عندما وقف الرسول عليه الصلاة والسلام يوم عرفة وأشهد صحابته بإتمام الرسالة أنزل الله جلّ وعلا (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِينًا) وهي من أواخر الآيات التي نزلت على نبينا صلّى الله عليه وسلّم. فبها اكتمل الدين وأُتمت أحكامه ورست دعائمه، وليس لأحد عذر في المخالفة أو الخروج عن هذا النهج. فهي كما قال صلّى الله عليه وسلّم كالمحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك. لكن الإسلام أُبتلي بمن لا يعي ذلك وما يمرره أصحاب الدسائس وجد فئة ضالة تتناقله من أبناء المسلمين دون التبيّن أو معرفة حقيقته. لقد أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي في يومنا هذا أرضاً خصبة لمن يريد أن يعبث بالمسلّمات. فالسواد الأعظم ممن يستخدمون هذه التقنية يُضِلون ويضللون دون علمهم، حيث يتم تناقل أحاديث مكذوبة وأقوال مأثورة إما لصحابة أو تابعين أو علماء وهي أبعد من المشرق عن المغرب في حقيقتها. وقد حذّر أهل العلم من ذلك لكن الجهل المتجذّر لا يجدي معه التحذير وصاحبه هو الفتنة المتحركة التي يجب الحذر منها. إن لدينا ما يكفينا عن هذا الذي يحتوي على المحرّف والموضوع والصحيح وغيره، ومن أراد أن يتقرب إلى الله فليذهب إلى صحيح البخاري هو أصدق كتاب بعد القرآن وهو في متناول الجميع، خذ منه ما تشاء واكتب منه ما تشاء ولا تكن إمعة تقول ما يقول الناس وتفعل ما يفعلون دون أن تتبيّن. ثم الحذر من هؤلاء الذين يمطرون أجهزتنا باليوم والليلة مئات المرات بهذا النوع من الرسائل وهي إما أنها تأتي من شخص إمعة ساذج مهمته نقل ما يأتيه أو من شخص خبيث تبوَّأ هذه المهنة ووجد من يخدمه في ذلك.
مشاركة :