مثقفون بلا حدود / ثقافة المشروع ومراحل تنفيذه (1) - ثقافة

  • 2/20/2017
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

من السهل جدا أن تفكر في مشروع أو تجد مشروعا، ومن السهل جدا القيام به وتنفيذه وإنجازه، ولكن من الصعب جدا جدا جدا اختيار نوعية المشروع الذي يتوافق مع الوضع الاقتصادي، ويتواءم مع الحالة الاجتماعية والاستقرار الأمني. فنجاح المشروع أو فشله مرهون بمدى حاجة الناس له أو حاجة الدول له؛ لذا ينبغي وجود جهة متخصصة رديفة لمراقبة مراحل إنجاز أي مشروع، فهي التي توجه المشروع وتقوّمه، وهي التي تقيـّم المشروع بعمل مواز مع خطوات إنجازه؛ مذ كان فكرة إلى دخوله حيز التنفيذ، ثم متابعته لقياس مدى نجاعته ونجاحه. وهذه الجهة المتخصصة إن جاز لنا أن نسميها فهي لجنة متابعة المشروع، أو مركز قياس المشروع. الاهتمام بصاحب المشروعلم يعد الآن صاحب المشروع فردا واحدا، اليوم المشروع أصبح عملا جماعيا تقوم به الدولة بمؤسساتها، والمنظمات بإداراتها، على أن تكون المؤسسات أو الإدارات كلا لا يتجزأ، ومنظومة مكملة لبعضها؛ فمن الخطأ بمكان قصر النشاطات والمشروعات على إدارة معينة من الإدارات أو احتكارها من قبل أشخاص معنيين. لذا الاهتمام بصاحب المشروع مطلب مستحق، وتوسعة المشاركة تؤتي بثمارها الطيبة، وتضافر الجهود تعدّ سببا ومسببا في نجاح المشروع؛ سواء أكان ذلك بتبادل الخبراء والمستشارين أم بالأموال اللازمة، أم بالأيدي العاملة... وهكذا . المدة الزمنية... نحن- العربَ- متهمون بأننا لا نحترم الوقت أو لا نعير اهتماما للوقت حتى في مواعيدنا الشخصية، لعل من المؤلم أن تسمع شخصا إذا واعدته يقول لك وعدا إنكليزيا، علما بأن ديننا الحنيف حرص كل الحرص على احترام الوقت والالتزام بالمواعيد؛ فما بالك بمشاريعَ عملاقة ضخمة خصصت لها ميزانية كبيرة! لذا؛ عندما أقف عند جزئية الزمن ليس اعتباطا ولا عرضا؛ بل لأنني أدرك تمام الإدراك أهمية هذه الجزئية وتأثيرها في تقدمنا وحضارتنا ورقينا واحترام الآخر لنا، لأننا احترمنا أنفسنا باحترام الوقت- على الأقل- في ردم الفجوة الرقمية بيننا وبين الغرب المتقدم علينا بعشرات السنين في جميع المجالات. إن عجلة الزمن تؤرق كل مفكر أو مثقف لأنه يحمل هموم أمته العربية الإسلامية على عاتقه، ويأمل أن يرى لها مستقبلا زاخرا في خضم المتغيرات والمستجدات العصرية؛ فهو لا يريد أن يتغنى بالماضي التليد، إنما يريد أن ينجز بالحاضر ويفخر بالمستقبل؛ فمن الماضي نستلهم الحاضر، ومن الحاضر نبني المستقبل، وتحديد المدة الزمنية لإنجاز مشاريعنا ينعكس إيجابا على حياتنا اليومية وتعاملاتنا مع الآخرين. * كاتب وباحث لغوي كويتي fahd61rashed@hotmail.com

مشاركة :