الصحافة الفرنسية: انفجار اليسار.. وقلق من ترامب

  • 1/25/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

خصصت الصحف الفرنسية الصادرة اليوم، الأربعاء، جزءا كبيرا من صفحاتها لنتائج الدورة الأولى من الانتخابات التمهيدية اليسارية في فرنسا، كما تناولت من بعيد محادثات السلام السورية في أستانة، وكذلك الحرب التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على وسائل الإعلام الأمريكية.  صحيفة لوفيجارو تحدثت عن مواجهة بين برنامج هامون وبرنامج فالس في فترة ما بين الدورتين، وقالت إن كل مرشح يحاول الكشف عن نقاط ضعف خصمه حقيقية كانت أو مفترضة، في الوقت الذي سيحدد ناخبو اليسار اختيارهم النهائي بحسب الصحيفة، بناء على ما سيطرحه المتنافسين اليساريين غدا خلال المناظرة التليفزيونية. تنافس على حدته تحول إلى معركة بين شقيقين، تقول ليبراسيون، معركة ليست فقط بين رجلين بل خصوصا بين مفهومين، بين يسار حكومي يمثله مانويل فالس ويسار معارض يمثله بونوا آمون. اختلاف في المفاهيم أحدث نزيفا في جسد اليسار الفرنسي، بعدما تحول التنافس إلى تصفية حسابات كما كتبت عنونت افتتاحيتها صحيفة لوفيجارو، فيما تساءلت صحيفة لوموند عن الثمن الذي سيدفعه الحزب الاشتراكي قائلة: آمون – فالس فاتورة مفتوحة للحزب الاشتراكي؟ لوموند تحدثت عن يسار منفجر أكثر من أي وقت مضى، فانتصار آمون وانتكاسة فالس عمقت الهوة بين يسارين يبدو أنهما غير قابلين للمصالحة، وتابعت الصحيفة إن الانتخابات التمهيدية يمكنها أن تكون آلة نجاح لليسار كما حدث في عام ألفين وأحد عشر عندما اتحد اليساريون خلف مرشحهم فرنسوا هولاند للإطاحة بنيكولا ساركوزي وكذلك فعل اليمين مع فرنسوا فيون في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، في حين أن سيناريو ألفين وسبعة عشر قد يجعل من التمهيديات اليسارية آلة خسارة جراء مشاركة انتخابية ضعيفة وانقسام حاد داخل المعسكر اليساري. قضية مثيرة للجدل وربما قد تصبح فضيحة لدى الحزب الاشتراكي الذي يصارع من أجل الحصول على دعم الناخبين الفرنسيين. صحيفة ليبراسيون عنونت افتتاحيتها: بونوا آمون حساب جيد تقريبا، الصحيفة نشرت تحقيقا عن الوزير السابق، ممثل التيار اليساري في الحزب الاشتراكي، الذي حقق مفاجأة بعد تصدره نتائج الدورة الأولى من الانتخابات التمهيدية، وعنونت مقالها المرشح ذو الأفضلية، فبعد حصوله على دعم الوزير السابق آرنو مونتبور تلقى أيضا دعم رئيسة بلدية ليل مارتين اوبري ومقربيها، مارتين التي أشادت بخيارات يسار متين في الدفاع عن قيمه ولديه رؤية واضحة في شأن التحديات الاجتماعية والبيئية. ونقرأ أيضا في صحيفة ليبراسيون: هل سيواصل فالس انتقاد خيارات منافسه آمون أم أنه سيدعم ويعزز من التدابير الاجتماعية في برنامجه الانتخابي للحصول على أصوات الناخبين الفرنسيين الذين استهوتهم اقتراحات آمون الاجتماعية لا سيما الدخل الأدنى العام للجميع. ليبراسيون قالت إن مانويل فالس دخل منذ الاثنين في حملة انتخابية صارمة ضد بونوا آمون الذي وصفه برجل الوعود الوهمية وغير الواقعية، وتواصل الصحيفة أن انتهاج مثل هذه السياسة سياسية الأرض المحروقة، سوف تضعف آمال توحد الاشتراكيين بعد الانتخابات التمهيدية ليوجهوا اهتمامهم للرئاسيات المقبلة. التلاعب بمعدل المشاركين في الانتخابات التمهيدية لليسار الفرنسي صحيفة لوباريزيان عنونت افتتاحيتها متساءلة: ما هذا الخداع؟ وقالت إنه على الرغم من امتناع المرشحين عن تقديم طعون ضد نتائج الانتخابات المعلنة، فإن الدورة الأولى ستبقى ملطخة بغموض حول نسبة المشاركين في الانتخابات التمهيدية اليسارية ونتائجها، معتبرة أنه ربما يجب إحصاء القطع النقدية التي دفعها الناخبون للتأكد من عددهم. لوبينيون عنونت افتتاحيتها: رائحة التزوير تفوح من الانتخابات التمهيدية وتساءلت الصحيفة هل هو تلاعب أم هواية؟ هل هو خطأ إنساني أم عرف قديم دأبت عليه تجمعات الحزب الاشتراكي؟ صحيفة لوفيجارو من جهتها تساءلت: كيف تمكن اليسار ليلة الأحد إلى الاثنين، من إضافة ثلاث مئة وخمسين ألف صوت لمعدل المشاركين في الانتخابات، في حين لم تتغير نسب الأصوات التي حصل عليها كل مرشح. إذاً يوجد طمس بخصوص نتائج الدورة الأولى، تقول لوفيجارو، لكن عموما ذلك لن يغير شيئا في المسابقة الانتخابية، خاصة إذا علمنا أن الفائز سيكون بحاجة إلى الاستدلال بمشاركة انتخابية عالية ليبرر ترشحه بشرعية كافية أمام كل من ايمانويل ماكرون وجون لوك ميلونشون. وسلطت الصحف الفرنسية الضوء على زيارة مرشح اليمين الفرنسي المحافظ فرنسوا فيون إلى ألمانيا. في هذا السياق، عنونت ليبراسيون: فرنسوا فيون في رحلة البحث عن محفز لأوروبا ولحملته الانتخابية، وقالت ليبراسيون إن فيون ارتدى زي مرشح اليمين للرئاسيات وحاول إظهار صورة الرجل القوي والصارم عندما التقى المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، ووعد في حال انتخابه رئيسا لفرنسا بإعادة بعث الثنائي الفرنسي – الألماني لإنقاذ أوروبا المتأزمة والمهددة بالزوال. وتواصل الصحيفة أن زيارة فيون هي فرصة أيضا للابتعاد عن الضوضاء التي سببتها تدابير برنامجه الانتخابي والتي لقيت معارضة حتى من داخل أسوار قلعته اليمينية. لوباريزيان كتبت: فيون يتلذذ بمعركة اليساريين لوباريزيان قالت إن فيون علق من ألمانيا على الانتخابات التمهيدية اليسارية وقال إنه سعيد بقرب نجاح بونوا آمون في الانتخابات التمهيدية للحزب الاشتراكي، ليشهد الجميع اقتتالا بين ثلاثة مرشحين، ميلونشون اليساري الراديكالي، وآمون الرجل الصنديد والمعارض الشرس لسياسات هولاند، وماكرون الذي يجسد سياسية فرنسوا هولاند. لوموند من جهتها نشرت حوارا مكتوبا أجرته مع فرنسوا فيون حذر فيه من عدائية خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عندما يدعو إلى مصلحة أمريكا أولا، واعتبر أن رد أوروبا يبدأ بالضرورة بتوطيد العلاقات الفرنسية الألمانية، ثم إعادة النظر في طبيعة العلاقات الأورو-روسية وفتح نقاش جديد مع فلاديمير بوتين بخصوص سبل معالجة القضايا الدولية الراهنة. لوفيجارو: موسكو تدفع نحو التوقيع على تثبيت وقف إطلاق النار في سوريا محادثات السلام السورية انطلقت في العاصمة الكازاخستانية استانا، لوفيغارو قالت إن وفدي النظام والمعارضة فشلا في التفاوض وجها لوجه، ولم ينجح الثلاثي الراعي للمحادثات في الدفع نحو التوقيع على تثبيت وقف إطلاق النار، ما يدل على حدّة محادثات السلام، تقول الصحيفة، التي تشبه في صورتها الحرب السورية التي حصدت ما يقرب من ثلاث مئة ألف ضحية. وبينما لم تحقق محادثات اليوم الأول في أستانا بين وفدي الحكومة السورية والمعارضة أي تقدم ملحوظ، تساءلت صحيفة لوموند عن مصير خمسة وثلاثين ألف حلبي تم إجلاؤهم من المدينة، يتنفسون أمل رحيلهم إلى تركيا. لوموند قالت إن هؤلاء الحلبيين يعيشون الأمرّين بين غياب أدنى ضرورات الحياة اليومية وارتجاف دائم يمنعهم من العودة إلى منازلهم الواقعة تحت سيطرة قوات النظام. محادثات أستانا لا يكمن أن تفضي إلى نتائج ملموسة، هكذا كتبت صحيفة لوفيجارو التي نقلت عن نائبة رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، سميرة المسالمة، التي قالت إن محادثات أستانا بين أطراف النزاع السوري ذات صبغة عسكرية ولا تشكل بديلاً عن مفاوضات جنيف، بل هدفها تثبيت وقف إطلاق النار تحضيرا لمفاوضات سياسية تضمن دفاع المعارضة عن حقوقها في ظل دولة ديمقراطية. ترامب وعلاقته بالإعلام صحيفة لوفيجارو قالت إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أعلن الحرب على وسائل الإعلام، لم يختر خصمه الأول بالصدفة بل لأن وسائل الاعلام التي تلاعب بها بنجاح خلال حملته الانتخابية تظل خصما ضعيفا في نظر ترامب، كاتب المقال فيليب جيلي اعتبرها مواجهة فلسفية قد تصبح أكثر شراسة من حرب دينية. ليبراسيون علّقت بخصوص علاقة ترامب بوسائل الإعلام وكتبت: ترامب: أقول الصدق عندما أكذب، معتبرة أن الرئيس الأمريكي الذي تهجم على وسائل الإعلام ووصفها بأنها مضللة، حرب لم تسلم منها حتى أكبر المحطات والصحف المعروفة بخطها التحريري الحريص على التزام الحياد. هذه الأخيرة نفت تماما مزاعم ترامب ومستشاره الصحفي واتحدت جميعها في استخدامها سلاحها الإعلامي. واختتمت الصحيفة مقالها بنصيحة نشرها مذيع قناة آن بي سي نيوز خاطب فيها صحفيي حاشية الرئيس ترامب: إن حاورتم يوما بول راين أو غيره من القادة الجمهوريين في مجلس الشيوخ، اسألوه: ماذا بإمكانه فعله لمواجهة أكاذيب البيت الأبيض، فإن امتنع عن الرد يمكنكم حينها إنهاء الحوار مباشر. شارك هذا الموضوع: اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)

مشاركة :