هواء يهب من جهة غرناطة بقلم: عاصم الباشا

  • 4/2/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

في هذا المنفى الباريسي نأمات تصلني في غرناطة، أغيب أنا لكنها لا تغيب.العرب عاصم الباشا [نُشر في 2017/04/02، العدد: 10590، ص(11)]الحب.. حيثما شئت الحبّ في باريس حيثما شئت، لكن اللامبالاة غالبة. *** أعياني الوقت ومزّقتني الأمكنة. لا أستطيع رؤية كلّ من أريد، وما أريد. اشتموهما، الوقت والأمكنة. واعذروني. *** فقير ذلك الذي يتغنّى بـ”وطن” وينسى أنه في كون. *** حكوا لي: تصادف في باريس غجرًا ورومانيين و.. يحملون ورقة كُتب عليها “عائلة سورية تحتاج للمساعدة”! لا يكتفون بقتلنا، بل ويستثمروننا. *** في تظاهرة الأمس سألتني فتاة “ماذا حدث لأنفك؟”. قلت “لا شيء، من نطح الجدران”. كان عدد الشرطة الفرنسية المسلّحة يفوق عدد المتظاهرين. *** تمشّيت مع صاحبي السريع فقال ملتفتًا إلى الخلف “أراك عصيّ المشي!”، أجبته “وظننت شيمتك الصبر!”. سبقني، لا يلوي. وهو محقّ. *** تمّ لقاء أول أمس، وفرحة لقاء الأصدقاء فارس الحلو ولويز عبد الكريم ونوري الجراح ومحمد الرومي بين آخرين، وبالأمس مسرحية ودردشة من إعداد “سورية حرية”، واليوم مسيرة والوقت قليل. لست وحدي في الحلم والأمل. وثمة عمل والتقيت بالأمس الصديق فوزي غزلان للمرة الأولى. كنت مع درعا. *** ومشيت بالأمس من ساحة “ريبوبليك” لغاية “معهد العالم العربي”. من يعرف باريس يدرك مدى ما عانته ساقي اليسرى. *** تنتهي غدًا زيارتي الباريسية. أعود إلى بيتي، حيث لا يُحظر التدخين سوى في غرف النوم. (Top of Form). عودة.. فحمّام شمس بعد رماد باريس. عاش الجنوب. *** في هذا المنفى الباريسي نأمات تصلني في غرناطة. أغيب أنا لكنها لا تغيب. *** التقيته وأنا أغادر عزلتي بينما كان عائدًا من الزحام. أومأ لي: “أنصحك بالعودة”. (حماتيات) تومئ لي “ها قد أرحتك.. عد إلى المشغل”. كانت تردّد في أيامها الأخيرة “لا فائدة من بقائي” فتعاجلها ابنتها “ألا تريدين رؤية ابنة باسم؟!”، فتبتسم. في اليوم التالي لولادة الطفلة رأت صورة الطفلة وتبادلت كلمات مع حفيدها باسم. كانت متألّقة، ألق حلاوة الموت الذي أغفاها بعد ساعتين. كانت مُقعدة تمامًا في سنتها الأخيرة، لكنّها كانت ترسم إيقاع البيت وعاداته. تركت فراغًا أشبه بمنحوتة. *** عندما تهبّ نسمة، ضجيج الأوراق اليابسة تعلو على حفيف الحيّة. *** أمّي لا تنتظر عيدها. تعرف أن كلّ يوم عندي عيدها، وبعض التانغو. *** أقصوصة سورية: استند على باب بيته المكشوف للقنّاص، وانتظر الرصاصة. *** لو كنت في “الوعر” لما خرجت، ولما كرّرت حيوَنة خروجي من يبرود. يبرود ليست لمن يمرّ بها. يبرود لصخور تبقى. *** إن كانت الغاية فكّ الحصار عن القابون فأنا موافق، أمّا غير ذلك فلا، لأن تدمير دمشق، كما غيرها، لا يُسقط أي نظام. كفى! *** ويفرحون باستئثارهم بلدًا خرِبًا ومليئًا بالقبور. لأنهم أولاد خراب وموت. نحات وكاتب من سوريا عاصم الباشا

مشاركة :