تصريحات رئيس حركة النهضة تثير الكثير من الجدل في تونس وسياسيون يرون فيها رسائل طمأنة للإرهابيين. العرب [نُشرفي2016/12/27، العدد: 10496، ص(1)] رفض شعبي واسع لعودة الإرهابيين تونس - أثارت تصريحات رئيس حركة النهضة الإسلامية، التي تشرّع لعودة المقاتلين التونسيين من بؤر التوتر، موجة غضب في أوساط السياسيين والمثقفين والمجتمع المدني في تونس. وقال سياسيون إن بحث الغنوشي عن مسوغات أخلاقية وقانونية لعودة المقاتلين ستضع البلاد على طريق الفوضى، وأنها قد تحيي أنشطة الجماعات المتطرفة التي نجحت قوات الأمن التونسية في تطويقها وتفكيك خلاياها خلال السنتين الأخيرتين. وحث رئيس حركة النهضة على التعامل بجدية مع عودة المقاتلين التونسيين الذين يقاتلون في الخارج إلى بلادهم وعلى تحمل مسؤولية ذلك. وأشار إلى أنه “لا يمكننا أن نفرض على الدول الأخرى (المواطنين) التونسيين”. وتساءلت عبير موسي، رئيسة الحزب الدستوري الحر، تعقيبا على تصريحات الغنوشي قائلة “لماذا كل هذا العطف والحنان المبالغ فيه عندما يتعلق الأمر بالإرهاب والإرهابيين”. واعتبر محمد الكيلاني أمين عام الحزب الاشتراكي أن مثل هذه التصريحات تطلق “رسائل طمأنة للإرهابيين”، في إشارة إلى الآلاف من التونسيين الذين التحقوا بأماكن النزاعات في ليبيا وسوريا والعراق وانضم أغلبهم إلى القاعدة وداعش. وبعد حسم معركة حلب، والاتجاه إلى حسم معركتي الموصل بالعراق والرقة بسوريا، فإن أصواتا دولية متعددة بدأت تطالب بإعادة المقاتلين الأجانب إلى بلدانهم الأصلية، خشية أن يتسللوا إلى دول غربية ويتولوا تنفيذ عمليات شبيهة بهجوم برلين الذي تولى تنفيذه التونسي أنيس العامري. وتقول تسريبات إن دولا غربية تقايض استعادة هؤلاء المقاتلين بمنح تونس دعما استثماريا للخروج من أزمتها. وتظاهر السبت المئات من المنضوين تحت لواء منظمات من المجتمع المدني أمام البرلمان ضد عودة المقاتلين إلى تونس. وقالت “النقابة الوطنية لقوات الأمن الداخلي” في بيان “على الحكومة اتخاذ إجراءات استثنائية صارمة في شأنهم، المنع من العودة، وإن اقتضى الأمر سحب الجنسية لتجنيب البلاد استباحة الدماء والتشرد”. وبرز الجدل على السطح عندما أعلن الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي أنه لا يمكن منع العائدين إلى بلدهم دستوريا، لكنه شدد في نفس الوقت على الاحتكام إلى قانون مكافحة الإرهاب الذي صدر في أغسطس 2015 في التعامل مع العائدين. وتقدر السلطات التونسية عدد المقاتلين في الخارج بنحو ثلاثة آلاف، لكن تقارير دولية تقدر عددهم بنحو 5500 مقاتل. :: اقرأ أيضاً إيران تدعم وساطة حزب الله اللبناني بين الصدر والمالكي 2016 عام الصدمة في منطقة متخمة بالصراعات تركيا تستجدي التحالف الدولي لإنقاذها من مطب الباب أستانا مستعدة لأن تكون منبرا بديلا عن جنيف
مشاركة :