الغواية الثانية

  • 5/5/2014
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

في قريب الأيام الماضية قرأنا ما عبر عنه الأمير نواف بن فيصل بن فهد عن ضجره من كرة القدم وكأنه يشكر الله لأنه ارتاح من ذلك الهم والغم اللذين يغبران أجواء اللعبة الشعبية في المملكة بتركه رئاسة اتحاد اللعبة والنأي بنفسه عن أي تدخل وترك الكرة في ملعب الأندية التي اختارت رئيساً للاتحاد للمرة الأولى عن طريق الانتخاب. ولا يخفى على أحد أن البادرة التي قام بها الرئيس العام لرعاية الشباب كانت مطلباً لكثير من الأندية التي لم تكن ترى أن هناك جهة يمكنها محاسبة اتحاد الكرة سوى رئيس الاتحاد ذاته الذي كان يعلن في الغالب مسؤوليته عن أي إخفاق.. ولكن ماذا بعد؟ الآن أصبح الرئيس المنتخب في مرمى المساءلة من الجهة التي انتخبته بل وبات هدفاً لسهام النقد الهادف، وهذا قلما يحصل، والنقد بقصد التجريح وهذا هو الغالب، ومن هنا بات على الرئيس أحمد عيد أن يستعيد بعضاً من مهاراته كحارس مرمى دولي سابق، لمنع من يجرؤ على التجريح من تسديد الكرات إلى شباكه، ولكنه اعتمد أكثر على طبيعته الهادئة غير الصاخبة وعلى الدبلوماسية فحال بذلك دون تسخين الكثير من القضايا التي وضعت اتحاد الكرة ورئيسه في موضع الانتقاد، وقلما وجدناه يستعمل قفازيه بقوة إذا اضطر إلى رد الكرة من حيث أتت، لدرجة أنه يمكن نعته بعبارة (صاحب القفازين الناعمين)، فهو اكتفى بالقول: إن خالد البلطان لا يمثل الشباب، رداً على تصريح لرئيس نادي الشباب يطال اتحاد الكرة ورئيسه.. وحتى حين صعد البلطان لهجته في السجال مع عيد، وقيل إن رئيس اتحاد الكرة خرج عن صمته، لم يقل أكثر من أن لديه ما هو أهم من الدخول في مهاترات لا تقدم ولا تؤخر.. جاء ذلك حين كان عيد يتوج فريق الهلال بكأس فيصل وفي الوقت الذي كان فيه مشغولاً بافتتاح مدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة. وبغض النظر عما إذا كان البلطان محقاً في اللهجة التي استخدمها رداً على قرار لجنة الانضباط باتحاد الكرة بتوقيفه مدة عام وتغريمه مبلغ 300 ألف ريال على خلفية قوله: أنا أمثل الشباب وأقدح من رأسي ولست مثل عيد، كل من جاء فوته بالحيط، فإن رئيس الشباب كان محقاً في الغمز من قناة تصريحات لرؤساء أندية آخرين سبقت تصريحه على غرار تصريح رئيس الهلال بأن بطولة النصر غير مشروعة، وتصريح رئيس النصر الذي أشار إلى حدوث فيلم هندي في مباراة الهلال والنهضة، وتصريح رئيس الاتفاق باتهامه بعض الفرق بالتلاعب في نتائج المباريات حتى تنجو من الهبوط الذي وقع فيه فريقه، وحتى لو حصل عقاب الرؤساء فإنه يكون كالتمارين الاسترجاعية للفرق. في كل حال، أوجد خالد البلطان لنفسه لقباً من كلمة وردت في تصريحه الأول ورددها في تصريحه الثاني وهي (أقدح) ونجح في تركيب عنوان صحافي حين قال: أقدح من رأسي والكأس كأسي، وذلك عشية لقاء الشباب والأهلي بنهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال.. ولا ندري إذا كان لقب (القادح) يروق للبلطان.. خصوصاً وأنه سلك طريقه إلى الترداد من الأقربين في البداية وخصوصاً من لاعبي الشباب، فبعد الفوز على الاتفاق في نصف نهائي كأس الملك قال أحمد عطيف بما معناه مخاطباً رئيس النادي: إذا كنت أنت قادح من رأسك فنحن قادحون على الكأس.. ويبدو أن هذا اللقب أصبح مكرساً فها هو نايف هزازي العائد إلى اللعب يعد القادح بالفوز بالكأس. وما من شك في أن خالد البلطان أصبح واحداً من عصبة رؤساء الأندية أصحاب التصريحات النارية المثيرة.. والقادحة، ولكن ليس بمعنى القدح والذم، بل بالمعنى الذي قصده أي أن أفكاره وآراءه وقراراته من بنات رأسه. والسؤال الآن: هل ترك (القادح) قدحاً في رأس اتحاد الكرة؟ أعتقد أن الجواب نعم، فلجنة الانضباط ذهبت بعيداً في الإيحاء والتلويح بعقوبات أشد في العقوبات المعلنة فربما تصل إلى الشطب وحتى التصعيد للفيفا، وهنا أعتقد أن الدبلوماسية خانت رئيس الاتحاد حين سئل ما إذا كان سيسمح للبلطان بدخول المنصة إذا فاز فريقه باللقب، فكان عليه أن يقول إن من حق النادي بكليته السلام على خادم الحرمين الشريفين، حتى لو كان خاسراً، وهذا ما يحصل في كل المناسبات التقليدية فكيف الآن ونحن أمام مناسبة استثنائية تشهد جدة من خلالها تقديم الملك هدية الجوهرة المشعة. ومهما يكن من أمر، فقد تدارك الأمير نواف بن فيصل هذه الإشكالية وتصرف بحكمة حين جمع رئيس اتحاد الكرة ورئيس نادي الشباب منهياً هذا الجدل حين صرح بأن الجميع سيتشرف بلقاء القائد الوالد المليك، وبأنه هكذا يكون الرجال، يختلفون بالعمل ويتفقون للوطن. عسى أن تشطب هذه العبارات الرائعة كل ما ورد في بيان نادي الشباب رداً على لجنة الانضباط وعبارة أحمد عيد بأن أمر صعود البلطان إلى المنصة سيحال إلى اللجان المختصة.

مشاركة :