واشنطن -رويترز عندما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه منفتح على أفكار جديدة قد تجلب السلام إلى الشرق الأوسط فإنه بذلك فتح الباب إلى متاهة كاملة جديدة من التعقيد والمخاطرة. وبالتفوه بعبارة دولة واحدة بدلا من حل للصراع يقوم على دولتين والذي ظل محور الدبلوماسية الدولية على مدى 20 عاما فإنه بذلك ذهب إلى مدى خشي رؤساء سابقون ومعظم الزعماء الخوض فيه لعلمهم بالأبعاد التي ينطوي عليها. وإقامة دولة واحدة أو دولة ثنائية القومية تضم إسرائيل والمناطق الفلسطينية ليست خيارا قابلا للحياة بالنسبة لمعظم الإسرائيليين والفلسطينيين لأسباب دينية وسياسية وسكانية. وقال ترامب هكذا أنظر إلى حل الدولتين وحل الدولة الواحدة وأميل إلى ما يميل إليه الطرفان مشددا في الوقت نفسه على أن ما يهمه بالدرجة الأولى هو أن يرى اتفاقا. وأضاف قائلا أنا سعيد للغاية بالحل الذي يعجب الطرفين. يمكنني قبول أي منهما. والمشكلة أن الطرفين -الإسرائيليين والفلسطينيين- قد يجدان أن قبول حل الدولة الواحدة صعب مثل حل الدولتين -إن لم يكن أصعب- اعتمادا على كيفية تعريفها وما هي المثل التي ستدعمها. وفي حين لم تعد من المحظورات مثلما كانت قبل سنوات قليلة فالرئيس الإسرائيلي يناصرها وكثير من الفلسطينيين الأصغر سنا يناقشون ذلك المفهوم- فإن فكرة الدولة الواحدة مشحونة بأسئلة بشأن الهوية والعرقية والديانة والديمقراطية وهي أسئلة تمس جوهر الصراع. وأشار صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين إلى أن المخاطرة الكبرى هي أن ينتهي الأمر بإسرائيل إلى أن تكون لها اليد العليا بإقامة دولة واحدة مع نظامين منفصلين -أحدهما لليهود والآخر للعرب- على غرار نظام الفصل العنصري (آبارتيد) الذي كان سائدا في جنوب أفريقيا. لكن في صميم هوية إسرائيل منذ ما قبل قيامها قبل حوالي 70 عاما تكمن فكرة أنها دولة للشعب اليهودي. وأحد مطالب نتنياهو الجوهرية والثابتة أن يعترف الفلسطينيون بإسرائيل كدولة يهودية. مرتبط
مشاركة :