مثقفون بلا حدود / الصفة أو النعت في أمثلة الكتاب المدرسي (1 من 2) - ثقافة

  • 5/1/2017
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

إن أفضل طريقة لتدريس الصفة أو النعت هي الاعتماد على بطاقات صغيرة؛ بحيث نضع بطاقة الموصوف ثم نضع بطاقة الصفة ونرى مدى التوافق بين الصفة والموصوف، فالصفة تتبع الموصوف في كل شيء، فلو اختل عنصر من هذا التوافق لا يجوز أن نطلق عليها صفة، فقد تكون مضافا إليه أو حالا أو خبرا أو بدلا... إلخ، على سبيل المثال (شاهدتُ الرجلَ الكريمَ)؛ الموصوف (الرجل) والصفة (الكريم) لقد تم التوافق بين الموصوف (الرجل) والصفة (الكريم) في التعريف والإفراد والتذكير؛ إذن (الكريم) صفة لـ (الرجل). والصفة تتبع الموصوف؛ فالموصوف (الرجل) جاء في إعرابه أنه وقع مفعولا به منصوبا وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة فوق الحرف الأخير (اللام)، وكذلك الصفة (الكريم) جاء منصوبا وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة فوق الحرف الأخير (الميم). وهذا ما سوف نطبقه على أمثلة الكتاب المدرسي للمرحلة المتوسطة:(بنى لنا والدي منزلا جميلا، وأنشأ في الفضاء الذي حول المنزل حديقة كبيرة. فيها أشجار خضراء وأزهار طيبة)- بنى: فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة منع من ظهورها الثقل؛ لأن الفعل معتل ناقص، ومعنى معتل ناقص أن يكون آخره حرف علة، وحروف العلة هي (ا، و، ي).- لنا: لـ: حرف جر مبني على الفتح الظاهر لا محل له من الإعراب، ـنا: ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بحرف الجر (اللام). ونود أن نذكر الطالب الكريم بأن حروف الجر مبنية ولكن لا محل لها من الإعراب، أما الضمائر فهي مبنية ولكن لها محل من الإعراب؛ وهذا هو الفرق بين الاثنين في الإعراب.- والدي: والد: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة، وأصل الكلام (بنى لنا الوالدُ منزلا جميلا)، فـ (الوالد) فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة فوق الحرف الأخير (الدال)، ولكن حينما أضفتُ (الوالد) لي، فالذي بنى والدي أنا، ذهبتْ ضمة (الدال) وجاءت كسرة تناسب الحرف المفاجئ والطارئ الذي دخل على كلمة (والد) وهي ( الياء )، ي: ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. ولنا شرح واف في معنى «اشتغال المحل بحركة المناسبة» في مقال سابق.- منزلا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة فوق الحرف الأخير (اللام).- جميلا: صفة لـ (المنزل) منصوبة وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة فوق الحرف الأخير (اللام)، والصفة تتبع الموصوف، فالموصوف (المنزل) جاء مذكرا ومفردا ومعرفا بـ (أل)، والصفة (جميلا) جاء مذكرا ومفردا ومعرفا بـ (أل).- و: حرف عطف مبني على الفتح الظاهر لا محل له من الإعراب.- أنشأ: فعل ماض مبني على الفتح الظاهر فوق الحرف الأخير (الهمزة)، لعدم اتصاله بشيء، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره (هو) يعود إلى (الوالد) أي: الوالد هو من أنشأ. ومعنى مستتر جوازا؛ أي يجوز إظهاره وإخفاؤه، مثلما نقول:(أنشأ والدي في الفضاء..). فالجملة الفعلية هنا تتقبل إظهار الفاعل أو إخفاءه.- في: حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب.