العلماء يطورون دمية المخيال الشعبي إلى شريك جنسي مقنع بقلم: شيماء رحومة

  • 2/13/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

العلماء يطورون دمية المخيال الشعبي إلى شريك جنسي مقنع أحرز العديد من العلماء والتقنيين تقدما ملحوظا في جعل الذكاء الاصطناعي يتحلى بالقدرة على خدمة البشر في شتى الميادين. ولم يقتصر ذلك على الوظائف والأعمال المنزلية، بل وانتقل تدريجيا إلى تلبية الرغبات الجنسية. وقد أكد أهل الاختصاص أنهم يعملون على تطوير الدمية الروبوت لإضافة طبقة جديدة إلى العلاقات التي يمكن أن تجمع بين البشر والدمى، متوقعين أن تكون ممارسة الجنس مع الروبوتات علاقة تامة الشروط العاطفية في المستقبل، لا سيما وأن الروبوتات الجنسية أصبحت لديها أعضاء تناسلية مثل الإنسان، وستسمح بالجماع وفقا لرغبات مستخدميها. العربشيماء رحومة [نُشرفي2017/02/13، العدد: 10542، ص(12)] الدمية الجنسية تهدد بنى الأسرة السليمة يشهد العالم الحديث الكثير من التحولات بفضل التطور التكنولوجي، فبعد أن ظهرت العديد من الأجهزة الذكية التي جعلت من الخيال العلمي حقيقة ها هي قصص المخيال الشعبي تصبح واقعا ملموسا. ومما روي أن عروس البازار كما تنعتها الجدات والأمهات للدلالة على كبر حجمها مقارنة بالدمية الصغيرة، كانت كلما خرجت صاحبة المنزل تنوبها في الاهتمام بالبيت وبعودتها إلى المنزل تعود جوفاء بلا روح كسالف عصرها إلى أن يكتشف أمرها صدفة ويتخلص منها أهل البيت خوفا منها لاعتقادهم أن روحا شريرة تسكنها. وكثيرا ما صور الذهن الفتي أشكالا وأحجاما مختلفة لهذه العروس الودودة التي تحب مساعدة أصحابها، وبمرور الزمن تمكن أهل الاختصاص من خلق نموذج آلي من هذه الدمية لتكون في خدمة البشر. بث الروح في الدمية ساعد التقدم العلمي والتقني البشر على خلق تفاعل مع هذه الآلات الذكية التي صارت تتألم، حيث كشف فريق من العلماء في ألمانيا العام الماضي عن أنهم عاكفون على صناعة روبوتات تمتاز بسمة إنسانية وهي القدرة على الشعور بالألم. والآن يسعى العلماء إلى شحن الذكاء الاصطناعي بالعواطف الإنسانية لتحب وتحب. وبدل أن تعوض الزوجة في القيام بواجباتها المنزلية صارت تنوبها في فراش الزوجية، بل وتنوب الزوج أيضا. وقد أظهرت مجموعة من الخبراء على امتداد السنوات الأخيرة، مخاوف من سيطرة الذكاء الاصطناعي على الكثير من الوظائف البشرية أو التحكم في العقل البشري وتسييره وفق أهوائه. وصار اليوم الخوف من ارتفاع نسبة العنوسة عن السابق من بعض مخلفات هذا التطور خصوصا بعد أن وجد الرجال وكذلك النساء الشريك الجنسي البديل، لا سيما وأن التلامس وتبادل القبل صار ممكنا داخل العالم الافتراضي. ومثال على ذلك ما اخترعه فريق من الباحثين البريطانيين، حيث أزاحوا النقاب منذ فترة عن تطويرهم لجهاز يعمل على توصيل القبل بين الأفراد عن بعد، وذلك عن طريق وضع الهاتف المحمول في الجهاز. تطور الروبوتات الجنسية لا يمكن كبح جماحه، وسوف تتحول إلى واقع نعيشه بحلول عام 2050 عودة الروح للتمثال أصبح البشر اليوم أشبه ما يكون ببطل مسرحية “بجماليون” للكاتب المصري توفيق الحكيم، الذي بحث عن الكمال في المرأة، فنحت تمثالا ضمنه كل المقاييس التي جالت بذهنه، ولأن عشتار إلهة الحب والجمال كانت