هل يصح أن يصبح الأزهر خصما للصحافة بقلم: أحمد أبو دوح

  • 1/19/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

هل يصح أن يصبح الأزهر خصما للصحافة بات الأزهر من المحرمات في وسائل الإعلام المصرية، إذ يتردد الصحافيون في تناول الفساد الإداري داخل المؤسسة، بسبب لجوء الأزهر إلى القضاء لإسكات أي صوت ينادي بإجراء إصلاحات داخله. العربأحمد أبو دوح [نُشرفي2017/01/19، العدد: 10517، ص(18)] إصلاح الأزهر ضرورة حتمية يتحول الأزهر يوما بعد يوم إلى حمل ثقيل على مؤسسات إعلامية وصحافيين مصريين يكافحون لكشف فساد إداري وعلاقات متشعبة بين رجال دين نافذين في أعرق المؤسسات الإسلامية في العالم، وجماعات الإسلام السياسي المحظورة في مصر. وكثيرا ما يلجأ الأزهر إلى القضاء لإسكات أصوات تنادي بإجراء إصلاحات حتمية داخله. وفي القاهرة يجلس أحمد الخطيب، نائب رئيس تحرير جريدة “الوطن” اليومية، بانتظار المحاكمة، بعدما أحاله المحامي العام لنيابات شمال الجيزة إلى محكمة الجنايات بتهمة إهانة الأزهر ونشر أخبار كاذبة بخصوصه وقذف المستشار القانوني لشيخ الأزهر ونشر شائعات عنه. والخطيب، الذي نشر سلسلة مقالات كشف فيها عن مخالفات مالية وقانونية داخل المقر الرئيسي لمشيخة الأزهر، أحد أكبر المنتقدين لتيارات الإسلام السياسي، كما لعب دورا محوريا في تقويض دعاية الإخوان المسلمين، إبان تولي الرئيس محمد مرسي المنتمي إلى التنظيم، الحكم. لكنه اليوم يواجه على ما يبدو ثأرا مبيتا من مسؤولين نافذين في هيئة كبار العلماء في الأزهر، وهي أعلى هيئة دينية في البلاد. وتتشكل الهيئة، التي تحظى بقداسة داخل الأزهر، من 40 عضوا، لكنها تضم 26 عضوا فقط منذ إعادة تشكيلها عام 2012. ويرأس الهيئة أحمد الطيب شيخ الأزهر. وتقول مصادر مصرية إن 12 من الأعضاء النافذين في الهيئة ينتمون إلى تنظيمي الإخوان المسلمين والجهاد الإسلامي في مصر. وأصدر رجال دين ينتمون إلى الأزهر بيانات صحافية، ونشروا مقاطع مصورة على موقع يوتيوب، أدانوا فيها عام 2013 الإطاحة بمرسي، بعدما نظم المصريون مظاهرات حاشدة طالبته بالتنحي. وكثيرا ما هاجم الخطيب خصوصا محمد عبدالسلام الذي يشغل منصب المستشار القانوين للطيب، واتهمه بدعم تنظيم الإخوان المسلمين. وقال الخطيب في أحد مقالاته “لماذا لا يتحرك عبدالسلام ضد إساءات (الشيخ يوسف) القرضاوي للدين الإسلامي أو لمصر أو للجيش و(للرئيس عبدالفتاح) السيسي، أو حتى إساءاته لمشيخة الأزهر وشيخه طوال 4 سنوات، ولماذا لم يعترض على ضم شيخ الفتنة لهيئة كبار العلماء بعد ثورة يناير وهو الذي كان صاحب الاقتراح الأول لضمه إلى الهيئة”. أحمد الخطيب: أواجه خمس دعاوى قضائية لأنني تحدثت عن نفوذ الإخوان الواسع في أكبر مؤسسة دينية في العالم الإسلامي كما قال في مقال آخر “عبدالسلام هو من كان وراء اختيار الإخواني حسن الشافعي والإخواني محمد عمارة داخل هيئة كبار العلماء، وهما المعروف موقفهما من عزل مرسي باعتباره انقلاباً عسكرياً، وهو الذي