السلطات العراقية تواجه تحديات إعمار الفلوجة

  • 1/20/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تواجه السلطات العراقية تحديات كثيرة، منها مخاوف التوتر المذهبي والإعمار والإستقرار وتسهيل الحياة في الفلوجة التي ما زالت تعيش ظروفاً قاسية بعد ستة اشهر على تحريرها من سيطرة الإرهابيين. استعادت القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي المدينة التي كانت احد اهم معاقل «داعش» في العراق نهاية حزيران (يونيو) الماضي، بعد نحو عامين ونصف العام من سيطرته عليها. وقال العقيد جمال الجميلي، قائد الشرطة في المدينة: «اليوم، لا يوجد في الفلوجة أي من افراد عصابات داعش الإرهابي (...) ولا حتى الجيوب الصغيرة في داخل المدينة»، مؤكداً انها «آمنة». وكان ثمن انتصار القوات العراقية على الإرهابيين في الفلوجة باهظاً اذ عمد التنظيم خلال المواجهات الى تفجير عدد كبير من المنازل وما زالت آثار الرصاص والدمار ماثلة في الغالبية العظمى من المباني، ما زال بعض الأحياء مغلقاً خوفاً من وجود عبوات مفخخة. وجاء في تقرير للمجلس النرويجي للنازحين في كانون الأول (ديسمبر) المتضي ان «نحو 10 في المئة» من المنازل صالحة للسكن في هذه المدينة الواقعة على طريق رئيسي الى الغرب من بغداد. وما زالت الحركة محدودة وغالبية المحلات التجارية مغلقة في المدينة التي كانت احد اجمل مدن محافظة الأنبار. وقال فراس محمود (25 سنة) وهو عاطل من العمل امام منزله المتضرر: «لا شيء هنا، لا ماء ولا كهرباء ومنازلنا مدمرة». وقال مصطفى الذي يسكن في حي الضباط وهو مثله يبحث عن عمل وقد عاد قبل ايام:لا توجد كهرباء ولا ماء. نطالب الحكومة المحلية بتوفير الخدمات». وأكد رئيس المجلس البلدي عيسى آل ساير جهود إعادة إعمار المدينة لكنه قال «نحتاج الى مساعدة الدول المانحة والمجتمع الدولي». وأضاف ان «الدمار واضح وكبير جداً خصوصاً في البنى التحتية ويصل الى 100 في المئة في بعض المرافق، خصوصاً شبكات المياه والكهرباء». وأشار الى انه «مازال هناك بين 70 الى 80 الف نازح في اقليم كردستان» الشمالي. ويقول عمر لامراني، المحلل في مؤسسة «ستراتفور» ان «موارد (الحكومة العراقية) تأثرت بانخفاض اسعار النفط وتكاليف الحرب، وتحدث كذلك عن مشكلات «الفساد والمحسوبية التي تؤثر في توزيع الأموال المتوافرة لديها». كانت الفلوجة بعد سقوط نظام صدام حسين في عام 2003، ابرز مراكز التمرد ضد تواجد القوات الأميركية في البلاد. وشهدت محافظة الأنبار عموماً تظاهرات معارضة لحكومة رئيس الوزراء آنذاك نوري المالكي امتدت لأشهر عدة بين عامي 2012 و2013، وفي 2014 سيطر «داعش» على المدينة. وفي اطار عمليات استعادة مدن ومناطق سيطر عليها التنظيم،، اعتمدت القوات العراقية على «الحشد الشعبي» الذي يضم فصائل شيعية مدعومة من ايران. وأثار الدور الكبير الذي لعبه لاستعادة مناطق مهمة مخاوف لدى بعض الأطراف السنية. لكن قائد الشرطة العقيد الجميلي اكد ان «قوات الجيش والشرطة وحدها موجودة» اليوم في الفلوجة، مشيراً الى أن قوات «الحشد الشعبي» في الأطراف الشرقية خارج المدينة. ودعا المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، زيد بن رعد الحسين، بعد ايام على استعادة الفلوجة الحكومة العراقية الى بذل جهود لمنع وقوع عمليات انتقام ضد المدنيين. ويمكن في بعض شوارع الفلوجة مشاهدة رايات اسلامية شيعية وعبارات شيعية بين رايات وعبارات تؤيد قوات الأمن وغيرها لـ «داعش». ويرى محللون ان على الحكومة العراقية بذل جهود لتعزيز الثقة مع ابناء المناطق السنية في المدن التي تم استعادتها. ويقول المحلل الأستاذ الجامعي عصام الفيلي ان «على الحكومة تشكيل قوات من ابناء المناطق على ان تتم مراجعة ادائها في شكل دوري».

مشاركة :