مفتونة بهذا البطل حولت من أجله التمثال الأصم إلى امرأة تنبض بالحياة، لكنه بدل أن يشعر بالامتنان نحو الإلهة حرق قلبها غيرة لأنه تزوج التمثال حتى دون أن يدعوها لحضور مراسم زواجه لعلمه بحبها وخوفا من أن تؤذي حبيبته. التكنولوجيا نسجت على ذات المنوال وخلقت روبوتات جنسية بمقاييس معدلة لتتوافق مع رغبات البشر، لا سيما الذين يكرهون الارتباط بعلاقات دائمة. كما أن المهندسين والباحثين عملوا ولا يزالون على خطى بطل المسرحية أي على إفراغ اختراعاتهم من كل العيوب التي يتحلى بها البشر كالأمراض المنقولة جنسيا مثلا أو الأمراض التناسلية، وأيضا تزويد آلاتهم الذكية بالخبرة والدراية والثقافة الجنسية التي لا يزال بعض الأفراد في منأى عنها. وقد ذهب المطورون إلى أبعد من ذلك، حيث ابتكروا روبوتات رضيعة تعوض عدم الإنجاب وتمد المرأة بمشاعر الأمومة. عام التواصل بين الإنسان والروبوت قدم العديد من المصنعين روبوتات قادرة على لعب دور الشريك في السرير، موجهة خصوصا للذين يعانون من حالات الانطواء والذين يعجزون عن التواصل مع الآخرين. لذلك يتوقع أن يحلّ الإنسان الآلي محل هذه الدمى، ويوفر بديلا مريحا لدى البعض من الذين يريدون العيش من دون ضغوطات عاطفية أو تقييد من الشريك، مما يجعل بحسب موقع “بزنس إنسايدر” الأميركي المعنيّ بأخبار التكنولوجيا والعلوم، من العام 2040 عام التواصل بين الإنسان والروبوت. وبعد أن كانت الدمى الجنسية متاحة منذ فترة طويلة على ‏الإنترنت، صارت مع تقدم التكنولوجيا ومع الوقت حقيقية يحس معها الناس بأنهم يعاشرون شخصا أقرب للواقع. ويرجح الخبراء أن هذا الانجذاب الجنسي سيتطور أكثر فأكثر حتى يصبح مع الوقت أمرا عاديا للكثيرين. وأبدى العديد من الخبراء آراءهم حول انتشار الروبوتات الجنسية وذلك على هامش المؤتمر الدولي الثاني الذي عقد مؤخرا بالعاصمة البريطانية لندن تحت شعار الحب والجنس والروبوتات، حيث قال مارتين دانكر، مدير الجمعية الألمانية للأبحاث العلمية والجنسية، “ومثلما يحدث مع كل جديد في عالم التكنولوجيا، يتجلى هنا أيضا تباين المواقف الاجتماعية الثقافية المتشائمة مع الرؤى الأكثر تفاؤلا وانسجاما”. وقال ديفيد ليفي، خبير الذكاء الاصطناعي، إن “تطور الروبوتات الجنسية لا يمكن كبح جماحه، وسوف تتحول إلى واقع نعيشه بحلول عام 2050”. وتعتقد كيت ديفلين، رئيس قسم الحاسب الآلي بجامعة غولدسميث البريطانية أنه “من المهم الاستثمار في الفكرة قبل فوات الأوان من أجل المساهمة في التطور. من يدري أي شركات تعمل في المشروع بالفعل” وأكدت أن الأمر لا يتعلق بالجنس فقط، بل بالحب والعواطف أيضا. ربما في المستقبل وبفضل الذكاء الاصطناعي، يمكن تطوير الروبوتات لتكون لديها مشاعر، وهذا سيؤدي بدوره إلى تطوير نوع من الوعي تجاه هذا النوع من الروبوتات. التكنولوجيا على خطى بطل مسرحية بجماليون تعمل على إفراغ الروبوتات من كل العيوب البشرية كالأمراض المنقولة جنسيا مثلا مع تزويدها بالخبرة والثقافة الجنسية التي لا يزال بعض الأفراد في منأى عنها وردا على سؤال حول إمكانية قبولها أن تتزوج ابنتها من روبوت جنسي، أجابت “نعم، ولم لا؟ إذا كان هذا سيجعلها سعيدة في حياتها”. ديفلين لم تمانع زواج ابنتها من روبوت جنسي وقد يجد الأمر ذاته القبول والرضى لدى عامة الناس، وهذا ما دفع البعض من الشركات التكنولوجية إلى تكثيف جهودها لتزويد الأسواق بهذا النوع من الروبوتات. ونقلا عن موقع برايت بارت الإلكتروني تعمل شركة “ريل دول” على صناعة دمية جنسية بنظام الذكاء الاصطناعي، تسمح للمستخدمين بملاءمة الدمية مع شخصياتهم الجنسية وخلق علاقة معها مع مرور الوقت. وحرصت الشركة على برمجة الدمية الذكية بحيث تكون في خدمة مستخدميها، وذلك من خلال ربطها بتطبيق على الهواتف الذكية لتقدم النصح للمستخدمين حول نوع الدمية الأنسب لهم، بالإضافة إلى أن هذه الدمى الجنسية ستكون قادرة على التعرف على أصحابها والاستجابة بطرق مختلفة لرغباتهم. وأعلنت أنها ستقوم بإصدار دميتها الجنسية في 15 أبريل المقبل، وفي تصريح لموقع “ديجيتال تراندس” قال مات مكمولين، وهو الرئيس التنفيذي للشركة “إننا نعمل على تطوير الدمية الروبوت لإضافة طبقة جديدة إلى العلاقات التي يمكن أن تجمع بين البشر والدمى”. وأضاف “يعتمد العديد من عملائنا على خيالهم إلى حد كبير لفرض شخصيات متخيلة على دماهم الخاصة. مع دمية هارموني سوف يكونون قادرين على خلق هذه الشخصيات بشكل فعلي بدلا من الاضطرار إلى تصورها”. وتابع “وسوف يكونون قادرين على التحدث مع دماهم، وسوف تتعرف عليهم الدمية الروبوت عبر الوقت من خلال هذه التفاعلات، وبالتالي خلق شكل بديل من العلاقة. إن نطاق المحادثات المحتملة مع الدمية الروبوت متنوع للغاية، ولا يقتصر على المواضيع الجنسية. نحن نرى أن هذا النظام، وهذه التكنولوجيا، سوف تعجب شريحة من الناس من أولئك الذين يكافحون من أجل إقامة علاقات حميمة مع الآخرين، سواء عن طريق فرص الاختيار أو الظروف المتاحة. بالإضافة إلى ذلك، من المرجح أن تجتذب هذه الدمية أولئك الذين يسعون لاستكشاف منطقة مجهولة وجديدة بخصوص العلاقات والجنس”. وسبق لمكمولين أن صرح في 2015 أن بعض الناس على استعداد لإنفاق الآلاف على دمى الجنس، مؤكدا أن الشركة باعت الكثير من الدمى بالحجم الطبيعي منذ عام 1996، مشيرا إلى أن الزبائن يركزون فقط على نوع الجسم والجلد ولون الشعر والعينين. وأكد في ذلك الوقت أنه يحاول خلق روبوتات واقعية بشكل مذهل وأكثر تفاعلا، وعلى ما يبدو نجحت الشركة في ذلك الآن. وكان أفاد بأنهم يركزون أولا على تطوير ذكاء اصطناعي مقنع. ولا تعتبر شركة ريل دول الشركة الأولى التي تعترف بالاتصال المحتمل بين الجنس والذكاء الاصطناعي. وقال ايليا اكشتاين، وهو الرئيس التنفيذي لشركة روبن لابس، إن “هذا يحدث لأن الناس يشعرون بالوحدة والملل… بل إن ذلك من أعراض مجتمعنا”. إذا كانت الدمية الروبوت تبدو جميلة ولها شخصية رائعة جدا، فلا مفر من أن يقيم معها البشر علاقات عاطفية قوية جدا، من شأنها أن تتطور في الكثير من الحالات وتؤدي إلى الجنس وأوضح أن المساعد الافتراضي لشركته، وهو تطبيق يحمل اسم روبن، يتم استخدامه من طرف “المراهقين وسائقي الشاحنات الذين ليست لهم صديقات” بما يفوق 300 محادثة يوميا. وكشف سبر للآراء العام الماضي أن بعض سائقي السيارات اعترفوا أنهم يشغلون نظام جي بي اس حتى دون موجب لا لشيء فقط لسماع الصوت الأنثوي المنبعث من الجهاز. وكان الجامع غالبا بين هؤلاء السائقين خلو حياتهم من العلاقات العاطفية. وفي مقابلة مع موقع برايت بارت تيك في العام الماضي، توقع الدكتور إيان بيرسون المتخصص في علم المستقبليات أن له ممارسة الجنس مع الروبوتات سوف تكون “علاقة تامة الشروط العاطفية” في المستقبل. وأكد أن “الذكاء الاصطناعي وصل إلى مستويات الإنسان وأصبح عاطفيا كذلك”. وأوضح أن “الناس بالفعل يملكون علاقات عاطفية قوية جدا مع روبوتاتهم الخاصة. وفي الكثير من الحالات سوف تتطور هذه العلاقات لتصبح ذات طابع جنسي لأنهم سوف يعتقدون أن ظهور الروبوت سوف يتناسب مع أولوياتهم بأي حال. إذا كانت الدمية الروبوت تبدو جميلة ولها شخصية رائعة جدا، فلا مفر من أن يقيم معها البشر علاقات عاطفية قوية جدا، من شأنها أن تتطور في الكثير من الحالات وتؤدي إلى الجنس”. وأعلنت شركة “أبيس كريشن” أنها تعمل على تطوير روبوتات جنسية شبيهة بالبشر في المظهر والحجم، في مصانعها بكاليفورنيا. وأشارت الشركة إلى أن هذه الروبوتات ستكون لديها أعضاء تناسلية مثل الإنسان، وستسمح بالجماع وفقا لرغبات مستخدميها. ويرجح خبراء التكنولوجيا أن الطفرة التقنية ستسمح بمطابقة أنماط السلوك، بحيث يكون بإمكان مستخدمي التكنولوجيا فحص بيانات الشريك، وسلوكياته، وتحليلها بشكل آلي من أجل معرفة مدى نجاح العلاقة معه، وهو ما قد يسهّل اتخاذ القرارات في أمور الزواج، أو الإنجاب وغيرها من الأمور. ولا يفتر حماس العلماء في أوروبا وآسيا والولايات المتحدة مطلقا بشأن طموح بناء المزيد من الروبوتات المؤنسنة بصورة أكثر تطورا، لها مظهر البشر، ومزودة بحاستي السمع والرؤية، وأحيانا للانخراط في الحديث. وأشار الباحثون إلى أن المرحلة التي تلي صنع البشر للروبوتات ليست مهمة، مبررين ذلك بأنه لا يهم مدى التطور التقني الذي بلغته تكنولوجيا الروبوتات، لأن البشر في النهاية يتحكمون في الأمر، هم من يحددون البرامج والإمكانيات التي يجب توافرها في كل روبوت ونطاق استخدامه، على الرغم من سعي العلماء الدائب لمنح الروبوتات المزيد من الاستقلالية. قد يحسن العلماء توجيه الروبوتات التي يعكفون على ابتكارها وتزويدها بأحدث الأنظمة الذكية وإحكام السيطرة عليها، ولكن هل بمقدور البشر ضمان عدم انفلات الروبوتات الجنسية في الفراش وتحولها إلى مصدر للخطر بدل مصدر للمتعة وإفراغ للشهوات؟ وهل الإنسان من يسيطر على العلاقة الحميمية أم الروبوت الجنسي المبرمج لإشباع رغبات البشر؟ تطور صنع الروبوتات مع الزمن ويظهر ذلك من خلال معرض روبوتس الذي افتتح بمتحف العلوم ساينز ميوزم في لندن في 8 فبراير الجاري، ويضم أكثر من 100 نموذج فيما تعتبر أهم مجموعة على الإطلاق من أجهزة الروبوت البشرية التي تم صنعها على امتداد 500 سنة، إلا أنها حادت عن وظيفتها الأساسية من مساعد للبشر إلى مسيطر على بعض الوظائف فشريك في الفراش. وتساءل الكثيرون إن كانت ممارسة الجنس مع الروبوتات ثورة تكنولوجية أم انحدارا؟ والإجابة حمالة أوجه لأن البعض يعتبرها تتناسب ورغبة محبي العلاقات العابرة أو أولئك الذين غير مرتبطين بعلاقات عاطفية، فيما يرجح أن ينظر إليها البعض الآخر، لا سيما إذا غزت الأسواق العربية، دعارة مبرمجة تقنيا تتستر تحت لحاف التقدم التكنولوجي. كاتبة تونسية :: اقرأ أيضاً الباعة المتجولون في السودان عين على الفقر وأخرى على الكشة

مشاركة :