اختار عبدالرحمن البر، مفتي تنظيم الإخوان قيادياً في لجنة تطوير قوانين الأزهر بعد أن طلب منه ضرورة الترشّح لقيادة كلية أصول الدين بالمنصورة (مسقط رأس عبدالسلام) وانتخابه عميداً لها، رغم تأكيد الأجهزة الأمنية والرقابية خطورة ترشّح البر”. ويمثل الأزهر هدفا رئيسيا للإسلاميين، إذ تمكنهم السيطرة عليه من الهيمنة الفكرية والدينية على المجتمع، كما تسمح لهم بالاستحواذ على سلطة معنوية واسعة، باتت تشكل عبئا ثقيلا على الآداب والسينما وحرية التعبير في مصر. وبات الأزهر مع الوقت، من المحرمات في وسائل الإعلام المصرية، إذ يتردد الصحافيون في تناول الفساد الإداري داخل المؤسسة، وفي توجيه انتقادات لعراقيل داخله، أصبحت تهدد تجديد الخطاب الديني في مصر. وقال الخطيب لـ”العرب” إنه “يواجه اليوم خمس دعاوى قضائية فقط لأنني لامست الحقيقة، وتحدثت عن نفوذ الإخوان المسلمين الواسع في أكبر مؤسسة دينية علمية في العالم الإسلامي”. ويرى الكثيرون أن التنظيم يعاقب الخطيب على موقفه السياسي المناهض للإسلاميين مستغلا خطابا دينيا شبه رسمي نابع من مؤسسة مازالت تحظى بشعبية وتقدير كبيرين. وأضاف الخطيب، المتخصص في شؤون الإسلام السياسي، “في عام 2013، خلال حكم مرسي، تقدم الإخوان ضدي بـ6 دعاوى قضائية من رئاسة الجمهورية وحزب الحرية والعدالة (الذراع السياسية للإخوان)، وحزب الوطن الإسلامي المناصر لهم”. وانعكست هيمنة الإسلاميين على المواقع النافذة في المشيخة على تشدد غير مسبوق تجاه باحثين وصحافيين ينتقدون باستمرار غض الطرف من قبل علماء دين على مواجهة أفكار دينية مازالت تشكل حياة الناس العاديين منذ مئات السنين. وأسفر ذلك عن اتساع نفوذ حركات إسلامية غير تقليدية، مثل تنظيم داعش، نجحت في استقطاب آلاف الشباب المسلمين الغاضبين من جميع أنحاء العالم. ولم يحرك الأزهر ساكنا لمواجهة الظاهرة. وبدلا من ذلك رفع دعوى قضائية ضد الباحث والإعلامي إسلام بحيري، الذي قدم سلسلة حلقات تلفزيونية انتقد فيها الفهم المتشدد للفقه الإسلامي، واتهمه بـ”ازدراء الأديان”. وقضى البحيري عقوبة الحبس لمدة عام، قبل أن يصدر السيسي عفوا عنه. ويقول الخطيب لـ”العرب” إن “مشكلتي الرئيسية مع الأزهر هي التقاعس المقصود عن اتخاذ أي إجراءات لمواجهة التنظيمات المتشددة، وهذا يسهم في هزيمة الدولة والمجتمع في المواجهة المصيرية مع المتشددين”. وأضاف “المشكلة الأخرى هي منح شيخ الأزهر لمعاونين فاسدين يعملون في المشيخة حصانة، رغم طلب مؤسسات كبيرة في الدولة له بتغيير هؤلاء المعاونين، وعلى رأسهم عبدالسلام، الذي تحوم حوله شبهات فساد كبيرة”. وتثبت محاكمة الخطيب صورة الأزهر الجديدة التي ترسخت في عهد الطيب، كـ”كهنوت ديني حكومي” ورقيب على سلوك المجتمع، وأحد خصوم حرية الصحافة. :: اقرأ أيضاً تغير المزاج العالمي: أسئلة الدين أصبحت ظاهرة عالمية تويتر المنصة المفضلة للصحف الخليجية زوكيربرغ: لم نسرق تقنية الواقع الافتراضي هاشتاغ اليوم: أبوتريكة يقسم المصريين

مشاركة :