الجزائريون مشغولون بفشل منتخب بلادهم على الشبكات بقلم: صابر بليدي

  • 1/25/2017
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

رواد شبكات التواصل الاجتماعي في الجزائر، حوارا خياليا يختزل عمق الأزمة الكروية في البلاد، وأسباب الفشل وطرق التسيير، وتداخل الرياضي بالسياسي والمصالح والنفوذ، حيث يبدأ بمكالمة بين نجم المنتخب رياض محرز ورئيس الاتحاد محمد روراوة، ثم يتطور بحبكة درامية بين رئيس الاتحاد ورئيس الاتحاد الأفريقي الكاميروني عيسى حياتو. ثم بين روراوة ورئيس الوزراء عبدالمالك سلال، ثم بين الأخير والرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، وفي الأخير يتم تعليق الفشل على شخصية معارضة، حيث تم تداول اسم اللاعب ونجم منتخب الثمانينات من القرن العشرين علي بن شيخ، وفي رواية ثانية تم تداول شخص القيادي في جبهة الإنقاذ المحظورة علي بلحاج. ويدور الحوار حول انتكاسة الخضر في نهائيات كأس أفريقيا للأمم لكرة القدم، في طبعتها الـ31 الجارية بدولة الغابون، وسعي رئيس الاتحاد المحلي مع رئيس الاتحاد الأفريقي، لضمان مرور المنتخب الثاني بطرق ملتوية، وضرورة رصد مبلغ مالي محترم لإبرام الصفقة وإسعاد الجماهير، وضمان عدم انتفاضتها بشكل أو بآخر، إلا أن ظروف الأزمة الاقتصادية وسياسة التقشف تحول دون تحقيق المبتغى، ويهتدي الجميع في الأخير إلى تعليق الفشل على شخصية معارضة، في رواية لشخصية كروية وفي رواية ثانية لشخصية سياسية بامتياز. ويختصر الحوار المتداول بين رواد شبكات التواصل الاجتماعي، أوجه التوظيف الرياضي للأغراض السياسية واستعمال المنتخب كورقة من أوراق السلم الاجتماعي، وإلهاء الرأي العام عن الانشغالات والقضايا الهامة في المجتمع، فضلا عن هيمنة شبهات الفساد المالي والمصالح الضيقة داخل هيئات اللعبة، وهو ما يوحي بالجدل المثار حول معايير صفقات تنظيم التظاهرات الكروية المحلية والقارية، وشركات الرعاية وحقوق البث التلفزي. الاهتمام المنصب على الكرة كان الأجدر أن ينصب على القطاعات الحساسة الأخرى وأظهرت دورة الغابون هيمنة لافتة للشركات الفرنسية ولقناة بين سبورت التي حتمت على الملايين من العرب متابعة المنافسة بأثمان باهظة. وتركز الاهتمام في شبكات التواصل الاجتماعي منذ الدخول المتعثر للخضر أمام منتخب زيمبابوي، فانتشرت التعاليق الساخرة والصور المستهترة والتسجيلات الغاضبة من طرف الجميع، فكما عبر البسطاء من الشباب والشيوخ والنساء، كتب الشعراء والإعلاميون ونجوم الفضائيات، فظهر الإعلامي الإذاعي إبراهيم وطار والشاعر سليمان جوادي، والروائي والأستاذ عبدالعزيز غرمول، والمعلق الرياضي حفيظ دراجي، وسياسيون وبرلمانيون. ومن غريب الصدف أن يتزامن فشل المنتخب الأول في الغابون، مع المشاركة المميزة للمنتخب العسكري لكرة القدم في كأس العالم الجارية في سلطنة عمان، وهو الوضع الذي يمكن إسقاطه على الوضع العام. ويقول معلقون “فشلت المؤسسات المدنية في تحقيق طموحات الجزائريين في مختلف المجالات، أين نجح العسكر بانضباطه وعقيدته المستنسخة من عقيدة جيش التحرير الوطني، في تشريف الألوان الوطنية، فكما قاوم الأجداد الاستعمار الفرنسي وحلف الناتو بإمكانيات متواضعة وحرروا البلاد والعباد، يحتفظ الأحفاد برسالة العطاء والتضحية من أجل البلاد في مختلف المهام والمحافل”. وفي رأي هؤلاء الفارق بين المنتخبين المدني والعسكري هو الانضباط والعقيدة. وجاءت ردود الفعل متباينة تماما، ففيما كالت مختلف صفحات فيسبوك وتسجيلات يوتيوب المديح للمنتخب العسكري، صبت جام غضبها وسخطها وسخريتها على المنتخب الأول، وأظهرت رفاق أشبال البلجيكي جورج ليكنس، في صور رسوم شاون شيب المتحركة، وحتى رعاة للأمراض المزمنة كالسكري والضغط والقلب، كما أظهرت رئيس الاتحاد محمد روراوة في صورة مجنون بملابس داخلية في شوارع مدينة فرانس فيل الغابونية. ومع الحملة التي تشنها بعض الصفحات من أجل رحيل محمد روراوة، والدعوة إلى محاسبة المتسببين في مهزلة الخضر في الغابون، تداعى ناشطون آخرون في فيسبوك ويوتيوب، دفاعا عن الرجل والتشكيلة، ودعوا إلى ضرورة تلافي سياسة التضحية بكبش “العيد”، من أجل التغطية على الفساد العام المستشري في مختلف المؤسسات، وحملوا مسؤولية الفشل للجميع، خاصة من أسموهم بـ”محللي البلاتوهات التلفزية والإذاعية”. وفي المقابل تلقت صفحات أخرى، الهبة الشعبية باستغراب شديد نظير التعلق الذي وصفته بـ”غير المبرر” بمجرد لعبة، في حين يغيب الشعب عن القضايا الأساسية. وقال عبدالرحمن هنانو رئيس حزب سياسي (قيد التأسيس) على صفحته على فيسبوك، “لا يمكن النجاح في الكرة المستديرة بينما الفشل يعم كل شيء، والاهتمام المُنصب على الكرة كان الأجدر أن يَنصب على القطاعات الحساسة الأخرى في الاقتصاد والسياسة والثقافة والمجتمع”. :: اقرأ أيضاً الصورة الصحافية في عصر الإرهاب مغامرة محفوفة بالمخاطر أوروبا تخشى تأثير الدعاية الروسية المضللة على مسار انتخاباتها الحوثيون ينهون الحياة المهنية لمئات الصحافيين اليمنيين المصريون يعيدون تعريف الثورة

مشاركة :