أكد الناشط الشبابي عياد الحربي أنه، رغم سجنه الذي خرج منه أخيرا بعد انتهاء فترة محكوميته، لايزال متمسكا بمبادئه، «بل إن بعضها أصبح أكثر ترسخاً، إلاّ أنني صرت أكثر نضجاً. فالتجربة تُعلّم المرء وتُشذّب أفكاره وتجعله يراجع مواقفه، ويقف عندها بروية وتمهّل»، مشددا في الوقت نفسه على «الإيمان بالحراك السلمي وبحرية الرأي في كل الظروف لكن باستخدام العقل أكثر منه التهور والاندفاع». وقال الحربي، وهو أحد شباب الحراك الشعبي الذي أنهى مدة محكوميته، ويظهر للمرة الأولى إعلاميا من خلال «الراي»، إن البعض يراه أخطأ في حساباته ونشاطاته التي قادته إلى السجن، ويرد أنه «لا أحد من الناس يمتلك من رجاحة العقل يذهب بملء إرادته إلى السجن إلاّ أنها هي الأقدار وبعض من الظروف التي تحيله مرغما اليه». وعن يومياته في السجن، قال الحربي إنه كان حريصاً على متابعة الأحداث السياسية المحلية بشكل خاص والإقليمية والعربية والعالمية بشكل عام كذلك محاولة متابعة مباريات كرة القدم للدوريات الاوروبية ما توافر منها كل فترة واخرى، مشيرا إلى أن «أبرز الاوقات واغلبها كنت اقضيها في قراءة الكتب، فهي فرصة كنت احرص على استغلالها بكل ما هو مفيد». وعن سجنه، قال إنه أكمل مدة عقوبته لأن العفو الأميري لم يشمله لعدم مطابقته لشرطيه، وهما عدم وجوده في السجن وأن يكون حكمه نهائيا، واشتكى من تعامل مسؤولي السجن معه أثناء فترة الاحتجاز، مبينا أنه «لم تكن معاملة إنسانية ترعى الحد الادنى من حقوق الانسان وتحفظ كرامته. وتم التعسف معي بكل إجراء لي رغم ان ذلك لا يحدث مع غيري من السجناء وتم وضعي في العزل الانفرادي لعدة مرات كان أطولها قارب السنة والخمسة اشهر من 2015/5/6 حتى وقت إخلاء سبيلي وانتهاء محكوميتي في 2016/9/27». وقال إنه شعر باليأس بأن الثمن الذي قدمه كبير، خصوصا أنه الوحيد من الشباب الذي أتم مدة سجنه، مبينا أن «إيماني المطلق بأن الكلمة مهما اختلفنا معها، فإنها لا تكون سبيلا يؤدي بك الى السجن. لذلك حزنت اوقاتا كثيرة كلما رأيت كيف الشعوب تنعم بحرية التعبير في بلدانها ووطني الكويت صار سجنه واسعا لكل من عبر برأيه تجاه الفساد والاصلاح. لكني فرحت اكثر لمصداقيتي وايماني بدفع الثمن والقدرة على سداده مهما كان مرّاً». وردا على قول البعض بأن معظم الكويتيين باتوا غير مؤمنين بالحراك الذي وصفه الكثير بأنه في حالة موت سريري، أو يضم مندسين ومخربين، قال الحربي «لا حراك سلميا في العالم تستطيع اختيار افراده حسب شروطك ونزاهتك، وانما يتم التوافق عليه حسب قضاياه المطروحة. ثم ان الحكومات لا تدع حراكا الا وتحاول جاهدة افساده قدر ما استطاعت، لانه يُعرّيها ويكشف فسادها. حراكنا كان سلميا ذا مطالب وادوات مشروعة ودستورية، لم نخالف فيها قطعا، ثم انه لا يوجد حراك ابدي لا يفتر ولا يصاب بالخمول لبعض الظروف الموضوعية التي تطرأ عليه، مثل بسط ذراع القوى الامنية على الشارع عبر القمع والاعتقال، لذلك نحن مستمرون مهما كبر او صغر حراكنا، ومهما انتهت موجة حراكنا الماضية ولن يهدأ لنا بال إلا ان نرى هذا الوطن جميلا وهذا ليس ببعيد ولا صعب المنال». وعن موقفه من الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي كان داعما للمشاركة فيه، وما إذا فشلت المقاطعة، قال «أنا قاطعت التصويت في كل مجالس الصوت الواحد. وكانت مقاطعتي الاخيرة للتصويت في الانتخابات الماضية لسبب معلن، وهو وجود النائب السابق مسلم البراك واصدقائي في السجن، وذلك ابسط وفاء باستطاعتي تقديمه لهم، لكنني دعمت المشاركة محاولا توعية الناخبين لاهمية اسقاط المناديب وتم ذلك بالفعل. المقاطعة ليست مبدأ حتى تكون أبدية لا تتغير بل هي موقف بالامكان تغييره متى ما تغيرت قواعد اللعبة والاحداث السياسية».
مشاركة :