- الفضاء: اسم مجرور بحرف الجر (في) وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت الحرف الأخير (الهمزة). والفضاء هنا ساحة المنزل الخارجية.- الذي: اسم موصول مبني على السكون في محل جر صفة لـ (الفضاء). والأسماء الموصلة هنا تبين هيئة وحال الشيء الذي خلفته؛ فكأنها تصفه، أو كأنها هو، فهي تصلك به مباشرة كما تركته وراءها.- حول: ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة فوق الحرف الأخير (اللام)، على أنه مفعول فيه للفعل (أنشأ).- المنزل: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة تحت الحرف الأخير (اللام)، وما بعد الظرف يأتي مضافا إليه وهذه قاعدة ثابتة في اللغة العربية.- حديقة: مفعول به للفعل (أنشأ) منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة فوق الحرف الأخير (التاء المربوطة).- كبيرة: صفة لـ (الحديقة) منصوبة وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة فوق الحرف الأخير (التاء المربوطة)، والصفة تتبع الموصوف؛ فالموصوف (حديقة) جاءت نكرة ومفردة ومؤنثة، والصفة (كبيرة) جاءت نكرة ومفردة ومؤنثة.- فيها: فيـ: حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب، ـها: ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بحرف الجر (في)، وشبه الجملة الجار والمجرور في محل رفع خبر مقدم.- أشجار: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة فوق الحرف الأخير (الراء)، ولقد تأخر المبتدأ لأنه لا يجوز الابتداء بنكرة، وأصل الكلام (أشجار خضراء فيها).- خضراء: صفة لـ (أشجار) مرفوعة وعلامة رفعها الضمة الظاهرة فوق الحرف الأخير (الهمزة)، والصفة تتبع الموصوف؛ فالموصوف (أشجار) جاءت نكرة ومؤنثة وجمعا، والصفة (خضراء) جاءت نكرة ومؤنثة. ومن الجائز في جمع التكسير أن نصف الجمع بالمفرد. فـ (أشجار) جمع تكسير؛ أي في حال جمعها تكسرت صورة المفرد( شجرة) أصبحت حين جمعها (أشجار) فتم إضافة (أ) و ( ا) وتم حذف (ة)، وهي من الحالات التي تخالف فيها الصفة الموصوف.- و: حرف عطف مبني على الفتح الظاهر لا محل له من الإعراب.- أزهار: معطوفة على (أشجار) مرفوعة وعلامة رفعها الضمة الظاهرة فوق الحرف الأخير(الراء)، وأصل الكلام ( فيها أشجار خضراء وفيها أزهار طيبة ).- طيبة: صفة لـ (أزهار) مرفوعة وعلامة رفعها الضمة الظاهرة فوق الحرف الأخير (التاء المربوطة)، والصفة تتبع الموصوف؛ فالموصوف (أزهار) جاءت نكرة ومؤنثة وجمعا، والصفة (طيبة) جاءت نكرة ومؤنثة، ويجوز في جمع التكسير أن نصف الجمع بالمفرد، فـالموصوف (أزهار) جمع تكسير، أي في حال جمعها تكسرت صورة المفرد(زهرة) أصبحت حين جمعها (أزهار) فتم إضافة (أ) و ( ا) وتم حذف (ة)، وهي من الحالات التي تخالف فيها الصفة الموصوف.فائدة:نصيحتي لأبنائي الطلاب الكرام وأنتم مقبلون على الامتحانات ونحن ندعو لكم بالتوفيق والنجاح بإذن الله، نصيحتي أن تجمعوا هذه المقالات في كراسة؛ لكي لا نلجأ إلى الإعادة في كل مرة، ونستفيد من المساحة الصحافية الممنوحة لنا من جريدة الراي – مشكورة - لنطرح كل ما هو جديد ومفيد لكم، عودوا إلى المقالات السابقة واطلعوا على شرحنا حول معنى (اشتغال المحل بحركة المناسبة) وبعض مسائل الإعراب المبسط؛ فهذا الإعراب الدقيق والمفصل والمبتكر في طريقته وصيغته – أيها الطالب الكريم – قلما تجده في متون الكتب.* كاتب وباحث لغوي كويتيfahd61rashed@hotmail.com

مشاركة :