رشا جريدان الجزائر يعتبر التسرب المدرسي ظاهرة منتشرة في العديد من الدّول، ومن أصعب المشاكل التي تعاني منها في العالم بصفة عامة والدّول العربية بصفة خاصة، لما لهذه الظاهرة من آثار سلبية على الفرد والمجتمع، إذ تؤدّي إلى تفشّي الأميّة و منها تأخر المجتمع عن المجتمعات الأخرى، ترجع هذه الظاهرة إلى أسباب عديدة، منها تدنّي مستوى التحصيل والرسوب المتكرر أو نتيجة التوجّه للعمل لمساعدة الأسرة و توفير دخل فكثير من الأطفال في سن مبكرة يتحملون مسؤولية أسرهم، وقد يعود السبب إلى الأسر التي لا تستطيع أحيانا تحمّل مصاريف الدراسة وتكاليفها، كما هناك من يرجع عزوف الأطفال عن الدراسة مردّه عدم تأقلمهم في جوّ المدرسة و سوء التفاهم الّذي يحدث مع الأساتذة، ما يشير إلى مسؤولية بعض الأساتذة خاصة في ظلّ غياب متابعة الأهل، ما يجعل الطفل يتأثر نفسيا و سلوكيا. لهذا توجّب على المسؤولين اتخاذ إجراءات وقائية و عملياتية للحدّ من هذه الظاهرة عن طريق متابعة التلميذ بشكل مستمر، وتوفير كل الظروف الملائمة للدراسة وتحسين المستوى، و مراعاة ميول ورغبات الطالب، التحسيس والتوعية بمخاطر التسرب المدرسي على الفرد و على المجتمع ككّل، خاصة في ظل الواقع والأحداث الّتي يعيشها العالم العربي اليوم، إذ ترتفع نسب التسرّب المدرسي في ظل ظروف الصراعات والحروب الّتي تعصف بالمجتمعات العربية، و أصبح الطفل ضحية تتحمّل هذا الواقع الأليم
مشاركة :