إضاءات / أحدثكم عن الكويت - ثقافة

  • 1/29/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ترددت كثيرا في الحديث عن الوافدين في الكويت، والدعوات التي أسمعها أو أقرأها بين فينة وأخرى... والتي تطالب برفع رسوم الخدمات عليهم، أو التخلص منهم بغية تنظيم التركيبة السكانية وغير ذلك من الأحاديث التي أراها تخرج من دون بحث أو دراسة، والتي ربما تحكمها مشاعر وطنية أو الخوف من المجهول. إلا أنها أحاديث ومطالب تحتاج أن تخرج من جهة متخصصة، تقول فيها القول الفصل، الذي يحدد الأزمة والمشكلة ومن ثم السعي إلى حلها، بطرق علمية مدروسة لا تكبد البلد الخسائر ولا تظلم أحدا. ومن المفيد لنا جميعا أن نعرف بشيء من الحيادية والعقلانية أن الوافدين هم سفراء الكويت في بلدانهم... كيف؟!... أقول لك: مثلا هذا وافد، عمل في الكويت بجد وإخلاص لسنوات طويلة ثم وجد السلام والأمان متوافرين فأحضر معه أسرته لينجب بعض أو كل أطفاله على أرض الكويت، ثم علمهم في مدارس على أرض الكويت، وعالجهم في مستشفيات الكويت، وخرج معهم في فسحة لزيارة أماكن سياحية أو ترفيهية في الكويت، وسواء استقر به الأمر بأن عاد إلى بلده أو أنه اختار أن يظل بقية عمره في الكويت. فهو في هذه الحالة سيكون سفير الكويت في مكـــان إقامته، والمدافع عنها ضد أي شخص يريد النيل منها أو محاولة التقليل مـــن دورهـــا الإنــساني، لأنه وجد ما لم يجده في بلده، وعاش في خيرها، إلا- طبعا- قلة قليلة ربما تنكر الجميل، فنحن لا شأن لنا بهم. ولكن حينما تترك هذا الوافد يعمل ويجتهد لسنوات طويلة وينجب الأطفال على أرض الكويت وسيستفيد من كل ما يتوافر من خدمات... ثم فجأة يجد أنه - في أواخر عمره - يعيش مهددا... حتى وإن لم ينفذ هذا التهديد الذي يستشعره، ماذا تنتظر منه؟! بكل تأكيد سيكون الأمر مختلفا بعض الشيء، وقد يتذكر إلا ما يحدث له خلال سنواته الأخيرة، لأنه إنسان بطبيعته التي قد تنكر الشيء الجميل لو كانت النهاية غير جميلة. وإنني بكل تأكيد لا أعترف بأن هناك عمالة هامشية وأخرى غير هامشية، لأن كل مغترب جـــاء إلى الكويت لديه عمل يقوم به، مع معرفتي بأن هناك عمالة سائبة أو غير منظمة. وهذا الأمر يعود لأسباب تنظيمية تتعلق بتجار الإقامات وخلافه، بينما الوافد - أي وافد - أعتقد أنه يأتي للكويت من أجل العمل، والرزق. فلماذا لا نكسب هذه الملايين التي عملت وتعمل في الكويت، لتكون سفراء لبلادنا، بمعاملتهم الطيبة وعدم التضييق عليهم حسب ما تتطلبه المصلحة الوطنية، ولو كان هناك أمر جديد يخص الاستغناء عن البعض، لماذا لا تترك الجهة المختصة للبت في هذا الموضوع، بدلا من الأحاديث الجانية التي تدخل في نفوس الوافدين الرعب الدائم والإحساس بعدم الاستقرار. فالكويت كما أراها ويراها ملايين الأشقاء العرب والأجانب الذين عملوا فيها. هي واحة أمن وأمان وسلام، وهي المكان الذي إن قصده إنسان لا يشعر فيه إلا بالراحة والاطمئنان. فلنترك للجهات المختصة تحديد ما تحتاجه الكويت، ولنكن مقدرين كل من قصد الكويت من أجل الرزق، ولا ندخله في دوامة القلق والخوف من خلال تصريحات غير مدروسة. * كاتب وأكاديمي في جامعة الكويت alsowaifan@yahoo.com

مشاركة :