أحمد مرسي ( وادي الحلو ) أجمع العديد من أهالي الشهيد أحمد راشد سالم علي المزروعي، 42 عاماً، في شعبية الحصين بمنطقة وادي الحلو بالشارقة، على دماثة خلق الشهيد وطيبته وحبه للخير وسيرته الطيبة بين الجميع وتفانيه في عمله. واعتبروا ابنهم شهيد «عام الخير» بين زملائه المكلفين بتنفيذ المشاريع الإنسانية والتعليمية والتنموية في جمهورية أفغانستان واللذين قضوا نحبهم في تفجير إرهابي في مقر محافظ قندهار أمس الأول. وقال محمد، الابن الأكبر للشهيد: «إنني فخور بأبي، بأن كتبت له الشهادة وهو يؤدي عمل خير جليل كلف به من قبل البلاد، وهو يسهم في أعمال إنسانية متعددة تقدم للمحتاجين في أفغانستان ومن فئات مجتمعية فقيرة من بينها الأيتام». وأضاف: «أننا لا نتردد لحظة في تقديم أرواحنا للوطن مهما كلفنا من تضحيات ومستعدون للتضحية أكثر وأكثر إذا تطلب الأمر ذلك بفضل توجيهات القيادة الرشيدة». وأشار ابن الشهيد إلى أنه وأشقاءه، سيفتقدون والدهم كثيراً فهو بالنسبة لهم المعلم والقدوة والمحب لهم إلا أنهم فخورون به كونه مات شهيداً خلال تمثيل بلاده في تنفيذ أعمال الخير لمستحقيها. وذكر أن والده الشهيد كان يتواصل معه دوما هاتفياً للاطمئنان عليه وعلى إخوته ويطلب منه أن يكون مجتهداً متفوقاً في حياته الدراسية، وكان آخر اتصال معه صبيحة يوم الاستشهاد وأخبره بأنه سيعود إلى الدولة في اليوم الثاني إلا أن القدر أعاده شهيداً، لافتاً إلى أنه تعلم من والده الكثير وشاركه في دورة تدريبية خاصة بالرماية، والتي كان يهواها كثيراً. بدوره أكد راشد سالم علي المزروعي، والد الشهيد، أنه سيفتقد ابنه كثيراً، إلا أنه فخور به أيضاً إنه بين شهداء الوطن الذين قدموا حياتهم خلال أعمال الخير، في عمل إرهابي جبان نفذ من قبل شرذمة لا تنتمي للدين الحنيف، لافتاً إلى«أن الشهيد كان باراً بي وبوالدته ودائم السؤال علينا ومتابعة أحوالنا الصحية والاجتماعية، كما أنه لم يتأخر يوماً عن تقديم يد العون والمساعدة لأي أحد يطلب منه ذلك وأن ابتسامته كانت لا تفارقه أبداً، وأننا جميعاً فداءً لوطننا الغالي وقيادته الرشيدة». من جهته أكد سعيد سلطان سالم المزروعي، ابن عم الشهيد وشقيق زوجته، أن شعبية الحصين تقدم ابنها البار شهيداً وأن الجميع فخور به وخاصة أنه استشهد وهو يسهم في عمل الخير لفئات تستحق المساعدة، وقدم وزملاؤه نموذجاً للعالم أجمع كيف لنا أن نمد يد الخير.. ويرد الإرهاب الجبان بيد الغدر ليدمر ويقتل ويخرب ؟!. وأشار عبد الله سيف المزروعي، من أهل الشهيد، إلى أن الجميع في حالة من حزن ممزوج بالفخر، على شهداء الوطن، لافتاً إلى أن الشهيد كان يتسم بالخلق الطيب والسيرة الحسنة وحب الخير والتفاني في العمل، وقد كتب الله له الشهادة وهو في مهمة رسمية، ومن حق الجميع من أهله وأبناء بلده أن يفخروا بتضحياته. وجدير بالذكر أن للشهيد أحمد راشد سالم على المزروعي سبعة أبناء، خمسة أولاد وبنتان، وأكبرهم محمد 18 عاماً، ومنصور وعلي وعمر وراشد وهاجر وحمده، عام واحد فقط. كما وأنه حاصل على درجة الماجستير ويعمل نائب مدير ملحقية المساعدات في أفغانستان، وقد التحق بالمجال العملي بأبوظبي منذ ما يزيد على 20 عاماً، ومنذ أكثر من ثلاث سنوات يتابع، وزملاؤه، الأعمال الإنسانية والتعليمية والتنموية في جمهورية أفغانستان.
مشاركة :