شيّعت جموع المواطنين من أهالي مدينة كلباء ومنطقة وادي الحلو وعدد من منتسبي القوات المسلحة صباح الاثنين، شهيد الواجب سلطان سعيد محمد عبدالله المزروعي (18 عاماً)، بعد أداء صلاة الجنازة على جثمانه الطاهر في جامع سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب بحي البحيرة، فيما ووري جثمانه في مقبرة كلباء. واحتشد المئات من أهالي وأقارب وعموم المواطنين بمدينة كلباء منذ ساعات مبكرة من صباح أمس، انتظاراً لوصول جثمان شهيد الواجب، الذي ارتقى إلى الرفيق الأعلى في حادث عرضي أسفر عن تدهور آليته العسكرية، ضمن مشاركته مع قوات التحالف العربي باليمن الشقيق. وكان قد وصل إلى مطار البطين بالعاصمة أبوظبي أمس الأول، جثمان الشهيد على متن طائرة عسكرية تابعة للقوات الجوية الإماراتية، يرافقها عدد من ضباط القوات المسلحة. وجرت المراسم العسكرية الخاصة لاستقبال جثمان الشهيد على أرض المطار، حيث كان عدد من كبار الضباط في الاستقبال. وفور وصول الجثمان صباح أمس، إلى مسقط رأسه بمدينة كلباء، انتقلت الحشود في موكب جنائزي مهيب إلى جامع سيد الشهداء، حيث أدوا صلاة الجنازة، ومن ثم تحرك الموكب الذي صاحبه عدد من جنود وضباط القوات المسلحة إلى مقبرة كلباء حيث ووري الجثمان الثرى. ويعد الشهيد الراحل أصغر شهداء كلباء سناً، وهو من أهالي مدينة كلباء، وتعود أصول عائلته إلى منطقة وادي الحلو التابعة للمدينة، ويحتل الترتيب السابع بين أفراد أسرته المكونة من 5 ذكور و3 إناث، وينتمي إلى عائلة عسكرية، حيث عمل والده في القوات المسلحة سنوات طويلة حتى تقاعد برتبة عريف أول، فيما يخدم عدد من أشقائه في القوات المسلحة أيضاً. حصل الشهيد على شهادته التعليمية من مدرسة أبو أيوب الأنصاري بكلباء، قبل أن ينتمي لصفوف القوات المسلحة وهو في السادسة عشرة من عمره، أي قبل عامين من رحيله. وقالت عزيزة محمد، أم الشهيد البطل، إن ابنها الأصغر تمنى الشهادة، فأنعم الله به عليها مقبلاً غير مدبر، مدافعاً عن الإنسانية والحق، داعية الله عز وجل أن يتم نعمته عليه ويلحقه في منزلة النبيين والصديقين والشهداء. وأضافت الأم المكلومة أنها راضية تمام الرضى عن الشهيد الراحل، مشيرة إلى أنه حمل همّ أمته منذ الصغر، وكان يطلب مني دائماً ألا أقلق عليه، وفي آخر مكالمة دارت بيننا طلب مني ألا أحزن لفراقه، مطمئناً إياها بأنه بخير وبصحة جيدة. وأكد علي المزروعي، أن شقيقه الشهيد غادر لأداء واجبه الوطني في اليمن ضمن قوات التحالف العربي قبل نحو شهر، مبيناً أن العائلة احتسبته عند الله فداء للوطن، وأشار إلى أن آخر تواصل للشهيد مع ذويه كان عبر اتصال هاتفي مع والدته قبل نحو أسبوع، مؤكداً أن الشهيد كان محباً لوطنه ومستعداً لتقديم الغالي والنفيس في سبيل الحق وثوابت دينه ووطنه وعروبته. من جهته، قال محمد عيسى أحد أقرباء الشهيد، إنه رحمه الله، كان مثالاً للإنسان الخلوق، المتواضع، وامتلك شبكة واسعة من العلاقات الاجتماعية نظراً لبساطته وحبه للجميع، ومثلت القوات المسلحة عشقه الأول منذ الصغر، حيث كان يحلم بالانتماء لصفوفها.
مشاركة :