عرفتُ صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز وليّ وليّ العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء حفظه الله؛ عندما كان أميرًا لمنطقة المدينة المنورة، حيث كنتُ مسؤولاً إداريًا وماليًا بأمانة منطقة المدينة المنورة ومشرفاً على العلاقات العامة والإعلام رئيسًا لتحرير مجلة الأمانة التي أشرف عليها منذ تأسيسها عام 1411هـ معالي أمين منطقة المدينة سابقاً المهندس عبدالعزيز الحصين. وبعد التقاعد عملتُ مع سمو الأمير مقرن عضوًا بمجلس منطقة المدينة، فكان سمو الأمير مقرن مدرسة في الانضباط في كل مجالات العمل الرسمي وغيره، لمّاحا سريع البديهة، متواضعًا يغضّ الطرف عن حشوّ الكلام، صاحب رؤية مستقبلية رسمها عمليًا لتنمية منطقة المدينة حتى عام 1450هـ، وألزم الجهات المختصة بتطبيقها على الطبيعة في المدينة والمحافظات والمراكز. ومن خلال مجلس المنطقة تبنَّى سموه فكرة المرصد الحضري بالمدينة حتى أصبح مناراً يُشار إليه كنقلة حضارية غير مسبوقة في الشرق الأوسط. فعممت دراسته بعد التطبيق الميداني في منطقة المدينة على جميع مناطق المملكة بعد عقد دورات مكثفة بالمدينة من جميع المناطق، ومن خارج البلاد بل اقتبست منه كثير من الدول العربية وغيرها وأنتج المرصد خبراء من أبناء المدينة، ساهموا في تأسيس مراصد حضارية في دول مجاورة وغير مجاورة، ولمعالجة البطالة كوّن الأمير مقرن لجنة من قيادات إدارية وفنية وأكاديمية من المدينة المنورة لدراسة أسباب البطالة وسبل معالجتها في المملكة العربية السعودية، وقد شرفتُ بالاشتراك مع هذه اللجنة التي خرجت برؤية مستقبلية لمعالجة هذه المشكلة الكأداء حواه كتاب مكون من أكثر من ثلاثمائة صفحة من القطع الكبير بعنوان "البطالة.. الأسباب وطرق المعالجة"، وتم توزيعه على جميع الوزارات والمؤسسات ومجلس الشورى والصحف السيارة وأرباب القلم. وقد لقي صدى كبيراً واعتبر مرجعاً يُستعان به في معالجة البطالة في أي قطر، كما اهتم سموّه بمركز البحوث والدراسات بالمدينة، الذي أسس في عهد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز -رحمه الله- وإنجازات ورؤى مستقبلية تحققت أثناء إمارة الأمير مقرن بن عبدالعزيز للمدينة المنورة لا تتسع الزاوية لذكرها. وقد رسخ الأمير مقرن بن عبدالعزيز انطباعاً في نفوس أهالي منطقة المدينة المنورة بسبب تواضع سموّه الجمّ للصغير والكبير، وعفّة الطبع والدقة بالمواعيد والانضباط بساعات العمل، ومتابعة الإنجاز والحرص على استغلال الوقت والتواصل مع الوزارات الخدمية لحثهم على توفير المشروعات التي تحتاجها المنطقة ومساعدة المحتاجين. ولا شك أن الأمير مقرن من صمامات أمان هذا الوطن وتحصين مكانته، فهنيئاً لسموه الكريم على الثقة الغالية بتعيين سموه وليًا لوليّ العهد نائبًا لرئيس مجلس الوزراء فأعانه الله وسدد خطاه.. والله المستعان. f-d-aljohani@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (41) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :