ستيف بانون رجل يقف قرب ترامب ويحذره من الصين والمسلمين وأشياء أخرى بقلم: توفيق الحلاق

  • 2/11/2017
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

أفكار واستراتيجية مساعد الرئيسي الأميركي ستيف بانون ليستا وليدتي ظرف طارئ أو منصب مستجدّ وإنما هما استمرار لسيرته المهنية التي بدأت كضابط عمليات سطحية. العربتوفيق الحلاق [نُشرفي2017/02/11، العدد: 10540، ص(12)] ستيف بانون تاجر مولع بالسياسة يرفض وضع أبنائه في مدارس فيها يهود واشنطن- كان خطاب تنصيب دونالد ترامب مليئاً بعبارات الخوف والرعب. لقد استعمل جملاً ومفردات وكأنها مأخوذة من فيلم رعب هوليوودي، كتعبير “الذبح الأميركي في المدن الأميركية”. تلك المفردات ربما استمدها من عالم مساعده الجديد وكبير الاستراتيجيين ستيف بانون الذي تطغى على لغته النبرة العسكرية التي اعتادها وأحبها عندما كان يعمل ولسبع سنوات في البحرية الأميركية. بانون الذي يسمي نفسه “دارث فيلد” وهو اسم إحدى الشخصيات العنيفة التي تتقمص الشر في فيلم الخيال العلمي “حرب النجوم”، قال لصحيفة “هوليوود روبرتر” إن “الظلام الحالك شيء جيد. ديك تشيني، دارث فيلد، الشيطان. تلك هي السلطة”. هل يعني هذا أن الشخصية الاستشارية الأولى لترامب ستكون مظلمة شيطانية؟ بانون ومنذ تاريخ 28 يناير 2017 يحضر بانتظام اجتماعات اللجنة الأساسية لمجلس الأمن القومي بصفته الجديدة، وهي “مساعد الرئيس وكبير الاستراتجيين”. عمران سياسي أفكار واستراتيجية بانون ليستا وليدتي ظرف طارئ أو منصب مستجدّ. وإنما هما استمرار لسيرته المهنية التي بدأت كضابط عمليات سطحية على المدمرة “يوإس إس” في أسطول المحيط الهادي للبحرية الأميركية على مدى سبع سنوات من منتصف السبعينات وحتى بداية الثمانينات من القرن العشرين. شغل أيضاً منصب مساعد خاص لرئيس العمليات البحرية في البنتاغون، وفي تلك الفترة كانت قد استهوته السياسة. لكنه قبل أن يحقق طموحه في دور سياسي فاعل، استطاع شغل منصب في المقعد التنفيذي لـ”شبكة بريتبارت الإخبارية” المحسوبة على اليمين المتطرف، وفيها موقع للآراء والتعليق على الأحداث في شبكة الإنترنت. كان ذلك المقعد في بريتبارت آخر وظيفة قام بها بانون قبل أن يتفرغ للعمل في حملة ترامب الانتخابية، وليعلن بعدها استقالته من شبكة بريتبارت. ولد في 27 نوفمبر 1953 وكان والده مارتين بانون عاملاً في خطوط التلفونات وهو وعائلته العمالية ينحدرون من أصول أيرلندية كاثوليكية. تخرج في نورفولك بولاية فيرجينيا من جامعة فيرجينيا للتقنية في 1976 بدرجة البكالوريوس في التخطيط العمراني. يحمل بانون أيضا درجة الماجستير في دراسات الأمن القومي من جامعة جورج تاون قسم الخدمة الدولية في العام 1985. كما حصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال مع مرتبة الشرف من كلية هارفارد للأعمال التابعة لجامعة هارفارد. مشاريع أريزونا توجهات بانون اليمينية وعداؤه للإسلام كانت بوادرهما قد بدأت في الظهور في وقت مبكر، لتصبح اليوم ذات تأثير على مجمل السياسة والمواقف الأميركية في عهد ترامب بعد خدمته العسكرية أطلق بانون مع بعض زملائه متجر استثمار مصرفي باسم “بانون و شركاه”، متخصصا في الإعلام. ومن خلاله قام بمفاوضات بيع “كاسل روك للترفيه”، وهي شركة إنتاج سينمائية وتلفزيونية أميركية لصالح تيد تيرنر مؤسس شبكة “سي إن إن” الإخبارية ومالك أستوديوهات يونيفرسال لإنتاج الأفلام. وكمقابل وافق بانون على الحصول على حصة مشاركة مالية في خمسة عروض تلفزيونية، منها مسلسل السبت الشهير “ساينفيلد”. في العام 1998 قامت مجموعة “سوسيتيه جنرال” للخدمات المالية والمصرفية الفرنسية، بشراء شركة “بانون و شركاه”. وفي العام 1993 وبينما كان لا يزال يدير الشركة، تم اختياره كقائم بأعمال مدير مشروع “بايوسفير 2” البحثي في أوراكل بولاية أريزونا. وهو المحاولة العجيبة التي قام بها الملياردير الأميركي إيد باس لبناء مكان صحي شبيه بالبيئة الموجودة على سطح الأرض، ويشبه هرماً مؤلفاً من 6000 لوح زجاجي. وكان ذلك تحت إدارة بانون، لكن التجربة فشلت وترك بانون المشروع. وفي الوقت الذي كان يعمل فيه بانون في ذلك الهيكل الصحي الفضائي، أصبح منتجاً منفذاً في شركة “هوليوود لصناعة الأفلام والإعلام”، فأنتج بانون 18 فيلما بداية من فيلم الجريمة “العداء الهندي” (1991) من إخراج شين بن، واستمر في إنتاج الأفلام والمسلسلات حتى العام 1999. وفي العام 2004 قدم بانون فيلما وثائقيا حول رونالد ريغان بعنوان “في وجه الشر”، وفيلم “صحوة المرأة المحافظة” عن سارة بالين. بعدها برز بانون كمتحدث في قضايا الأزمة الاقتصادية في العام 2008 والتأثير المحتمل على الرعاية الطبية والصحية، وأنتج فيلم “الجيل صفر” الذي يعالج جذور العولمة، ويركز الفيلم على أن جوهر الإشكال الاقتصادي هو انهيار ثقافي في الأساس. وفي العام 2015 صنف بانون الشخصية رقم 19 المؤثرة في الإعلام الأميركي في تقييم “مؤسسة ميدتيت الإخبارية” ضمن 25 شخصية لذلك العام. الدين الإسلامي حسب بانون "دين توسعي تماما مثل الصين" أما ما يتوقعه المراقبون من تأثير بانون على سيد البيت الأبيض ترامب، فإن أهم ما يميز بانون عن ترامب هو أن الأول احتك طوال العشرات من السنين بمختلف النظريات السياسية. وبدأ ذلك في السبعينات من القرن العشرين عندما كان يعمل في صفوف البحرية الأميركية كما يروي بانون بنفسه. وفي تلك الفترة بدأ اهتمامه بالعمل السياسي، وكان رأيه أن رد فعل الرئيس الأميركي جيمي كارتر لم يكن في المستوى المطلوب بعد عملية احتجاز الرهائن في السفارة الأميركية في طهران. توجهاته اليمينية وعداؤه للإسلام كانت بوادرهما قد بدأت في الظهور في وقت مبكر، لتصبح اليوم ذات تأثير على مجمل السياسة والمواقف الأميركية في عهد ترامب. كما أن مواقفه العنصرية يمكن تلمسها في الأخبار والآراء الواردة في موقع “برايتبارت” الذي أداره بين 2012 و2016. فبمثل تلك الأخبار وعدد لا يحصى من نظريات المؤامرة تمكن “برايتبارت” من الدفع بالحزب الجمهوري الأميركي إلى اليمين أكثر فأكثر، ما ساهم في وصول ترامب للبيت الأبيض. بانون أيضاً هو من صنع حركة “آلت رايت” المتهمة بالعنصرية. وقد أجاب عن هذا الاتهام بالقول “هل هناك معادون للسامية في حركة آلت رايت؟”، أجاب نفسه “أكيد”. و”هل هناك عنصريون في آلت رايت؟”، “أكيد. ولكن لا أعتقد أن الحركة في مجملها عنصرية ومعادية للسامية”. يختم بانون جدليته. صوت العنصرية بات واضحاً أن بانون يتمتع بعلاقات وثيقة مع حركات اليمين المتطرف الأوروبية. فهو يؤمن ويروج لأفكار “اليمين البديل”، التيار الذي يؤمن بالقوميات ورقيّها وتفوّق البيض في العالم، حتى أن بانون عرّف بنفسه موقع “برايتبارت” الذي كان يطلق منه تلك الأفكار بأنه منصة “لبديل اليمين”، وقال “إننا نعتبر أنفسنا منظمة قاسية تجاه التيارات السياسية المثالية”. وصف بانون في حوار أجري معه الدين الإسلامي بأنه “الدين التوسعي تماما مثل الصين”، شارحاً “لدينا إسلام توسعي وصين توسعية، وهما متحفزان ومتغطرسان وزاحفان إلى الأمام”. وأضاف في مقابلة إذاعية في فبراير 2016 أن الإسلام والصين يعتقدان أن “الغرب اليهودي المسيحي في تراجع”، محذراً من أن المسيحية في العالم مهددة. واصفاً الإسلام بالدين “الأكثر تطرفا” في العالم. لذلك سارعت صحيفة نيويورك تايمز إلى وصف بانون في خريف العام 2016 بأنه “صوت العنصرية”. أفكار واستراتيجية بانون هما استمرار لسيرته المهنية التي بدأت كضابط عمليات سطحية على المدمرة "يو إس إس" في أسطول المحيط الهادي للبحرية الأميركية على مدى سبع سنوات أما موقف الرئيس الأميركي الذي اختار بانون، فتجلى في دفاعه عنه في مقابلة مع نيويورك تايمز. قال ترامب “عرفت ستيف بانون منذ سنوات طويلة. وإذا ما اعتقدت أنه عنصري أو متطرف أو أيا من هذه الأمور فإنني لن أفكر أبدا في تعيينه معي”. وكان جون ويفر المقرب من جون كاسيتش المرشح الجمهوري السابق قد غرّد على حسابه على موقع تويتر، عقب تعيين بانون في منصبه إلى جانب ترامب، قائلاً “إن اليمين المتطرف العنصري والفاشي بات ممثلا في المكتب البيضاوي. على أميركا أن تكون حذرة جدا”. حتى المرشحة كلينتون كانت قد قالت إن بانون يستخدم “نظريات المؤامرة لاستهداف المسلمين ولإطلاق أفكار معادية للسامية”. بانون من طرفه قال لوكالة بلومبرغ عام 2015 “أنا أتحدر من عائلة ديمقراطية من الكاثوليك الإيرلنديين المؤيدين لكنيدي والداعمين للعمل النقابي”. وأضاف “لم أتعاط السياسة قبل أن أدخل الجيش وأكتشف كم زرع جيمي كارتر من الفوضى. عندها أصبحت معجبا جدا برونالد ريغان وما زلت. إلا أن ما دفعني إلى العمل ضد الطبقة الحاكمة، هو عملي في شركات في آسيا عام 2008 والفوضى التي زرعها بوش التي تجاوزت ما قام به كارتر. كل البلاد كانت كارثة”. مزاج بانون يشبه مزاج ترامب كثيراً، حتى أنه تزوّج مثله ثلاث مرات، انتهت جميعها إلى الطلاق. واتهمته زوجته الثانية ماري لويز بيكار بـ“العنف المنزلي” أمام القضاء في العام 1996. لكن المحكمة أسقطت التهم. وكان بيكار قد قالت لصحيفة نيويورك ديلي نيوز، إن زوجها السابق “رفض إرسال أولادهما إلى مدرسة معينة لوجود يهود فيها”. :: اقرأ أيضاً نجيب سرور مصري خالص تماهى مع المعري وهاملت ودون كيخوته عصام الحضري السد العالي ابن الفلاحين الذي يتحدى المستحيل

مشاركة :