الدوحة - مشروع جديد للتصوير على الانترنت يهدف لتسليط الضوء على أزياء أصحاب الياقات الزرقاء أو العمال في قطر الذين لا يراهم الناس اللهم إلا حال توجههم أو عودتهم من أماكن عملهم. والمشروع عبارة عن مدونة مُصوَرة باسم (دوحة فاشون فرايدايز) أطلقها رسام الكاريكاتير السياسي ومصمم الجرافيك السوداني المقيم في الدوحة خالد البيه. فكل يوم جمعة (يوم العطلة) يتجه العمال الأجانب المقيمون في قطر لأماكن بعينها في الدوحة للاسترخاء ومقابلة أحبائهم بعد أسبوع من العمل الشاق. ويلتقط البيه صورا للعمال لدى خروجهم وهم يلبسون أجمل ما عندهم من ثياب في يوم عطلتهم الأسبوعي الوحيد. ويضع الرسام بعد ذلك تلك الصور على مدونته على إنستغرام مصحوبة بقليل من الوصف. وقال خالد البيه إنه مع توافد كثير من العمال الأجانب على قطر في السنوات الأخيرة نشأ مجتمع فرعي يتألف من ألوف العمال الذين يبنون الإمارة الخليجية بينما يمكن وصفهم بأنهم خفيين. فهم يعيشون على مشارف المدينة ولا يراهم الناس اللهم إلا سوى وهم بملابس العمل زرقاء اللون يصعدون وينزلون من حافلاتهم في ختام يوم عملهم. وأضاف "أحاول أن أستكشف الناس الذين وراء ملابس العمل الزرقاء تلك لأنهم بشر. تعرف أنهم ليسوا مجرد أرقام. لذلك ومن خلال عرض أزياء..عرضهم..عرفت حكاياتهم. ومن هنا فإن ما أحاول إبداعه في الأساس نوع من الخلط بين مدونة أهل نيويورك التي تحكي قصصا عن الناس ومدونة أزياء. مدونة أزياء شارع توقف الناس في الشارع وتلتقط لهم صورا وتسألهم لماذا يرتدون تلك الملابس؟." وفي كل يوم جمعة يذهب البيه إلى كورنيش الدوحة وهو مكان يفضل العمال التسكع فيه يوم عطلتهم. وحين يعجبه ما يرتديه أحد العمال يتجه له ويبدأ حوارا معه. ويوضح البيه إنه لا يريد أن يجعل هذا المشروع مجرد نظرة للعمال لكنه يريده مشروعا يُنشئ حوارا بين العمال وغيرهم. ويتضمن التعليق الذي يضعه مع الصور فقرة قصيرة عليها اسم العامل وعمره والزي المفضل لديه. وقال البيه إن المدونة "لن تكون عرضا للناس الذين لا يُفترض أنها عصرية لكن تبدو عصرية. إنها حول معرفتهم ومعرفة أزيائهم. كما أنها (التأنق) شيء بسيط لكنه يهم..وإذا لم تكن تهم فما كانوا ليبذلوا كل هذا الجهد كما تعرف. لذلك بدأت أخرج وبشكل أساسي طورت نوعا من -تعلم أن ذلك بالخبرة- طورت نوعا من التقارب لإدخالهم في المشروع..ليكونوا جزءا من المشروع لا لكي يكونوا هم المشروع." وتركزت الأضواء على وضع العمال الأجانب في قطر بعد أن فازت باستضافة نهائيات بطولة كأس العالم في كرة القدم 2022. وقال خالد البيه إن التركيز فيما يتعلق بالسلبيات -التي أوردتها وسائل الإعلام بشأن قطر- كان على جانب واحد فقط لحياة العمال. وأوضح أنه يريد من خلال مشروعه لمدونة التصوير أن يحتفي بالعمال كأفراد. وقال البيه "يبدون على عكس الصورة التي توردها لهم وسائل الإعلام لهم في بعض الأحيان بشأن جعلهم ضحايا. بالتالي ومرة أخرى هناك الكثير من الأشياء الخطأ لكن هذه وسيلة لرواية قصصهم دون أن يكون كل شيء في المجمل خطأ أو كل الأمر خطأ. فهذا جانب وكذلك الجانب الآخر أيضا هو أن نحتفي بالفردية..نحتفي بهم. نحتفي بهم وبالجهد الذي يبذلونه ليظهروا بهذا الشكل ولو ليوم واحد في الأسبوع." وأشار البيه إلى أن غالبية العمال الذين التقى بهم رحبوا بالفكرة التي يأمل أن تنتشر الفكرة. ويقول إن آخرين يقتفون أثره ويسيرون على نهجه بمشاريع مماثلة. وقال إنه يرى نفسه وسيطا لتشجيع الحوار بين أناس مختلفين من خلال وسيلة هي الأزياء. وأضاف "الفكرة هي تحويل الأمر إلى مشروع اجتماعي. وبالتالي فإن بوسع كل من يهتم بالأزياء أو بتصوير الأزياء المشاركة بالخروج ومقابلة هؤلاء العمال..أرغب في إنشاء مجتمع يتحدث أفراده إلى بعضهم البعض." والتقى البيه في الآونة الأخيرة بكهربائي من نيبال يحب الموضة ويتحدث الإنكليزية بطلاقة وسينضم الشهر المقبل للبيه فيما يتعلق بتصوير وإنشاء حوارات مع عمال لا يتحدثون الإنجليزية. وأوضح البيه أن هذه وسيلة لجعل هؤلاء العمال جزءا من المجتمع. ودُشن المشروع في نوفمبر/تشرين الأول على موقع إنستغرام. ويأمل رسام الكاريكاتير السوداني أن يُحدث تغييرا في التوجهات ويُشجع على تكامل المجتمع.
مشاركة :