حمائية ترامب.. رب ضارة نافعة

  • 1/29/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

ماذا يفعل ترامب بالاقتصاد العالمي؟ هل يعيده إلى عهد الحمائية؟ وهل اكتشف بعد أكثر من ثلاثة عقود أن النظرية التاتشرية الريجانية بالانفتاح وبالعولمة كانت خطأ ولا تفيد اقتصاد امريكا ونفوذها القوي في العالم. بنى العالم اقتصاد دولة منذ الثمانينات على العولمة وحرية الأسواق وازالة الحدود التجارية وكان المستفيد الأكبر الشركات متعددة الجنسيات التي بسطت نفوذها على مفاصل الاقتصاد في الشرق والغرب. في مقابل ذلك، هيأت عشرات الدول نفسها وقوانينها وشركاتها للتعاطي مع النظام الاقتصادي الجديد، فبنت هي الأخرى شركاتها على هذا الأساس، واستطاعت تحقيق اختراقات واسعة في أماكن وأسواق لم تكن تحلم بالتواجد بها فباتت لاعباً أساسياً فيها. أصبح المنتج الصيني أهم السلع المنافسة في الأسواق الكبرى، والتكنولوجيا الأمريكية أساس التطور في أسواق بعيدة وعها الخدمات والاستشارات، ووصلت الصناعات الأوروبية وغيرها إلى أقصى بقع العالم، وتسيدت الاتصالات في أصغر قرية في العالم، ولم يعد المنتج الواحد يصنع في مكان واحد، فاعتاد العالم على التحول إلى قرية واحدة. ماذا سيحدث الآن، رأس الهرم الأمريكي اكتشف أن كل ذلك ليس مفيداً لأن جانباً منه كان في الاتجاهين يستفيد ويفيد، هو يؤمن أن عليه أن يكون المستفيد الأوحد ، هو وليس غيره. أمريكا أولاً.. وأخيراً. هو يعتقد أنه بالحمائية التي يعتزم تطبيقها بما يملك من مقدرات أكبر اقتصاد عالمي سيفوز ويجني الكثير لبلاده. لكنه نسي أنه ليس الوحيد على هذه الكرة ، وأن العالم بسبب تراكمات العقود الماضية سيتجه شرقاً، فهناك الصين صاحبة ثاني أكبر اقتصاد عالمي ستأخذ مكانه بامكاناتها وبمليارات السكّان من حولها، وأن دولاً أخرى في آسيا وأوروبا وامريكا اللاتينية لم تعد صغيرة في المقاييس الاقتصادية العالمية، وأن أخرى ناشئة باستطاعتها العبور إلى آفاق أرحب في النمو والتقدم. ما يفعله ترامب من حمائية قد يكون موجعاً للبعض في البداية لكنه ليس قاتلاً، فالعالم ونموه لن يتوقفا على الأسواق الأمريكية. فهناك مليارات من البشر التي نجحت في العقود الماضية في الارتقاء بالعملية الإنتاجية مدعومة بثورة تقنية ومصادر طبيعية وكفاءات بشرية قادرة على النهوض نحو عالم أفضل. حمائية ترامب قد ينطبق عليها المثل القائل رب ضارة نافعة وقبعته التي اشتهر بها وأنصاره في الانتخابات سعرها الأن 10 دولارات لأنها مصنعة في الصين أو بنجلاديش، سيُصبح 20 دولاراً في الانتخابات المقبلة بعد أربع سنوات عندما تُصنع في أمريكا. رائد برقاوي

مشاركة :