تواصلت اشتباكات متقطعة على جبهات عدة في سوريا، أمس، كما تواصلت الضربات الجوية في بعض المناطق، ما يهدد وقف إطلاق النار الذي بدأ تطبيقه منتصف ليل الخميس/ الجمعة، بموجب اتفاق أعلنته روسيا، ونال دعماً من مجلس الأمن الدولي، فيما قتل أحد قادة الحرس الثوري الإيراني خلال مشاركته في العمليات العسكرية الجارية في سوريا، بحسب وسائل إعلام إيرانية، في حين دمرت المقاتلات التركية 17 موقعاً لتنظيم داعش في منطقة الباب ومحيطها شمالي سوريا، وذلك في إطار عملية درع الفرات. ومع دخول وقف إطلاق النار برعاية روسية تركية يومه الثالث، لم تتوقف المعارك المتقطعة والقصف في بعض الجبهات رغم تراجع حدتها، ما دفع الفصائل المعارضة إلى اتهام قوات النظام بانتهاك الهدنة والتلويح بإلغاء الاتفاق ما لم تتوقف الانتهاكات. وذكر المرصد السوري أمس أن الهدوء لا يزال يسود معظم المناطق السورية التي يسري فيها وقف إطلاق النار، مشيراً في الوقت ذاته إلى خروق متفاوتة من حيث شدتها وكثافتها. وأشار إلى غارات نفذتها طائرات سورية أمس على بلدة الأتارب في ريف حلب الغربي وتسببت بسقوط جرحى، وذلك بعد ساعات من مقتل طفلين جراء قصف مدفعي لقوات النظام على بلدة كفر داعل في المنطقة ذاتها. ويرتفع بذلك عدد القتلى منذ بدء تطبيق الاتفاق إلى أربعة مدنيين وتسعة مقاتلين وفق المرصد. ومع نهاية العام، أحصى المرصد السوري مقتل نحو ستين ألف شخص في سوريا، بينهم 13617 مدنياً خلال عام 2016، جراء المعارك والقصف والغارات. وتحدث مدير المرصد رامي عبد الرحمن عن خروق حتى لو لم تهدد مباشرة بانهيار الهدنة. وتأتي الخروقات أمس غداة مقتل جنديين سوريين جراء تفجير انتحاريين حزاميهما الناسفين على حاجز للجيش في مدينة طرطوس في غرب سوريا. ومع استمرار الاشتباكات المتقطعة في منطقة وادي بردى قرب دمشق منذ أسبوع من دون أن تتراجع حدتها بعد تطبيق الهدنة، اتهمت الفصائل المعارضة الموقعة على الاتفاق في بيان السبت قوات النظام بخرق الهدنة. ولوحت بأن استمرار النظام في خروقاته وقصفه ومحاولات اقتحامه للمناطق التي تحت سيطرة الفصائل الثورية يجعل الاتفاق لاغيا داعية الطرف الروسي كضامن للنظام وحلفائه إلى أن يتحمل مسؤولياته. وتشهد العاصمة منذ نحو عشرة أيام انقطاعاً تاماً في خدمة المياه. وردت الفصائل المقاتلة على هذه الخروقات بإطلاق أكثر من عشرين قذيفة على بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين لقوات النظام في محافظة إدلب. في غضون ذلك، ذكرت وكالة أنباء فارس الإيرانية أن العميد غلام علي قلي زادة قتل في إطار مشاركته في المهام الاستشارية للحرس الثوري في سوريا. وأوضحت الوكالة أن قلي زادة كان أحد قادة الحرس الثوري في سوريا، مشيرة إلى أنه توجه إليها منذ بدء الأحداث فيها. إلى ذلك، قالت رئاسة الأركان التركية في بيان إن المقاتلات استهدفت مواقع لتنظيم داعش في مدينة الباب وقرى بزاغة والسفلانية والشماوية لافتة إلى أن التنظيم كان يستخدم تلك المواقع كمخابئ ومستودعات للأسلحة. وأشارت إلى تواصل الاشتباكات في محيط منطقة الباب بين قوات المعارضة السورية (الجيش السوري الحر) ومسلحي (داعش)، موضحة أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل ثلاثة من مقاتلي المعارضة و34 مسلحاً. (وكالات)
مشاركة :