ذكرى البيعة / خادم الحرمين الشريفين .. مسيرة ملؤها الإنجاز والنجاح / الإضافة الخامسة عشر

  • 12/31/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

وشملت زيارات وجولات خادم الحرمين الشريفين التفقدية زيارة آخرى لمشروع مركز الملك عبد العزيز التاريخي اطلع خلالها على سير مراحل كل عنصر من عناصر المشروع. ورأس - حفظه الله - اجتماع اللجنة العليا واللجنة التنظيمية للحفل الرسمي للمناسبة، جرى خلاله استعراض برنامج الحفل الرسمي الذي أقيم في يوم الخامس من شهر شوال من عام 1419هـ. وأكد خادم الحرمين الشريفين في كلمة خلال الاجتماع أن ما حققته المملكة من انجازات خلال تاريخها الحديث نابع من التعاون المثمر والصادق بين القيادة والشعب انطلاقًا من الخصوصية التي تميز بها تاريخ المملكة منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله -. وأضاف أن الاحتفال بمرور مئة عام على تأسيس المملكة يهدف إلى تأكيد المضامين التي قام عليها هذا التأسيس وما تحمله من تمسك بالعقيدة الإسلامية السمحة التي هي المنطلق نحو كل تطور تحققه المملكة، معربًا عن ارتياحه للجهود الحثيثة والمتواصلة التي يبذلها أعضاء اللجنة التحضيرية والأمانة العامة للاحتفال واللجان التابعة لها لإنجاز الأعمال والنشاطات المناطة بها وإجراء الاستعدادات اللازمة لهذه المناسبة وفي يوم الخامس من شهر شوال من عام 1419هـ أقام خادم الحرمين الشريفين حفل عشاء تكريمًا لأصحاب السمو الملكي والمعالي أمراء المناطق وأعضاء مجالس المناطق بالمملكة وأحفاد الرواد بحضور عدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب المعالي الوزراء والمسؤولين من مدنيين وعسكريين. كما أقام - أيده الله - في اليوم السابع من الشهر نفسه حفل عشاء تكريمًا للمشاركين في مؤتمر المملكة العربية السعودية في مئة عام الذي عقد بمناسبة مرور مئة عام على توحيد المملكة ورعى ختامه الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بعد أن حضر الجلسة الختامية للمؤتمر. وقال خادم الحرمين الشريفين في كلمة وجهها للمشاركين وحضور المؤتمر: "عشنا وإياكم هذه الأيام والليالي السعيدة المباركة في جو علمي جميل رائع وتوفيق من الله واضح فكانت جلسات مؤتمرنا هذا مؤتمر المملكة العربية السعودية في مئة عام حافلة بالعلم العميق والبحث الرصين والمناقشات الهادفة والحوار البناء فالحمد لله على توفيقه ومنه وكرم... لقد تم التخطيط لمؤتمر المملكة العربية السعودية في مئة عام ليكون مؤتمرًا علميًا وهيأ الله - سبحانه وتعالى - له أسباب النجاح فكان عالميًا بكثرة المشاركين وتنوع جنسياتهم وبلدانهم حيث تجاوزت ثلاثين جنسية من كل قارات العالم". وشدد - حفظه الله - على أن تجربة المملكة العربية السعودية في الحكم والإدارة والجمع بين التمسك بالعقيدة والشريعة والمحافظة على الثوابت الإسلامية وبين الانفتاح المتوازن على الحضارات الحديثة والأخذ بوسائل التقدم والرقي تجربة رائدة ينبغي أن تدرس وتحلل وهذا ما قام به المؤتمر ووفق في إيضاح أسبابها ووسائلها. وقام الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - بتكريم أعضاء لجان الاحتفال بمرور مئة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية بعدد من الأوشحة والأوسمة تقديرًا لهم على ما بذلوه في سبيل ظهور مناسبة المئوية بما تستحقه. وتنوعت الأوشحة والأوسمة ما بين وشاح الملك فيصل ووشاح الملك عبد العزيز من الطبقة الثانية ووسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى ووسام الملك عبد العزيز من الدرجة الثانية. وحينما يأتي الحديث عن العمل الخيري والدعوي في المملكة العربية