مجالس البادية - فالح الشراخ

  • 7/28/2013
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

لدى سكان أمسيات شعرية ليلية على هامش اللقاء الذي يقام مساء كل يوم عند احد افراد الفريق الواحد او المتجاورين وهو من باب التواصل الاجتماعي الذي مازال أبناء البادية يحرصون عليه. ولكن هذه الأمسيات لها طابع مميز تجتمع فيه شواهد الأحداث مع القصائد بالإضافة لحرية اللقاء الشعري وغالباً ما تبدأ الأمسية بقصة من قصص البطولة او الكرم والإيثار او قصص المواقف التي تحدث في الصحراء. ثم يردفها الراوي قصيدتها كشاهد عليها. ثم يحدث نقاش حول القصة ويتم تعديل المعلومات اذا حدث ما يخالف الحقيقة ويتوارد الحديث بطبيعته الفطرية حول الإبل او الكلأ ويجر الحديث نفسه الى أجمل الإبل ودورها ثم تأتي القصائد متوالية حول الإبل ووصف أشكالها وأنواعها. وينصت الجميع للشخص صاحب ذاكرة الحفظ الجيدة وصاحب الأسلوب التسلسلي المفهوم في طرح أحداث القصة. ولا يمنع ذلك من طرح الأسئلة حول مسميات المواقع والأشخاص وعزاويهم ومن هذا المنطلق تكون أمسيات ابناء البادية أمسيات شعرية تحمل الشيء الكثير من القصة والقصيدة والمعلومة والنصيحة وهي معروفة لديهم باسم سوالف الرجال. ولهذه القصائد والقصص تأثير نفسي ايجابي على الأطفال والشباب من حيث الحماس للأدوار البطولية وزرع حب الكرم والإيثار والتسامح في نفوسهم كما ان البعض من الأطفال والشباب يقوم بحفظ القصائد من باب التزود بالثروة الشعرية والقصصية عن الأحداث والبعد عن حالة الإنسان الأجوف الذي لا يحمل في ذاكرته ما يدفع نفسه الى فعل المكارم وتقديم الأدوار البطولية. ويشكل سكان البادية قاعدة جماهيرية كبيرة للشعر الشعبي بما في ذلك شعر القلطة وشعر النظم والشعر المغنى. والباحث في تاريخ أبناء البادية يلاحظ ان الاهتمام بالشعر والقصة شيء أزلي توارثته الأجيال بكثير من الاهتمام كنوع من بروتوكولات الصحراء ما جعلني أطرق باب هذا الموضوع هو الإثراء الجيد في هذه الأمسيات من حيث القصص والقصائد المؤثرة. وإذا كان الأمر كذلك لماذا لا يستفاد من هذه القصص التي تحث على المكارم الطيبة وشيم وعادات العرب الجميلة وتحويلها إلى قصص واقعية بأسلوب يتناسب مع قدرات الأطفال والشباب بدلاً من المستوحاة من التراث الأجنبي والتي تزخر بها مكاتب مدارسنا وهذا السؤال موجه لمن يحملون أقلام الإبداع القصصي للأطفال ومن يهتمون بتربية الطفل وتعليمه. ان تراثنا الشعبي يحمل في طياته الشيء الكثير من القصص التي تتناسب مع عاداتنا العربية والإسلامية وتحث في مضمونها على مكارم الأخلاق وسوف يجد المهتم بهذا الموضوع سهولة في الحصول على مثل هذه القصص الجميلة حيث تتعدد مصادرها ومن تلك المصادر كبار السن أو من يهتمون بجمع الموروث الشعبي. وهناك أيضا قصائد تحمل الكثير من الوصايا للأبناء وتدلهم على أشياء جميلة.

مشاركة :