قالت مديرية الأمن العام، إنّ شكوى تقدم بها أحد المواطنين لبرنامج إذاعتها الصباحي عن سماح مركز رياضي مرخص للعب السنوكر والبلياردو لطلاب مدارس أعمارهم تحت السن القانونية داخل المركز بالأوقات الصباحية، وهو ما يعني تسرّبهم عن المدرسة. ووفق تصريح المديرية فقد توجه مكتب الإذاعة في الزرقاء مرافقاً لرئيس مركز الحسين إلى المركز الرياضي، وضبط الطلاب يلعبون داخل المركز بالفعل. وأفاد التصريح أنّه جرى التحفّظ على صاحب المركز والتوجّه إلى المركز الأمني، مشيرة إلى اتخاذ الإجراء القانونية بحقه من أخذ أقواله وتحويله حسب القانون إلى مكتب محافظ الزرقاء وإجراء اللازم. ولا تعتبر مثل هذه المراكز وكراً يختبئ فيه الطلبة المتسربون عن مدارسهم فقط، بل الأخطر من ذلك أنّ بعض هذه المراكز أوكار لانتشار وإدمان المخدرات. تورّط أطفال ووفق مصادر مطلعة فضلت عدم الإفصاح عن هويتها، فإنّ مثل مراكز تورّط الفتية والشبان الصغار بتعاطي المخدرات والحشيش إضافة إلى تسويقها. وقالت المصادر لـ البيان: هناك تحذيرات ساخنة من خطورة مثل هذه المراكز، لاسيّما ما يتعلق بانتشار المخدرات، ليس فقط التسرب من المدرسة وما يعنيه ذلك من وجود بيئة خصبة للفساد والإفساد. ويعتبر التسرب المدرسي أحد العناوين الرئيسة لعمل الأطفال، وفق ما أكدته وتشير رئيسة وحدة عمل الأطفال في وزارة العمل أسيل مدانات التي قالت في تصريحات سابقة إنّ تلك الدراسات أبرزت أنّ معظم المتسربين هم دون السادسة عشرة. محفّزات تسرّب وبحسب التقرير فإن التسرّب من المدرسة هو المصدر الرئيس لعمل الأطفال، وأن من أبرز أسباب التسرب من المدرسة للأطفال لمن دون سن السادسة عشرة هو فقر الأسرة وبنسبة 2.34 في المئة وعدم الرغبة بالدراسة 6.30 في المئة، والرغبة بالعمل 19 في المئة، مشيراً إلى أنّ ما نسبته 5.24 في المئة من الأطفال العاملين يجمعون ما بين العمل والدراسة ما يؤكد حاجة أسر هؤلاء الأطفال إلى الدخل الذي يوفرونه من عملهم. صدرت أخيراً تحذيرات أطلقتها دراسة بعنوان الأطفال خارج المدرسة ومستقبل التعليم في الأردن من ظاهرة تسرب الأطفال من الدراسة وانعكاساتها السلبية على المجتمع ومستقبل التعليم. عوامل اجتماعية ووفق دراسة للباحث الأستاذ المشارك في الجامعة الهاشمية مدير برامج أول في أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين د. أحمد قبلان فإن 41 في المائة من الأطفال في سن أقل من 5 سنوات خارج المدرسة بحسب الدوائر الرسمية. وعلق قبلان في الدراسة البحثية على هذه الأرقام بالقول: هذا كلام خطير فالدراسة في هذه المرحلة مهمة جداً. ولاحظت الدراسة أنّ أكبر خطر يواجه التسرب من المدرسة ويزيد من تناميه هو ظاهرة التفكك الأسري، لاسيّما في ظل نسب الطلاق المرتفعة وتعدد الزواج وانشغال الأب والأم في العمل وإهمال الأطفال، ما يؤدي إلى تسرب الأطفال من المدارس دون رقيب أو محاسبة أو متابعة من الأهل. وبناءً على الدراسة فإن هناك عوامل أخر للتسرب ومنها عامل الإعاقة، حيث إن ما بين 5 إلى 6 في المائة من السكان في الأردن معاقين إعاقات مختلفة حركية وسمعية وبصرية ووزارة التربية والتعليم حتى تواجه هذه المشكلة تحتاج إيجاد مدارس مختصة وهذا أمر صعب ومكلّف. تقديرات تشير آخر التقديرات الرسمية إلى وجود نحو 30 ألف طفل أردني تتراوح أعمارهم بين 6 و15 سنة متسربين من مدارسهم، في وقت تؤكد فيه منظمة اليونسكو أنّ عدد الأطفال الأردنيين المتسربين من المدارس هو 180 ألف طفل. وإضافة إلى الأطفال الأردنيين هناك بين اللاجئين السوريين لوحدهم يوجد في الأردن أكثر من 60 ألف طفل سوري متسرّب من المدرسة.
مشاركة :