الواقع الافتراضي أكثر من مجرد تسلية وترفيه

  • 2/2/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

دبي - ما تعرفه أغلبية الناس أن تطبيقات الواقع الافتراضي للترفيه واللعب ضمن إمكانيات كثيرة أخرى تتيحها التكنولوجيا الحديثة في عالمنا لتوفير الجهد والوقت في الوصول للمعلومات. لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن أحد التحديثات التكنولوجية وهو الواقع الافتراضي لديه إمكانات لتعزيز التعاطف بين البشر. ومؤخرا يضع الواقع الافتراضي خطواته خارج ساحات اللعب ويخوض تجارب جديدة في التعليم والبيع بالتجزئة وحتى القطاع الطبي. ويؤكد الباحثون والخبراء أن باستطاعة الواقع الافتراضي أن يفعل ما هو أكثر بكثير من مجرد توفير بعد للتفاعل متعدد الحواس لوسائل الترفيه التقليدي. ويشير المختصون أن بإمكان الواقع الافتراضي أن يتيح للأشخاص فرصة الشعور المؤقت بما يشعر به الآخرون، وهذا بحد ذاته، يمكن استخدامه في "الحد من التحيز العنصري، وتعزيز حماية البيئة، وتشجيع التعاطف مع السجناء، وتلطيف صورة الأعداء السياسيين، أو حتى مساعدة المستخدمين على اتخاذ قرارات مالية أفضل". ويوضح جيرمي بيلنسن، المدير المؤسس لمختبر التفاعل البشري الافتراضي في جامعة ستانفورد في مقالة نشرت عبر موقع إن بي سي نيوز الإخباري ونقلها موقع مرصد المستقبل الإماراتي: "لقد قضينا السنوات الخمس عشرة الماضية في تصميم تجارب مخصصة لاختبار فعالية الواقع الافتراضي في تعليم التعاطف، وعبر عشرات الدراسات التي قمنا بها، يظهر أحد الأنماط الذي يوضح نزعة الواقع الافتراضي ليكون أداة أكثر فعالية من تقنيات التواصل السمعي والمرئي، وتقنيات تمثيل الأدوار الأخرى". وأشار مقال بيلنسن إلى أنه في إحدى التجارب التي أجريت في برشلونة، لعب الواقع الافتراضي دورا فعالا في توفير فهم عميق للتحيز العنصري، حيث أتاح الواقع الافتراضي للمستخدمين استخدام شخصيات افتراضية من ذوي البشرة الفاتحة والسمراء. وأجريت في جامعة ستانفورد محاكاة متباطئة تمنح المستخدمين تجربة متعددة الحواس، حول كيفية تحول قطعة من المرجان وهي تتآكل ببطء نتيجة تحمّض مياه المحيط. والتفت الباحثون إلى المشاركين في تجربة الواقع الافتراضي اعترفوا بأن التحمّض يشكل تهديدا بيئيا مقارنة بآخرين اكتفوا برؤية تآكل المرجان ضمن مقطع فيديو من دون أن يبدوا أية ردة فعل واضحة، وهو ما يوضح تأثير الواقع الافتراضي على الشعور بالتعاطف البيئي. وترى صن جو آهن، إحدى خريجات مختبر بيلنسن، أن السبب في القدرة الفريدة لهذه التكنولوجيا على بناء هذا المستوى من التعاطف بين المستخدمين يكمن في طبيعتها الغنية بالتفاعل مع حواسهم. تقول صن: "تهتم المحاكاة الافتراضية بتمثيل ما الذي قد تواجهه في العالم الحقيقي، وبالتالي تتاح لك الكثير من التفاصيل لتشكيل تصور ذهني، وذاكرة عن هذه التجربة وكأنها حدثت لك بالفعل في العالم الحقيقي". وتتابع "عندما تحاول أن تتذكر تلك التجربة لاحقاً، فستكون بارزة أكثر في مخيلتك لقد أصبح لديك الكثير من التفاصيل لتسترجعها، سيكون من الأسهل لك أن ترسم هذه الخريطة الذهنية لما واجهته في ذاكرتك من تفاصيل". وتعمل الدراسات والأبحاث على جعل هذه التكنولوجيا التي تقدم رسائل إيجابية ذات تأثير طويل الأمد من أجل بناء جسور التقارب بين الناس وتعزيز فرص التعاطف المتبادل. ويحذر أحد خريجي جامعة ستانفورد أن هذه التكنولوجيا والأبحاث التي تدعمها قد تتعرض "للاختطاف أو الاستخدام بهدف تعزيز أجندات مختلفة بصرف النظر عن تركيبتها الأخلاقية" لكنها تمتلك من المقومات ما يجعل القائمين على تطويرها أكثر وعيا بما قد يحيق بها من استخدامات غير هادفة.

مشاركة :