السعودية فلابد أن يكون الحديث أيضًا عن الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ذلك أنه - حفظه الله - دأب في فترات طوال وما زال خادمًا للعمل الخيري والدعوي بصور شتى وعطاءات طوال تستحق الإشادة من الجميع بلا استثناء. ومع تعدد أوجه الخير التي تلمستها يداه - وفقه الله - نجد أن الكلمات تخجل من السرد بل وتتوارى إلى الإيجاز خجلاً من تلك الأوجه الخيرة وهربًا من التقصير في إعطاءها ما تستحق. ونفذت الهيئة العليا لجمع التبرعات لمسلمي البوسنة والهرسك بتوجيهاته - حفظه الله - كرئيس للهيئة، حملةً لتنشيط التبرعات لمسلمي البوسنة والهرسك بهدف تمويل البرامج والمشروعات التي تستهدف إعادة المشردين الذين انقطعت بهم السبل وإيوائهم وإعمار بيوت الله وترميمها وبناء المدارس وترميم الكليات والمعاهد الإسلامية وإنشاء دور الأيتام والعمل على كفالتهم وإعداد معلمين للتربية الإسلامية والمساعدة في كل ما من شأنه إعادة الحياة الطبيعية إلى مسلمي البوسنة والهرسك. ويقف مشروع الأمير سلمان للإسكان الخيري شاهدًا على بذل خادم الحرمين الشريفين في هذا المجال منذ أن أعلن - أيده الله - بدء انطلاق حملة جمع التبرعات للمشروع وأن الخطة الإستراتيجية له تقضي ببناء ثلاثة آلاف وحدة سكنية متكاملة على مدى عشر سنوات. ورعى الملك سلمان منذ أن كان أميرًا للرياض العديد من الفعاليات والمناشط الدعوية والخيرية كما قام بزيارات للعديد منها ومن ذلك رئاسته لاجتماع مجلس إدارة جمعية البر وزيارة مركز الملك سلمان الاجتماعي في الرياض ورئاسته لاجتماعات مجلس إدارة الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض ورعايته الحفل الخيري المشترك لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية والندوة العالمية للشباب الإسلامي ومؤسسة الحرمين الخيرية ورعايته حفل افتتاح المقر الجديد لمبنى المركز السعودي لزراعة الأعضاء ومركز الأمير سلمان الخيري لأمراض الكلى ورعايته الحفل الخيري المشترك الرابع لدعم العمل الإغاثي والدعوي في الداخل والخارج ورعايته أعمال الملتقى الثالث لمشاريع ولجان الزواج بالمملكة الذي ينظمه مشروع ابن باز الخيري لمساعدة الشباب على الزواج ورعايته الحفل السنوي الأول لفروع الشئون الاجتماعية في منطقة الرياض ولحفل إطلاق مشروع (وقف الأم التنموي) الذي تنظمه جمعية النهضة النسائية الخيرية بالتعاون مع مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية ورعايته أيضًا للحفل السنوي الأول لمؤسسة الدعوة الخيرية وتشريفه احتفال جمعية الأطفال المعوقين بمناسبة مرور 25 عامًا على تأسيسها وحفل الزواج الجماعي الأول بالرياض ضمن مشروع ابن باز الخيري لمساعدة الشباب على الزواج. // يتبع // 09:53ت م ذكرى البيعة / خادم الحرمين الشريفين .. مسيرة ملؤها الإنجاز والنجاح / الإضافة السادسة عشر وتبرز عدة كلمات لخادم الحرمين الشريفين خلال تلك الرعايات والزيارات والمناشط تجسد حرصه وتطلعه - حفظه الله - على المضي بالعمل الخيري نحو المنهجية المحددة والمحاطة بأسس دينية مبنية على أسس الشريعة السمحاء. فنجده - أيده الله - يقول ذات اجتماع: "نحن مجتمع متعاون متكاتف لا يستغرب علينا الحقيقة أن يكون فيه تعاون وتكاتف وأن يكون فيه جمعيات تهدف للخير بكل فروعه في هذه البلاد لأن هذه طبيعتنا أساسًا". ويقول في مناسبة أخرى: "أنا لا أحب في حال من الأحوال أو في يوم من الأيام أن أحرج أحدًا بالتبرع أو المواجهة بالتبرع وأرفض كثيرًا من المرات من بعض الإخوان لما يطلبون مني أن أدعو الناس للتبرع بالاسم لأنه ربما بعد ما سمحت ظروفه أو كذلك نتركه لأريحيته ولتفكيره". ويؤكد في احتفال أن