برنامج تكاتف الذي يستطيع اليوم جمع نحو أربعين ألف متطوع ومتطوعة من شباب الإمارات ومن الجنسين في يوم واحد. وفي دبي تزامنت مبادرات التطوع المتتالية مع مبادرات التنمية التي طالت مجالات عدة، وها هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، يعلن قرار صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، حول عام الخير وفي صميمه محور التطوع، ثم تبعه بقرار تكوين لجنة وطنية نحو إنجاح الفكرة /المشروع. طبعاً كل ذلك جميل ومبشر، لكن الانطلاق الأمثل من تحديد مسارات للتطوع لها طابع الديمومة. نريد نجاح عام 2017 كعام خير وتطوع، ونريد تكريس التطوع كثقافة مجتمعية عامة، ونريد من أهل التطوع تفعيل الأنشطة والمشاركات، ونريد من المواطنين، بكل فئاتهم وأعمارهم، تقديم أنموذج أمثل لعمل تطوعي مخلص ومتقن نحو نهضة دولة الإمارات، وصناعة مستقل تجدر به ويجدر بها. ونريد أن تنشأ أجيالنا الطالعة على حب العمل التطوعي الذي هو، بالتأكيد، بعض حب الوطن، وهل أعلى أو أغلى من الوطن؟ نريد من وزارة التربية والتعليم خصوصاً إقرار وتنفيذ مبادرات مبدعة بحجم طموح عام الخير وزمن الخير. ebn-aldeera@alkhaleej.ae

مشاركة :