الأسماء الموصولة من المعارف مثلها مثل أسماء الإشارة من حيث الإعراب، فهي دائما وأبدا - مبنية عدا المثنى منها فإنه يعرب إعراب المثنى، أي يرفع بالألف وينصب ويجر بالياء. والطالب في بداياته كثيرا ما يخلط بين الأسماء الموصولة وأسماء الإشارة، وهذه المشكلة تقع بالدرجة الأولى على عاتق معلم المادة؛ فمثل هذه الدروس يجب أن تدرس بالبطاقات الخاصة لكل طالب، بمعنى أن يطلب من الطالب عمل بطاقات صغيرة تحفظ بالجيب لأسماء الإشارة والأسماء الموصولة، ويتم التمرين عليها داخل الصف بالتمثيل والمسابقات، وحبذا تخصيص حصة لزيارة قسم الحاسوب لتدريب طلاب الصف على هذين الاسمين اسم الإشارة والاسم الموصول بواسطة (الكمبيوتر). والاسم الموصول: هو الاسم الذي يصل الكلمة السابقة بالكلمة اللاحقة سواء أكانت اسما أم فعلا. وسوف نطبق ذلك على أمثلة الكتاب المدرسي للمرحلة المتوسطة بدول الكويت: (إن تاريخنا الذي قرأناه، وتقاليدنا التي ورثناها، هما الأساسان اللذان نعتز بهما) - إن: حرف ناسخ مبني على الفتحة الظاهرة لا محل له من الإعراب، وهو ينصب المبتدأ ويسمى (اسم إن)، ويرفع الخبر ويسمى (خبر إن)، والحروف الناسخة هي (أن، إن، ليت، لعل، كأن، لكن)، وكلها ينصب الاسم ويرفع الخبر، وهذه قاعدة ثابتة في اللغة العربية لا تتغير مطلقا. - تاريخنا: تاريخـ: اسم (إن) منصوب بالفتحة الظاهرة فوق حرف (الخاء) آخر الكلمة، ـ نا: ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه، بمعنى أننا أضفنا التاريخ إلينا، فلم نقل تاريخ أوروبا أو تاريخ أميركا، بل قلنا تاريخنا. - الذي: اسم موصول للمفرد المذكر مبني على السكون في محل نصب صفة لـ (تاريخنا)، والصفة تتبع الموصوف، وقد يتساءل طالب هذه المرحلة بفطرة طالب العلم الناشئ فيقول: كيف يكون الاسم الموصول (الذي) صفة لـ (تاريخنا) و (تاريخنا) ليس معرّفا بـ (أل)؟ نقول له: إن النكرة إذا أضيفت إلى ضمير أو كلمة تعتبر معرفة، و (تاريخنا) أضيف إلى ضمير فاعتبرناه معرفة ونطلق عليه معرّفا بالإضافة مثل (باب الفصل) أو (بابنا) وهنا نقول تاريخ المسلمين أو تاريخنا. - قرأناه: قرأ: فعل ماض مبني على السكون الظاهر فوق حرف (الهمزة) آخر الكلمة؛ لاتصاله بـ (نا) الدالة على الفاعلين، نا: الدالة على الفاعلين: ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل، بمعنى أننا نحن الذين قرأنا هذا التاريخ وهذا يعني أننا من قام بفعل القراءة، أي نحن الذين ذهبنا إلى المكتبة وبحثنا فيها عن كتاب التاريخ الإسلامي، ثم قمنا بتصفح هذا الكتاب وقراءته، ه: الهاء ضمير متصل مبني على الضم الظاهر في محل نصب مفعول به، وهو يعود على (تاريخنا). - و: حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب. - تقاليدنا: تقاليد: اسم معطوف على (تاريخنا) منصوب بالفتحة الظاهرة على حرف (الدال) آخر الكلمة، نا: ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. - التي: اسم موصول للمفردة المؤنثة مبني على السكون في محل نصب صفة لـ (تقاليدنا)، فهي معطوفة على (تاريخنا) ومثلها في الإعراب. - ورثناها: ورثـ: فعل ماض مبني على السكون الظاهر فوق حرف (الثاء) آخر الكلمة؛ لاتصاله بـ (نا) الدالة على الفاعلين، ـ نا: ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل، أي: نحن الذين ورثنا هذه التقاليد، ها: ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به يعود على (تقاليدنا)، أي: ورثنا التقاليد. - هما: ضمير منفصل للمثنى المذكر والمؤنث الغائبيْن مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. - الأساسان: خبر مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى، والجملة الاسمية من المبتدأ والخبر (هما الأساسان) في محل رفع خبر (إن) الحرف الناسخ في بداية الكلام، ومعنى الكلام (إن تاريخنا وتقاليدنا هما الأساسان). - اللذان: اسم موصول للمثنى المذكر مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه ملحق بالمثنى وهو صفة لـ (الأساسان). - نعتز: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة فوق الحرف الأخير (الزاي)، لأنه بدأ بحرف من حروف المضارعة وهي (أ، ت، ن، ي)، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره (نحن) أي: نحن الذين نعتز. ومعنى «مستتر وجوبا» أي لا يجوز إظهاره؛ لأن الفعل (نعتز) يحتمل عدة أسماء أو مجموعة من الناس، فليس بمقدورنا ذكرها كلها. - بهما: بـ: حرف جر مبني على الكسرة الظاهرة لا محل له من الإعراب، ـ هـ: ضمير متصل مبني على الكسرة الظاهرة في محل جر بحرف الجر (الباء)، ـ ما: حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب علامة المثنى. * توضيح: قد يسأل الطالب: ما معنى مثنى وملحق بالمثنى؟ نقول له: المثنى الذي له صورة مفرد ويحافظ على هذه الصورة في حال تثنية هذا المفرد؛ مثال على ذلك: (قلم) مفرد. في حال التثنية بالرفع يصبح (قلمان) بزيادة ألف ونون، مع المحافظة على صورة المفرد كما هي، وفي حال التثنية بالنصب أو بالجر يصبح (قلمين) بزيادة الياء والنون، مع المحافظة على صورة المفرد كما هي. إذن لماذا قلنا عن (هذان وهذين وهاتان وهاتين واللذان واللذين واللتان واللتين) ملحقا بالمثنى؟ فـ (هذان وهذين) مفرداهما (هذا) و (هاتان وهاتين) مفرداهما (هاته) و (اللذان واللذين) مفرداهما (الذي) و (اللتان واللتين) مفرداهما (التي)؟ ما الذي تغير؟! نقول له الذي تغير هو صورة المفرد؛ ففي حال تثنية (هذا) دونما تغيير في صورة المفرد تصبح هكذا في حال الرفع (هذاان) وفي حال النصب والجر(هاذاين) و (الذي) تصبح (اللذيان) في حال الرفع، وفي حال النصب والجر(اللذيين) و(التي) تصبح في حال الرفع( اللتيان) وفي حال النصب والجر(اللتيين). لذا؛ ألحقناهما بالمثنى. * كاتب وباحث لغوي كويتي fahd61rashed@hotmail.com
مشاركة :