غياهبِ الجُبّ هاكَ طِفلٌ أقامَ في مَجزرَةِ الشّيبِ ذِكراً أحيى القلب مُستِعرٌ مِن لدنِّ الصّبابةِ كِبْراً عَـلى هيئَةِ موتٍ وُلدَ في آخر الغِيابِ عُمراً أوتِيَ مِن مائدَةِ الحَنين مايُقيتُ ناياتِ الأحلامِ ويَسقيهنَّ بما لَم يَستَطِع عليهِ صَبراً اليَراعُ في دَمعِه يُشبهُ الطُّغيان شيءٌ مِن ذِكرى الجُبّ والفِراق حينَ استولى حُكماً وكَتبَت أيّامُهُ تَنهيدَةً برائحةِ أبٍ وألفُ عُذراً ،، والكُحلُ حينَ تقدَّسَ في عينِ الرُّؤى وصَمدَ في الجِبالِ يحكي طُيوراً ما إن بُتِرَت أنفاسُها حتَّـى ناجَت الحياةَ عِبرة قوّامةٌ في ذاتِ اليُتمِ والصَّدر الَّذي نُهلَ مِن كَـهفِ الجُنونِ لبثَ فيهِ تسعاً وبضعَ يومٍ مِنَ الشّمس ومِن القَمرِ شَهراً صفقةٌ مِن حياة ورَعشةٌ مِن أمَل ورَقصةٌ في الياسَمين واللِّقاءُ قُدَّ مِن دُبرِ واقعٍ أقسمَ ألّا يترُكَ مِن جَبينهِ في اليأسِ أثراً ،، أخذَ يبرحُ بساعديهِ وطَناً وكأسِ كَرامة نام عَلى كتفِ الغوايةِ بقُبلةِ وسامَة كَبُـرَ كتلكَ الحكايا تائهُ السَّبيلِ مُشرّدٌ في مُخيّماتٍ لَم يسكُنها سوى انتفاضةُ فِكرٍ يحملُ قضيّتها بسجّيلِ السّماء يَجنِي مِنها جودَ الخنساء وشهادةً وثَمراً ،، ذاكَ الطِّفلُ مَقطوعةٌ تَناثَرَت فوقَ المقابِرِ صوتاً من زَمهَرير وآلَمتِ العَزفَ بآياتِ الحبِّ والنَّبضُ ضَرير تفكُّرٌ فنِسيان عِشقٌ فدوخَان أنثى فرَجُل فحياة فواقعٌ فتوهَان تلكَ سطوةُ الأنا وما بينَ البرزخِ والدُّنيا مُستحيلٌ وهُم لا يَبغيان
مشاركة :