عاد الاقتتال بين فصائل إسلامية ومعارضة إلى ريف حلب لدى اقتحام «هيئة تحرير الشام» التي تشكلت قبل أيام من خمسة فصائل بقيادة «فتح الشام» (النصرة سابقاً)، موقعاً لـ «حركة أحرار الشام» في دارة عزة والسيطرة عليه لساعات قبل إعادته إلى «أحرار الشام»، في وقت بدأ وصول حوالى ألفي عنصر من المعارضة وعائلاتهم إلى ريف إدلب مروراً بالمنطقة الساحلية بعد تهجيرهم من وادي بردى الذي سيطرت عليه القوات النظامية و «حزب الله». وأفادت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة، بأن «هيئة تحرير الشام» انسحبت مساء أمس من محكمة دارة عزة في ريف حلب الغربي التابعة لـ «حركة أحرار الشام الإسلامية» بعد السيطرة عليها لساعات. وقال قيادي في «أحرار الشام» إن «الهيئة» سلمت الحواجز الأمنية في دارة عزة لعناصرها، وذلك بعد وساطات من قياديين عسكريين ورجال دين مقربين من الطرفين. وكانت «أحرار الشام» انتقدت قائدها السابق أبو جابر الشيخ الذي بات قائد «هيئة تحرير الشام»، قائلة إنه «مسؤول عن الهجوم على المحكمة التابعة لها في دارة عزة في ريف حلب الغربي، والسيطرة عليها بالإضافة إلى بعض السيارات». من جهة أخرى، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إنه «بعد أيام من الهدوء عاد التوتر مجدداً إلى الريف الغربي لحلب بين هيئة تحرير الشام المشكلة حديثاً، والتي تضم جبهة فتح الشام وفصائل أخرى مندمجة معها، وبين حركة أحرار الشام الإسلامية، بعدما اقتحمت هيئة تحرير الشام محكمة دارة عزة بالريف الغربي لحلب»، لافتاً إلى استمرار التوتر في ريف إدلب الذي تعرض أمس لغارات لم يعرف ما إذا كانت روسية أم سورية. وقال «المرصد» إن سيارات الإسعاف وصلت أمس إلى تخوم محافظة إدلب عند الحدود الإدارية مع ريف حماة تتبعها حافلات تقل مئات المقاتلين وعائلاتهم، بعد نحو 12 ساعة من انطلاقهم من وادي بردى في ريف دمشق، حيث سلكت طريقاً يمر من محافظات الساحل السوري، في وقت أفادت «هيئة إعلام وادي بردى» بوصول عدد من الجرحى إلى مستشفى في معرة النعمان في إدلب. وكان متوقعاً وصول أكثر من 40 حافلة على متنها مئات عناصر المعارضة مع عائلاتهم ممن رفضوا البقاء في وادي بردى ورفضوا الاتفاق الذي جرى التوصل إليه بين قوات النظام والقائمين على وادي بردى، إضافة إلى أكثر من 10 سيارات إسعاف تابعة لـ «منظمة الهلال الأحمر السوري» تقل الجرحى إلى محافظة إدلب، حيث سمح لعناصر المعارضة بالخروج بأسلحتهم الفردية قبل دخول القوات النظامية و «حزب الله» إلى وادي بردى ودخول ورشات لإصلاح مضخات المياه في نبع الفيجة «خزان مياه» دمشق. إلى ذلك، يطلع المبعوث الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا مجلس الأمن اليوم على استعداداته لمفاوضات جنيف التي باتت بحكم المؤجلة، بعدما كان مرتقباً أن تبدأ في ٨ شباط (فبراير). وقال ديبلوماسيون إن أعضاء المجلس «استعدوا للاطلاع على توجه دي ميستورا حيال المفاوضات المرتقبة»، وإن الجلسة «ستكون الفرصة الأولى للاستماع إلى السفيرة الأميركية الجديدة نيكي هايلي التي انتقلت إلى نيويورك آخر الأسبوع الماضي، وتلمس سياسة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيال الأزمة السورية». وأبلغت روسيا المجلس بأن الحكومة السورية وافقت مسبقاً مطلع الشهر الجاري على قيام طائرات حربية تركية بعمليات عسكرية على مواقع قرب حلب تابعة لتنظيم «داعش»، وأن هذه العمليات تمت بمشاركة ٨ مقاتلات تركية «أف ١٦» و «أف ٤». وسلم السفير الروسي في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين رسالة إلى المجلس قبل ١٠ أيام أكد فيها أن روسيا وتركيا وقعتا «مذكرة في شأن أمن الطيران ومنع الحوادث الجوية خلال العمليات في سورية، توفر أساساً غير مسبوق للقيام بعمليات مشتركة في سورية من أجل القضاء على الجماعات الإرهابية الدولية». وأضاف تشوركين أن القوات الجوية الروسية والتركية نفذت عملية مشتركة ضد تنظيم «داعش» في أجواء ضواحي مدينة الباب في محافظة حلب في ١٩ الشهر الجاري. وأوضح أن العملية «التي وافقت عليها السلطات السورية، شملت ٩ طائرات هجومية تابعة لسلاح الجو الروسي» (٤ سوخوي ٢٤م، و٤ سوخوي٢٥، وقاذفة سوخوي٣٤) إلى جانب المقاتلات التركية الثماني. وقال تشوركين إن العمليات التي «نفذتها مجموعة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قرب الموصل أدت إلى دحر معظم قوات تنظيم «داعش» إلى الجزء الشرقي من سورية، حيث يعيد نشر أسلحته ومتفجراته ووحداته صوب تدمر ودير الزور ومدينة الباب».
مشاركة :