مرآتي دمت للحب كل عيد بقلم: شيماء رحومة

  • 2/14/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تجرد كلا الطرفين من الحسابات المغلوطة يوفر عليهما كسب لحظات لا تفوت وتبقى الكلمة الطيبة تعطي أكلها كل حين والجامع بينهما. العربشيماء رحومة [نُشرفي2017/02/14، العدد: 10543، ص(21)] “مرآتي يا مرآتي من هي أجمل النساء”، “أنت طبعا ولكنهم لا ينتبهون”، لا بأس أحيانا من استعارة بعض العبارات الشهيرة فلا يخفى على أحد أنها ترددت كثيرا في قصة بياض الثلج أو كما تعرف عند البعض بسندريلا. ويعود سبب هذه الاستعارة إلى محاولة الخروج قليلا عن الحدث، والمقصود هنا الاحتفال بعيد الحب الذي يوافق 14 فبراير من كل سنة، إذ أفاض نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في الحديث عنه. وشهدت منصات الشبكات الاجتماعية سباقا محموما على تدوين تغريدات طريفة حمل أغلبها اتهامات ضمنية للرجال بالبخل، حيث دارت غالبا حول حرص الشاب على قطع علاقته بحبيبته في الفترة التي تسبق عيد الحب وإعادة المياه إلى مجاريها بعد الاحتفال به. وعلى هذا الأساس رأى بعض النشطاء أن الرجل أفلت من شراء الهدية والحال أنه من باب الكياسة واللباقة صار عليه الرفع من قيمة هيبته لحبيبته لمصالحتها. هذا قسم مما عجّت به الصفحات الافتراضية والقسم الآخر وتقريبا انحصر الأمر بين قسمين أحدهما أفرغ اهتمامه بالأفراد المرتبطين بعلاقات عاطفية، أما الثاني فهو موجه لمن لم يجد شريكه بعد. وركزت الكتابات على الجانب الأنثوي أكثر من الذكوري حتى في هذا القسم، وكأن المرأة سواء كانت مرتبطة أو لا ليس من حقها الحصول على هدية. ولذلك فكرت أن الأنسب لها أن تحتفل مع مرآتها نعم مع المرآة التي لا تكاد تفارقها حتى أنها تحمل في حقيبتها اليدوية نموذجا مصغرا عنها، فهي تلزمها عند الاستعداد لملاقاة حبيبها بل وتكون أحيانا كثيرة سببا في تأخرها عن الموعد. تصرف المرأة مهما كان سنها وانتماؤها قسطا كبيرا من وقتها أمام المرآة تتزين لتظهر في أبهى حلة وأجمل مظهر. وفي النهاية تعود للجلوس أمامها لمسح المسـاحيق وخلع كل أقنعتها، أمامها فقط تبكي، تضحك، تشتكي، تفرح، ترقص، بكل صدق. لتحتفي المرأة بنفسها إذن دون أن تنتظر ذلك من أحد، حتى أنه قيل مما قيل من أخبار أن قانونا جديدا سيسن ينص على تجرد المرأة من المساحيق عند أول لقاء لها بالشاب الذي يفكر في التقدم للارتباط بها. ولكن هل سيفرض على هذا الشاب حمل آلة كشف الكذب؟ يحاول البعض ربط فشل العلاقات بأدوات الزينة ولكن ما ذنب المرآة تحرم من أجمل النساء، زوجة أبي بياض الثلج كانت تستميت من أجل أن تخبرها مرآتها بأنها الأجمل دون أي استثناء فكانت تنافسها بياض الثلج لا لجمالها الخارجي وإنما كان الفضل عائد إلى ما تحلت به من أخلاق وصفاء داخلي. ماذا لو أن المرأة تجردت من المساحيق ولم تطل النظر إلى المرآة؟ هل سيكذب الرجل بكل صدق أم سيكون صادقا؟ وهل سيلغي ذلك المشكلة القائمة من الأساس أم أنه سيعمق الإشكال؟ اقتناء الهدايا لا يقتصر على يوم بعينه في كامل السنة والنظر إلى المرآة لن تضبطه النواميس، تجرد كلا الطرفين من الحسابات المغلوطة يوفر عليهما كسب لحظات لا تفوت وتبقى الكلمة الطيبة تعطي أكلها كل حين والجامع بينهما. كاتبة من تونس شيماء رحومة :: مقالات أخرى لـ شيماء رحومة مرآتي دمت للحب كل عيد, 2017/02/14 العلماء يطورون دمية المخيال الشعبي إلى شريك جنسي مقنع, 2017/02/13 يوم في بيت الجدة دون هواتف, 2017/02/07 الرحلات المنظمة تعيد للسياحة الداخلية في تونس بريقها, 2017/02/05 طريق إلى العزلة والانطواء, 2017/01/31 أرشيف الكاتب

مشاركة :