رمضان في غياهب النسيان - فهد الدوس

  • 11/8/2013
  • 00:00
  • 46
  • 0
  • 0
news-picture

يزخر تاريخنا الرياضي بأسماء بارزة ونماذج عصامية خدمت الحركة الرياضية بكل عطاء واخلاص وتحديدا في حقبة البناء الرياضي، من هذه النماذج التاريخية الخالدة شيخ المعلقين وعميد النقاد الرياضيين الاستاذ محمد عبدالرحمن رمضان (شفاه الله).. الاسم العريق الذي خدم الحركة الرياضية بالمملكة في عدة اتجاهات رياضية واعلامية وثقافية قبل ما يزيد على ستة عقود عندما داعب الكرة في صباه اوائل سبعينيات القرن الهجري الماضي مع فريقه (نصر مكة) الذي تأسس في 1373ه وحُلّ هذا الفريق بعد تسع سنوات من قيامه. ثم تحول الرمضان للعمل في السلك الاداري مع نادي الهلال اوائل الثمانينيات الهجرية وذلك تزامنا مع التحاقه ومواصلته تعليمه الجامعي بجامعة الملك سعود في الرياض اذ رشحه رائد الحركة الرياضية الأول في المنطقة الوسطى ومؤسس الشباب والهلال الشيخ عبدالرحمن بن سعيد "رحمه الله" ضمن اعضاء مجلس ادارته ولعب (ابو مريم) دورا بارزا في اثراء النشاط الثقافي الهلالي الى جانب عمله سكرتيرا عاما للنادي وساهم بحسه الثقافي وفكره المستنير في صياغة نشاط اكثر فاعلية في تلك الحقبة ثم تحول بعد تجربة ناجحة في السلك الاداري الى ميدان الاعلام الرياضي باحترافه مهنة التعليق وشكل حضوره اللافت في ميدان الوصف وساحة التعليق رقما صعبا في الحركة الاعلامية الرياضية اذ كان يمثل هذا الرمز الكبير في تلك الايام الخوالي مدرسة مستقلة في الوصف والتعليق واشتهر المعلق المكاوي الفكاهي بصناعة الابتسامة في قالب تشويقي لجذب اهتمام ومتابعة المشاهد. وللتاريخ سبق للرمضان ان ذكر لي شخصيا قيامه بالتعليق على اول نهائي لكأس جلالة الملك بين الوحدة والاتحاد انتهت لصالح الأول برباعية تاريخية شهدها ملعب الصبان بجدة عام 1377ه من خلال تسجيل سينمائي للمباراة خاص بشركة ارامكو. حظي (ابو مريم) بثقة امير الشباب الراحل فيصل بن فهد "رحمه الله" فبعد ان خاض تجربة ناجحة في ميدان التحكيم وجهه الامير فيصل بالتفرغ للتعليق الرياضي نظرا لقلة المعلقين في اوائل التسعينيات الهجرية كما اكد لي ذلك الرمضان. وجسدت تلك الثقة من الامير فيصل في تكليف الرمضان بالعمل الاداري في اكثر من اتحاد ورئاسة اكثر من بعثة رياضية سعودية اضافة الى تعيينه مديرا عاما لمكتب رعاية الشباب بمكة المكرمة الى ان احيل للتقاعد وكرمه سموه "رحمه الله" في اكثر من مناسبة. ولأن المعلق الرياضي المخضرم محمد رمضان الذي صافح عقده الثامن يعاني هذه الايام من ظروف صحية بالغة السوء.. تكالبت عليه وألزمته سرير المرض من داء عضال ومشاكل صحية اخرى استدعت اجراءه عدة عمليات جراحية في فقرات الظهر والكلى والقلب داخل المملكة وخارجها. لا شك انه يشعر بالحزن والاسى من تجاهل المؤسسة الرياضية (الرئاسة العامة لرعاية الشباب وبعض الرياضيين) لحالته المتردية في وقت كنا ننتظر ان تكون هناك بادرة معنوية انسانية تلامس معاناته المرضية تخفف احزانه وتعيد إليه توازنه النفسي والوجداني بالالتفاف حوله تقديرا لماضيه المشرف ووفاءً لتاريخه الرياضي وتثمينا لإسهاماته الخالدة التي خدم بها رياضة وشباب وطنه 50 عاما او تزيد.. فالكويت على سبيل المثال اقامت قبل سنوات حفل استقبال كبيرا في المطار لدى عودة معلقها الكبير خالد الحربان من لندن في رحلة علاجية على نفقة الدولة. اما حبيبنا (ابو مريم) فمع الاسف لم يجد من يلتفت اليه في زمن الجحود وغياب الوفاء. وبكل مرارة اقول: لم يكلفوا انفسهم مشقة السؤال عن صحته واستكثروا حتى ارسال باقة ورد للرمضان.. والله المستعان!!

مشاركة :