بغداد (أ ف ب) - تظاهر المئات من انصار التيار الصدري الذي يتزعمه رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، الاربعاء في بغداد للمطالبة بتغيير قانون الانتخابات ومسؤولي مفوضية الانتخابات، للحد من سيطرة الاحزاب الكبيرة على مقدرات البلاد. وتجمع المتظاهرون في ساحة الحرية في وسط بغداد، القريبة من احد المداخل الرئيسية المؤدية الى المنطقة الخضراء، حيث مقر الحكومة وسفارات اجنبية بينها الاميركية والبريطانية. وفرضت قوات الامن اجراءات حول مكان التظاهرة، شملت انتشارا لقوات الامن وقطع الطرق الرئيسية المؤدية الى المكان. وقال نعيم طعمة (43 عاما) من مدينة الصدر الذي يعمل سائق سيارة اجرة لفرانس برس "جئنا الى هنا للمطالبة بتغيير اعضاء مفوضية الانتخابات وتغيير قانون الانتخابات" مضيفا "نتمنى تغير الاوضاع من خلال تغيير قانون الانتخابات". وتوافد غالبية المتظاهرين الذين حملوا اعلاما عراقية، من مناطق ذات غالبية شيعية بينها مدينة الصدر في شمال بغداد. وردد المتظاهرون "نعم ..نعم للعراق "، و"نريد .. نريد تغيير مفوضية الانتخابات وقانون مفوضية الانتخابات"، كما حملوا لافتات ورقية تقول "تغيير المفوضية مطلب عراقي". وقالت اخلاص العبيدي، طبيبة وناشطة مدنية مستقلة من بغداد، وهي تقف بين المتظاهرين، ان "مطالبنا الاساسية هي تغيير المفوضية لان اعضاءها لديهم ولاءات حزبية، وتعديل قانون الانتخابات لان القانون الحالي يخدم الاحزاب المتنفذة" الكبيرة. كما طالبت العبيدي ب"تغيير الطبقة السياسية في الحكومة، التي اوصلت العراق الى وضع سيء ". وقال ابراهيم الجابري مدير مكتب التيار الصدري قبل انطلاق التظاهرة، لفرانس برس ان "المطالب هي تغيير مفوضية الانتخابات وقانونها المجحف" مؤكدا على "تغيير اعضاء مجلس المفوضية لان هؤلاء ينتمون الى جهات حزبية". واشار الى ضرورة "تغيير كل القانون لان هناك فقرات بينها تقليص عدد مجلس النواب واعضاء مجالس المحافظات (...) من اجل ان لا تذهب الموزانة، والشعب العراقي يموت جوعا ". كما يطالب المتظاهرون "بتغيير الحكومة العراقية المفسدة ووزرائها الذين وصلوا عن طريق احزاب ويراعون احزابهم دون مراعاة الشعب العراقي"، وفقا للجابري. وشارك انصار التيار الصدري خلال العام الماضي بتظاهرات متلاحقة للمطالبة بمحاربة الفساد وتشكيل حكومة تنكنوقراط، اقتحموا خلالها المنطقة الخضراء وسيطروا على مقر الحكومة هناك لوقت قصير. واعلنت مفوضية الانتخابات الشهر الماضي، عن تحديد شهر ايلول/سبتمبر القادم، لاجراء انتخابات مجالس المحافظات العراقية . بدورها، قالت هناء ادور رئيسة منظمة "الامل" الانسانية لفرانس برس، قبل انطلاق التظاهرة "لا بد من العمل على تغيير قانون الانتخابات واعضاء مفوضية الانتخابات (...) يفترض اختيار عناصر مستقلة ذات كفاءة بعيدة عن الولاءات الحزبية". واكد الجابري خلال مشاركته في التظاهرة ان "تظاهرة مليونية ستجري الاسبوع القادم في بغداد لتأكيد مطالبنا". وتتزامن تظاهرة الاربعاء مع مواصلة القوات العراقية تنفيذ عملية عسكية لاستعادة السيطرة على الموصل، ثاني مدن واخر اكبر معاقل تنظيم الدولة الاسلامية في البلاد. © 2017 AFP
مشاركة :