المأمول إن شاء الله هو التعاون على البر والخير كما هي عادة المجتمع السعودي، مضيفًا: "أشكر الله عز وجل وأقول إن مجتمعنا والحمد لله مجتمع بر وخير وفيه الكثير ممن يعمل للخير وأصحاب الأموال عندنا أشكرهم أيضًا على تعاونهم معنا في كل المجالات وفي كل أعمال الخير وتجاوبهم موجود والخير موجود والحمد الله... أبشروا بالخير ما دمتم تعملون للخير... مجتمعنا المسلم مجتمع متراحم مجتمع تسوده المحبة والمودة مجتمع فرض الله الزكاة فيه على الأغنياء مواساة لإخوانهم الفقراء وجعل هذا ركنًا من أركان الإسلام وهو الركن الثالث من أركان الإسلام ألا وهي الزكاة المفروضة وشرعت صدقة التطوع المتنوعة لتكمل للمسلم ما عسى أن يكون أخل به في حساب ماله الواجب إخراجه". وتحظى العلاقات التي تربط المملكة العربية السعودية بمختلف دول العالم بروابط وثيقة ترتكز على وثائق الدين والجيرة والمصالح المشتركة وتقوم على أسس الصداقة والتعاون، ومن هذا المنطلق كانت سياسة المملكة تقوم في هذا الشأن على قيام أهل الحنكة والسياسة من القادة وأصحاب السمو الملكي والمعالي والوزراء والخبراء بدورهم في تعزيز تلك العلاقات. وقد برز منذ بدء تكوين علاقات المملكة مع مختلف الدول اسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - مبادرًا وراعيًا وموطدًا ومؤسسًا لكثير من علاقات المملكة الخارجية. وتعددت لقاءات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود منذ أن كان أميرًا لمنطقة الرياض مرورًا بوزارته للدفاع وولايته للعهد، بتنوع العلاقات بين المملكة والدول الأخرى سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو في شئون أخرى. وتناغمًا مع العلاقات المميزة التي تربط المملكة بالدول الإسلامية أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود رئيس الهيئة العليا لجمع التبرعات لمسلمي البوسنة والهرسك، في ذلك الوقت، أنه تقديرًا وعرفانًا للدور التاريخي الكبير الذي يقوم به خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - لدعم قضية مسلمي البوسنة والهرسك ونصرتهم لتجاوز ما يمرون به من ضيق فقد تمت تسمية مشروع الجامع الكبير في سراييفو باسم (مركز وجامع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد الثقافي). وكان - حفظه الله - من أوائل الساعين في تأدية الواجب تجاه من تربطهم علاقات بالمملكة سواء كان ذلك الواجب في إطار فرح أو حزن، فقد كان يقوم بزيارة عدة لتقديم واجب العزاء لعديد من الدول، كما كان يشارك في العديد من مناسبات الأيام الوطنية لدول آخرى. وحول اضطلاع المملكة بدور مميز في خدمة العمل الإنساني وأعمال الخير تجاه الأشقاء والأصدقاء في مختلف دول العالم فقد بذلت المملكة على المستويين الرسمي والشعبي جهودًا كبيرة في إطار ما تمليه العقيدة الإسلامية السمحة من واجب التخفيف من معاناة الدول والشعوب عبر تقديم أنواع من المساعدات والإسهامات المادية والمعنوية ما جعل بلاد الحرمين الشريفين بفضل الله موضع الثقة من الجميع ورائدة في العمل الإسلامي والإنساني والخيري على مستوى العالم أجمع. وقد قام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - بنشاطات بارزة ومثمرة في تلك المجالات حيث تولى رئاسة العديد من الهيئات واللجان المحلية في منطقة الرياض وعدد من الهيئات واللجان على مستوى المملكة. كما قام بجهود بارزة في مجال التعريف بالمملكة على المستوى الخارجي ورئاسة الأنشطة التي تتولى التعريف بالإنجازات الحضارية التي حققتها المملكة وما تقدمه من خدمات ورعاية للإسلام والمسلمين في دول العالم. واستضافت الرياض خلال عهد خادم الحرمين الشريفين اجتماعات قادة الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية في قمتهم الرابعة بدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. ورحب المجتمعون بالحوار والتعاون القائم بين الإقليمين لتطوير شراكة إستراتيجية قائمة على المصلحة والاحترام المتبادل . وبعد التأكيد على إدراك الجميع بالدور المهم الذي تقوم به التكتلات والتجمعات الإقليمية وإيمانا بحق الشعوب بالعيش في عالم مستقر ومزدهر خال من مخاطر الإرهاب والإسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل ، فقد تم التأكيد على ضرورة تحقيق السلام العادل والشامل للقضية الفلسطينية وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية الرامية لإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية على حدود سنة 1967 م والتأكيد على ضرورة التواصل إلى حل سلمي للأزمة السورية وفقا لما جاء في بيان جنيف " 1 " و " مؤتمر فينا " وضرورة وأهمية إيجاد حل للأزمة اليمنية عبر تطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة وخاصة القرار 2216 ودعم عملية الحوار السياسي الجارية في ليبيا تحت رعاية الأمم المتحدة. وأعرب المجتمعون عن رفضهم لأي تدخل في شؤون دول المنطقة الداخلية من قبل قوى خارجية انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة ومبدأ حسن الجوار وشددوا على أهمية احترام وحدة وسيادة واستقلال الدول وسلامتها الإقليمية وحل النزاعات بالطرق السلمية . ودعوا إيران للتجاوب مع طلب دولة الإمارات العربية المتحدة لإيجاد حل سلمي لقضية الجزر الثلاث ( طنب الكبر - طنب الصغر - أبوموسى ) يتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي . وأعربوا في ختام اجتماعهم عن عميق الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين والمملكة العربية السعودية حكومة وشعباً على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ رئيس القمة قد ألقى كلمة خلال افتتاح القمة قال فيها: "إننا نشعر بالارتياح للتوافق والتقارب بين وجهات نظرنا تجاه العديد من القضايا والمسائل الدولية ، ونشيد بالمواقف الإيجابية لدول أمريكا الجنوبية الصديقة المؤيدة للقضايا العربية ، وبخاصة القضية الفلسطينية ، كما أننا ننظر بالتقدير إلى ما حققته القمم الثلاث السابقة ، ونتطلع إلى تنسيق مواقفنا تجاه القضايا المطروحة على الساحة الدولية ، ومكافحة الإرهاب والتطرف ونشر ثقافة السلام والحوار. أيها الحضور الكرام : إن فرص تطوير العلاقات الاقتصادية بين دولنا واعدة ، ومبشرة بما يحقق نماء وازدهار أوطاننا ، ويدفعنا لتذليل العقبات والمعوقات وتشجيع ودعم تدفق الاستثمارات ، وتبادل الخبرات ، ونقل التقنية وتوطينها ، والتعاون في المجالات كافة. مشيداً بالنمو الجيد في معدلات التبادل التجاري وحجم الاستثمارات البينية منذ انعقاد قمتنا الأولى في برازيليا عام 2005م ، ولا زالت الآمال معقودة لتحقيق المزيد في هذا المجال ، ولهذا فإننا ندعو إلى تأسيس مجالس لرجال الأعمال ، والنظر في توقيع اتفاقيات للتجارة الحرة ، وتجنب الازدواج الضريبي ، وتشجيع وحماية الاستثمارات بين دول الإقليمين التي ستوفر إطاراً تنظيمياً وقانونياً لتعزيز تدفقات التجارة بينها". كما استضاف الرياض اجتماعات الدورة الـ 36 للمجلس الأعلى لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية حيث خاطب خادم الحرمين الشريفين القمة قائلاً: "يطيب لي أن أرحب بكم في بلدكم الثاني ، متمنياً لكم طيب الإقامة ، وداعياً المولى عز وجل أن يكلل جهودنا بالسداد والتوفيق ، ومعبراً عن بالغ الشكر والتقدير لصاحب السمو الأخ الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة ، على ما بذله من جهود موفقة خلال رئاسته للمجلس الأعلى في دورته السابقة ، لتعزيز المسيرة المباركة لمجلس التعاون. إخواني الأعزاء مع ما تنعم به دولنا ولله الحمد من أمن واستقرار وازدهار ، فإن منطقتنا تمر بظروف وتحديات وأطماع بالغة التعقيد ، تستدعي منا التكاتف والعمل معاً للاستمرار في تحصين دولنا من الأخطار الخارجية ، ومد يد العون لأشقائنا لاستعادة أمنهم واستقرارهم. ومواجهة ما تتعرض له منطقتنا العربية من تحديات وحل قضاياها ، وفي مقدمة ذلك قضية فلسطين واستعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. وبالنسبة لليمن فإن دول التحالف حريصة على تحقيق الأمن والاستقرار في اليمن الشقيق تحت قيادة حكومته الشرعية ، ونحن في دول المجلس ندعم الحل السلمي ، ليتمكن اليمن العزيز من تجاوز أزمته ويستعيد مسيرته نحو البناء والتنمية. وفي الشأن السوري تستضيف المملكة المعارضة السورية دعماً منها لإيجاد حل سياسي يضمن وحدة الأراضي السورية ووفقاً لمقررات ( جنيف 1 ) . إن على دول العالم أجمع مسؤولية مشتركة في محاربة التطرف والإرهاب والقضاء عليه أياً كان مصدره ، ولقد بذلت المملكة الكثير في سبيل ذلك ، وستستمر في جهودها بالتعاون والتنسيق مع الدول الشقيقة والصديقة بهذا الشأن ، مؤكدين أن الإرهاب لا دين له وأن ديننا الحنيف يرفضه ويمقته فهو دين الوسطية والاعتدال. إخواني الأعزاء يأتي لقاؤنا اليوم بعد مرور خمسة وثلاثين عاماً من عمر مجلس التعاون ، وهو وقت مناسب لتقييم الإنجازات ، والتطلع إلى المستقبل ، ومع ما حققه المجلس ، فإن مواطنينا يتطلعون إلى إنجازات أكثر تمس حياتهم اليومية ، وترقى إلى مستوى طموحاتهم. وتحقيقاً لذلك فإننا على ثقة أننا سنبذل جميعاً - بحول الله - قصارى الجهد للعمل لتحقيق نتائج ملموسة لتعزيز مسيرة التعاون والترابط بين دولنا ، ورفعة مكانة المجلس الدولية ، وإيجاد بيئة اقتصادية واجتماعية تعزز رفاه المواطنين ، والعمل وفق سياسية خارجية فاعلة تجنب دولنا الصراعات الإقليمية ، وتساعد على استعادة الأمن والاستقرار لدول الجوار ، واستكمال ما بدأناه من بناء منظومة دفاعية وأمنية مشتركة ، بما يحمي مصالح دولنا وشعوبنا ومكتسباتها". // يتبع // 09:53ت م ذكرى البيعة / خادم الحرمين الشريفين .. مسيرة ملؤها الإنجاز والنجاح / الإضافة السابعة عشر وفي شهر صفر من هذا العام استقبل فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا، بمقر إقامة فخامته في انطاليا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - رئيس وفد المملكة لقمة مجموعة العشرين. وجرى خلال الاستقبال بحث عدد من الموضوعات المدرجة على جدول أعمال القمة، وكذلك العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وعدد من الأمور ذات الاهتمام المشترك. وفي كلمته أمام القمة قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود: "إنهُ لمِنَ المؤسفِ أن لا يُشارِكنا اليوم فخامةَ الرئيسِ الصديقِ فرانسوا هولاند بسببِ الأحداثِ والتفجيراتِ الإرهابيةِ المؤلمةِ التي وقعت في باريس. وإنّنا إذْ نُقدمُ تعازينا لأسرِ الضحايا وللشعبِ الفرنسي لنشجبُ ونُدينُ بقوةٍ هذه الأعمال الإجراميةَ البشعةَ التي لا يُقِرها دينٌ والإسلامُ مِنها براء. ونؤكدُ على ضرورةِ مُضاعفةِ المُجتمعِ الدولي لجهودهِ لاجتثاثِ هذه الآفةِ الخطيرةِ ولتخليصِ العالمِ مِن شُرورها التي تُهدِدُ السِلمَ والأمنَ العالميينِ وتُعيقُ جهودنا في تعزيزِ النموِ الاقتصادي العالميِ واستدامته فالحربُ على الإرهابِ مسؤوليةُ المجتمعِ الدوليِ بأسرهِ وهوَ داءٌ عالميٌ لا جنسيةَ لهُ ولا دين وتجِبُ مُحاربتهُ ومُحاربةَ تمويلهِ وتقويةُ التعاونِ الدوليِ في ذلك". وأضاف - رعاه الله - : "لَقدْ عانينا في المملكةِ مِن الإرهابِ، وحرِصنا ولازِلنا على مُحاربتهُ بكُلِ صرامةٍ وحزمٍ، والتصدي لمنطلقاتهِ الفكريةِ خاصةً تلكَ التي تتخذُ مِن تعاليمِ الإسلامِ مبرراً لها، والإسلامُ منها بريءٌ ولا يخفى على كُلِ مُنصفٍ أنَّ الوسطيةَ والسماحةَ هي منهجُ الإسلام ونتعاونُ بكلِ قوةٍ معَ المجتمعِ الدولي لمواجهةِ ظاهرةِ الإرهابِ أمنياً وفكرياً وقانونياً، واقترحت المملكةُ إنشاءَ المركزِ الدولي لمُكافحةِ الإرهابِ تحتَ مِظلةِ الأممِ المتحدةِ وتبرعت له بمئةٍ وعشرةِ ملايينِ دولار وندعو الدولَ الأخرى للإسهامِ فيهِ ودعمِه لجعلهِ مركزاً دولياً لتبادُلِ المعلوماتِ وأبحاثِ الإرهابِ". وطالب خادم الحرمين الشريفين المجتمعِ الدولي العَمل على إيجادِ حلٍ عاجلِ للأزمة السورية وفقاً لمقررات جنيف (1). وفيما يتعلقُ بمُشكِلةِ اللاجئينَ السوريين قال - حفظه الله- : "لا يخفى على الجميعِ أنها نتاجٌ لمشكلةٍ إقليميةٍ ودوليةٍ هي الأزمةُ السورية ونُثمنُ الجهودَ الدوليةَ وخاصةً جهودَ دولِ الجوارِ والدولَ الأخرى في تخفيفِ آلامِ المهاجرينِ السوريينِ ومعاناتهم، ومن المؤكدِ أنَّ معالجة المشكلة جذرياً تتطلبُ إيجادَ حلٍ سلمي للأزمةِ السوريةِ والوقوفَ مع حقِ الشعبِ السوري في العيشِ الكريمِ في وطنهِ فمعاناةُ هذا الشعب تتفاقمُ بتراخي المجتمعِ الدولي لإيجادِ هذا الحل. وقد أسهمنا في دعمِ الجهودِ الدوليةِ لتخفيفِ معاناةِ الأشقاءِ السوريينَ، كما عاملنا الأخوةَ السوريين في المملكةِ بما يفوقُ ما نصت عليهِ الأنظمةُ الدوليةُ المتعلقةُ بحقوقِ اللاجئينَ والمهاجرينَ والمغتربينَ". وفيما يتعلقُ بالوضعِ في اليمنِ أكد - أيده الله - أنّ المملكةَ ودول التحالف حريصةٌ على إيجادِ حلِ سياسي وفقَ قرارِ مجلسٍ الأمن رقم (2216) كما أنها حريصةٌ على توفيرِ كافةِ المساعداتِ والإغاثةِ الإنسانيةِ للشعبِ اليمني الشقيق. وقال إننا أمامَ فرصةٍ مواتيةٍ للتعاونِ وحشدِ المبادراتِ للتوصلِ إلى حلولٍ عالميةٍ حقيقيةٍ للتحدياتِ المُلحةِ التي تواجهنا سواءً في مكافحةِ الإرهابِ أو مشكلةِ اللاجئينَ أو في تعزيزِ الثقةِ في الاقتصادِ العالمي ونُموهِ واستدامتهِ ونحنُ على ثقةٍ من خلالِ التعاونِ بيننا في أنّنا نستطيعُ تحقيقَ ذلك. وقد عقد خادم الحرمين الشريفين رئيس وفد المملكة المشارك في قمة قادة دول مجموعة العشرين عددًا من الاجتماعات واللقاءات مع كل من: دولة مستشارة ألمانيا الاتحادية انجيلا ميركل، ودولة رئيس وزراء جمهورية تركيا البروفيسور أحمد داوود أوغلو، وفخامة الرئيس باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وفخامة الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية، ومعالي وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، ودولة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا موري، ودولة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، ودولة رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي. وبحث - حفظه الله - معهم العلاقات الثنائية بين المملكة ودولهم، وعدد من الأمور ذات العلاقة. // يتبع // 09:53ت م ذكرى البيعة / خادم الحرمين الشريفين .. مسيرة ملؤها الإنجاز والنجاح/ الإضافة الثامنة عشر واخيرة وتعد موافقة مجلس الوزراء على رؤية المملكة العربية السعودية 2030 أبرز أحداث العام المنصرم حيث خصص المجلس جلسته التي عقدها برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ للنظر في مشروع رؤية المملكة العربية السعودية 2030 الصادر في شأنه قرار مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية وما تضمنه خطاب صاحب السمو الملكي ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية في شأن مشروع الرؤية. وقد قرر المجلس حيال ذلك الموافقة على رؤية المملكة العربية السعودية 2030 وقيام مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية بوضع الآليات والترتيبات اللازمة لتنفيذ هذه الرؤية ومتابعة ذلك وقيام الوزارات والأجهزة الحكومية الأخرى - كل فيما يخصه - باتخاذ ما يلزم لتنفيذ هذه الرؤية، وفقاً للآليات والترتيبات المشار إليها. وقد وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه - كلمة بعد الموافقة على رؤية 2030، جاء فيها: "لقد وضعت نصب عيني منذ أن تشرفت بتولي مقاليد الحكم السعي نحو التنمية الشاملة من منطلق ثوابتنا الشرعية وتوظيف إمكانات بلادنا وطاقاتها والاستفادة من موقع بلادنا وما تتميز به من ثروات وميزات لتحقيق مستقبل أفضل للوطن وأبنائه مع التمسك بعقيدتنا الصافية والمحافظة على أصالة مجتمعنا وثوابته ومن هذا المنطلق؛ وجهنا مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برسم رؤية المملكة لتحقيق ما نأمله بأن تكون بلادنا - بعون من الله وتوفيقه - أنموذجاً للعالم على جميع المستويات، وقد اطلعنا على رؤية المملكة العربية السعودية التي قدمها مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية ووافق عليها مجلس الوزراء، شاكرين للمجلس ما بذله من جهد بهذا الخصوص، آملين من أبنائنا وبناتنا المواطنين والمواطنات العمل معاً لتحقيق هذه الرؤية الطموحة، سائلين الله العون والتوفيق والسداد، وأن تكون رؤية خير وبركة تحقق التقدم والازدهار لوطننا الغالي". وفي غرة رمضان من عام 1437هـ أعلنت تفاصيل برنامج التحول الوطني الذي أقر الموافقة عليه مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - كأحد برامج رؤية المملكة 2030 التي قدمها مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان عبدالعزيز ولي ولي العهد، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظه الله-. وحدد برنامج التحول الوطني عددا من الأولويات الوطنية المشتركة ذات الأثر والنفع العام والمبنية على الأهداف الإستراتيجية لرؤية المملكة 2030، بعد أن تم تحليل المبادرات في غرف دعم متخصصة وفق مرشحات قائمة على تعظيم مساهمة المبادرات في تحقيق الأهداف الوطنية المشتركة. وأبرز معالي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الأستاذ محمد بن عبدالملك آل الشيخ أهمية برنامج التحول الوطني، وقال: إنه ينبثق من ( رؤية المملكة 2030) التي وضعت أهدافا يتوقع تحقيقها بعون الله تعالى خلال الأعوام الـ 15 القادمة، وتضم عددا من البرامج ومنها هذا البرنامج الذي عمل عليه 24 جهة حكومية بمشاركة مجموعة من الوزراء لمعرفة التحديات التي تواجه عمل كل قطاع ومواجهتها، مبينًا أن مرحلة إطلاق البرنامج تعد مرحلة أولى لمعالجة التحديات سواء نظامية أو إجرائية أو تشغيلية التي تعتري الجهات الـ 24 لتحقيق نتائج (رؤية المملكة 2030). وأوضح معاليه أن المرحلة الأولى من البرنامج تضم ( 543) مبادرة سوف يتم البدء فيها العام الجاري بميزانية قدرها ( 268.410.559 ) مليار ريال، يُسهم القطاع الخاص فيها، والجزء الأكبر منها لن يكون مبلغًا إضافيًا على ميزانية الدولة، بحيث سينفق على هذه المرحلة وفق ما اعتمد لبرنامج التحول الوطني، مشددا على أنه لن يكون لهذا المبلغ أي أثر مالي كبير على ميزانية الدولة، وسوف يكون هناك مراقبة على الإنفاق لتحقيق كفاءة الإنفاق والوصول إلى أهداف البرنامج. // انتهى // 09:54ت م spa.gov.sa/1575771

مشاركة :