للفل في جازان حكايات من العشق والفرح، ترتسم حباته عناقيد من الجمال كالثلج الأبيض، تتزين به النساء ليرسل عطراً فواحاً زكياً لم تنجح أرقى العطور في تقليده، ولا تخلو قصيدة لشاعر تغزّل في جازان من ذكر الفل، الذي يزين أبيات القصيد. ولم يكن الشعراء وحدهم من تغزل بالفل، فالجهات الرسمية ممثلة بإمارة المنطقة ولجنة التنمية السياحية اختارت الفل شعاراً رسمياً لفعالياتها الشتوية التي تقام كل عام تحت شعار (جازان الفل.. مشتى الكل). وتقام فعالياته حالياً في كرنفال بهيج يرعاه أمير المنطقة محمد بن ناصر آل سعود وتشارك فيه عدة جهات رسمية بإشراف من لجنة التنمية السياحية بالمنطقة. ولا تقام مناسبة في جازان بدون الفل فهو عنوان الفرح، ويتزايد الطلب على الفل في جازان مع انطلاق إجازة منتصف العام الدراسي، والتي تكثر بها الأفراح والمناسبات، الأمر الذي يتسبب في ارتفاع أسعاره. ودخلت للسوق أنواع مختلفة من الفل قادمة من الهند، وأستراليا، وذلك بعد أن توقف دخوله من اليمن، ولندرة الفل البلدي وارتفاع سعره الذي يصل للعقد الواحد إلى 300 ريال عكس الهندي الذي يصل إلى 100 ريال. ويمتاز الفل البلدي على كل الأنواع بعدة ميزات، فحبَّاته كبيرة، ورائحته أزكى، عكس الأسترالي والهندي، والذي يتحول لونه الى الأصفر وتتفتح أوراقه سريعًا. ونظم الشاعر والأديب الحسين النجمي عن الفل أبياتاً جاء فيها : يا ريحة الفل يا أحلى مواجعنا ،،، يا فتنة قد أثارت عطر أشعاري الشعر للفل في جازان توأمة ،،، كلاهما في دياري نعمة الباري وعاشق الفل يهديكم قصائده ،،، بريحة الفل فاطرب أيها القاري.
مشاركة :