ليالي يبرود القارسة بقلم: عاصم الباشا

  • 2/19/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ليالي يبرود القارسة ليالي يبرود القارسة مرادفة عندي للاحتماء بغرفة طينية فيها مدفأة وزجاجة عرق والحديث عن الدون الهادئ.. واحتمال عالم أفضل. العربعاصم الباشا [نُشرفي2017/02/19، العدد: 10548، ص(11)] المعارض الجيدة تتعبني. موضوع المعرض ما كان من تواز في اهتمامات بيكاسو وجياكوميتي. سبق لي أن رأيت غالبية ما هو معروض، لكن التفاعل مع عملاقين جعلني أجلس وأرتاح مرارًا. والآن أنا كمن عتّل في سوق الهال ثلاثة أيام متواصلة. نمت في النفس بعض الحوافز. عساها تدوم. المحزن هو قلّة الشباب بين الروّاد. *** ليالي يبرود القارسة مرادفة عندي للاحتماء بغرفة طينية فيها مدفأة وزجاجة عرق والحديث عن ” الدون الهادئ”.. واحتمال عالم أفضل. كلّ ما عندي، وهو محدود، زرعته في النفس يبرود ورعته جغرافيات شتّى. من لا يعرف يبرود لا يعرف نأمة الوله واختلاجاته. *** ” يبرود يبرد من أصاف فيها، لذاك قيل مع الإشباع يبرود” اشتقت لبردها. *** لم أتحادث مع أنطون مقدسي حول يبرود.. لأنها كانت معنا. *** كنيسة هيلانة في يبرود، يقال إنها من أوائل الكنائس التي بُنيت بعد تبنّي روما للمسيحية. لا تهمّني التفاصيل، هي كنيستي أنا. *** علمت اليوم أن المحامي اليبرودي حبيب أيّوب مات منذ زمن. كانت لي معه صفنات وكؤوس. آل أيّوب (عربش) أخوال أحبتي من آل حدّاد. وما زالت يبرود تخسر. *** زرت مع الخوري المقبرة المجاورة لكنيسة يبرود (ربما سنة 2010) ولاحظت تشقّق بعض صفوف الكوى. قال “صحّحنا الخطأ وجعلنا لها متنفّسًا”. لأن الموتى يتنفّسون أيضًا.. على طريقتهم. *** بالأمس، كان بين المشاركين بالحوار ثلاثة عانوا السجن مديدًا. أتمنّى، على الرغم من تواضعهم جميعًا، أن يقرأوا “أجنحة في زنزانة” لزميلهم مفيد نجم، رجل كتب عن مأساته دون أن يقدّم نفسه كضحيّة. *** أطمح إلى تجمّع سوريّ لا مكان للدين والقومية فيه. سيكون عادلاً بالضرورة. *** جميل أن تلقى بين الكتّاب من يعتمد الحنكة بتعامله مع اللغة. الحنكة حرفة الشيطان، وأنا أحبّ الشياطين. *** أعرف الروائي واسيني الأعرج منذ كان يدرس في دمشق أوائل الثمانينات. التقيته منذ أيام في الدار البيضاء، ولأنني لم أره سوى معتمرًا القبعة، حتى أثناء تناول الطعام، لم أجرؤ على سؤاله ما إذا كان ينام بالقبعة. *** أقرأ مصطفى تاج الدين موسى وأعجب كيف يعيش والموت يحاصره؟ *** يسعدني من يجعلني صغيرًا. خلدون الشمعة منهم. سمعته باهتمام طالب نجيب. *** بعض الروائيين يحسبون حياتهم رواية.. فيختلقونها. *** انهال الحبّ على “الفيس” اليوم.. وأنا أتفادى الكراهية. ثم أنني أكره من يحبّ يومًا في السنة لأن آل “ترامب” قرّروا ذلك! *** قال شاعر جزائري شاب “في بلدتنا نحّات سوري جيد اسمه زكي سلاّم”. قلت “أخبره أنك التقيتني وسلّم عليه من طرفي”. *** أسعدني دخول اللغة الأمازيغية على اليافطات الرسمية في المغرب. *** قال الجرّاح “لست مستعدًا لإجراء العملية ما لم تترك التدخين”. أجبته “بمقدوري أن أكذب عليك”. “تكذب على نفسك” أجاب. صحيح. *** كان لقائي الأول بالروائي العراقي عوّاد علي، وجرت دردشات كالمعتادة (قرأ شيئًا لي). لا أعرف لماذا تكرّم عليّ وأهداني ثلاثًا من رواياته. *** من فوائد معارض الكتاب التزوّد لعزلتي ببعض الكتب. كان حظّي اليوم نبيل الملحم وعبدالله مكسور ومصطفى تاج الدين موسى وعوّاد علي و.. بالطبع، إسلام أبوشكير. غدًا يتبع، وبعد غد عود إلى كهفي. *** لا أعرف شيئًا عن رواية الفلسطيني عباد يحيى. أعرف أنني أدين منع الرأي ومصادرته. *** أعجب ممّن يبحث عن البلاغة في المجلّدات، وهي أمامه، في الطريق. دعونا نفرّق ما بين الدراسة والدرس. *** (حماتيات) سأودّعها كالعادة “لا تموتي بغيابي!”. أعرف أنها لن تفعل. نحات وكاتب من سوريا عاصم الباشا

مشاركة :