المصريون لـ“السيسي” و“حمدين”: لن نلدغ من جحر البرامج الانتخابية مرتين

  • 4/1/2014
  • 00:00
  • 31
  • 0
  • 0
news-picture

تبدو السوابق التاريخية للبرامج الانتخابية لمرشحي الرئاسة في مصر سلبية في ضوء التدليس الذي شاب البرنامج الانتخابي للرئيس المعزول محمد مرسي، فيما عرف بمشروع «النهضة» الوهمي، ولعل ذلك سيكون دافعًا لوضع البرامج الانتخابية للمرشحين في الانتخابات الرئاسية المقبلة على المحك تحت شعار «لا يلدغ المصريون من البرامج الرئاسية مرتين»، وانعكس ذلك في المطالبات الشعبية خلال الفترة الفائتة بإلزام المرشحين للرئاسة بجداول زمنية لتنفيذ برامجهم الانتخابية، معلنين أنهم لن يوقعوا «شيكًا على بياض» لأي مرشح. الإعداد الجيد للبرنامج ومن هذا المنطلق لجأ «السيسي» و»حمدين صباحي» إلى نخبة من الخبراء والمتخصصين في مختلف المجالات لصياغة البرنامج الانتخابي لكل منهما حيث استعان «السيسي» بالدبلوماسي المخضرم عمرو موسى والاقتصادي محمد العريان لإعداد برنامجه الانتخابي بعد نفي الكاتب محمد حسنين هيكل مشاركته في إعداد برنامج «السيسي» الانتخابي، فيما استعان «صباحي» بالخبير الاستراتيجي والبرلماني السابق الدكتور وحيد عبدالمجيد في إعادة صياغة برنامجه الانتخابي. وتشير المؤشرات الأولية لبرنامج مرشح التيار الشعبي حمدين صباحي إلى أنه تطوير أو نسخة معدلة لبرنامجه الانتخابي في الانتخابات الرئاسية السابقة مع تغيير بسيط في عنوان البرنامج والذي يحمل عنوان: «واحد مننا..رئيسًا لمصر»، كما يرفع شعارات الثورة «عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.. كرامة إنسانية»، ويركز على القضايا الاجتماعية مثل تمكين الشباب دون تحديد آليات التنفيذ من الناحية الدستورية والسياسية، ويخلو البرنامج من المشروعات الاقتصادية التي يمكن أن تحقق نموًا ملموسًا في الاقتصاد المصري خلال فترات زمنية محددة، ويعكس البرنامج في صورته المبدئية الفكر الاشتراكي خلال حكم الرئيس جمال عبدالناصر مثل تنشيط القطاع العام وفرض ضرائب تصاعدية على الأغنياء. في الاتجاه المقابل، بدأ البرنامج الانتخابي للمشير «السيسي» مبكرًا وقبل إعلانه الترشح للرئاسة رسميًا، بمشروع المليون وحدة سكنية لمحدودي الدخل والذي ستنفذه القوات المسلحة بشراكة عربية، كما يتضمن بحسب رئيس لجنة الخمسين وعضو فريق الإعداد للبرنامج عمرو موسى محورين أولهما إعادة بناء الدولة على أسس حديثة آخذًًا في الاعتبار التكليفات التي أقرها دستور ٢٠١٤، وثانيهما مشاركة «المشير» الشعب في التنمية الشاملة لتحقيق العدالة الاجتماعية، مع وضع الشعب في الصورة بكل شفافية بحقائق الوضع الاقتصادي والظروف التي تمر بها البلاد، كما يشمل البرنامج محددات رئيسية لتحقيق العدالة الاجتماعية والنمو المتوازن جغرافيًا وقطاعيًا، ويتضمن خطة طموحة لإعادة صياغة الخريطة التنموية والاستثمارية لمصر، ويركز على استعادة الأمن والأمان للبلاد وإصلاح مؤسسات الدولة وتشغيل الشباب كما يطرح خطة طموحة للنهوض تشمل مشروعات قومية للتنمية مثل مشروع محور قناة السويس ومشروع الضبعة ومشروع المثلث الذهبي في محافظات الصعيد، ولكن البرنامج يواجه عدة تحديات مثل نقص التمويل اللازم لتنفيذه نظرًا للظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها مصر على مدار السنوات الثلاث الفائتة، ويسعى الفريق المعاون للمشير إلى الوصول إلى تفاهمات جدية مع بعض الأشقاء العرب لتمويل برنامجه، ويضاف إلى التحديات تنامي الجدل السياسي حول مشروع المليون وحدة حيث تطالب القوى السياسية بضرورة الإعلان عن تفاصيل المشروع حتى لا يتحول إلى مشروع نهضة وهمي جديد يضر بالمؤسسة العسكرية والمشير نفسه. من ناحيته قال نائب حزب المؤتمر المهندس معز محمود إن أهم نقاط القوة التي تضاف إلى المشير «السيسي» سواء وردت في البرنامج أم لم ترد، تتمثل في أنه يضمن تعاون مؤسسات الدولة مع مؤسسة الرئاسة ولن يعيد الصدام الذي حدث خلال حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، مشيرًا إلى أن المرشح الرئاسي المحتمل حمدين صباحي سبق وأن خاض الانتخابات الرئاسية السابقة، وليس لديه برنامج انتخابي واضح ومحدد ولكن يعتمد على بعض العبارات التي لا تتناسب مع الواقع، ونحن لا نريد أن يتكرر مشروع النهضة الوهمي الذي ضحك به الإخوان على الشعب المصري.

مشاركة :