القوات العراقية تبدأ عملية استعادة غرب الموصل

  • 2/20/2017
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

البوسيف، العراق - (أ ف ب): باشرت القوات العراقية أمس الأحد عملية استعادة الجانب الغربي من مدينة الموصل والتي يتوقع أن تكون الأكثر شراسة في إطار المواجهات التي بدأت منذ أربعة أشهر لاستعادة ثاني المدن العراقية وآخر أكبر معاقل الجهاديين في البلاد. وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس الأحد بدء العمليات العسكرية لاستعادة غرب الموصل من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، على ما جاء في بيان أصدره مكتبه الإعلامي. وأفاد البيان «نعلن انطلاق صفحة جديدة من عمليات (قادمون يا نينوى) لتحرير الجانب الأيمن من الموصل»، ثاني مدن العراق. وتمكنت القوات العراقية من استعادة 11 قرية جنوب المدينة على الطريق إلى مطار الموصل، ما يشكل مرحلة جديدة في أكبر عملية عسكرية يشهدها العراق منذ سنوات. من جانبهم، يبدي مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية مقاومة شرسة للدفاع عن آخر معاقلهم في شمال العراق، والذي أعلن زعيمهم أبو بكر البغدادي منه دولة «الخلافة» عام 2014. وقال العبادي في بيانه «تنطلق قواتنا لتحرير المواطنين من إرهاب داعش لأن مهمتنا تحرير الإنسان قبل الأرض». وكان قائد عمليات «قادمون يا نينوى» الفريق الركن عبدالأمير رشيد يار الله أكد في وقت سابق استعادة خمس قرى. وأكد مراسل فرانس برس سماع دوي قصف مدفعي وجوي عنيف من تلال البوسيف قرب خط الجبهة على مسافة خمسة كلم من المطار. وقال العميد عباس الجبوري قائد قوة الرد السريع لصحفيين من فرانس برس «لقد حققنا أهدافنا حتى الآن، لقد دمرنا سيارتين مفخختين وقتلنا أكثر من 20 جهاديا». من جهته، قال مقاتل اسمه علاء إنه يتوقع أن يضاعف الجهاديون العمليات الانتحارية «لإيقاع أفدح الخسائر كونهم يعرفون أنهم سيموتون في كل الأحوال». وقال وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس الذي يقوم بزيارة لدولة الإمارات إن «التحالف يؤمن الدعم لهذه العملية». وأضاف أن «القوات الأمريكية تقوم بالدور الذي لعبته في شرق الموصل». وتابع الوزير «سنواصل تسريع جهودنا لتدمير الجهاديين» الذين على الرغم من النكسات التي تصيبهم، مازالوا قادرين على شن هجمات دامية في العراق. وقد تمكن تنظيم الدولة الإسلامية عبر هجوم شرس في يونيو 2014. من السيطرة على الموصل ومناطق واسعة في شمال وغرب العراق. وبدأت القوات العراقية في 17 أكتوبر، عملية واسعة بمشاركة عشرات الآلاف من القوات الأمنية بدعم جوي وبري من قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة. وأعلنت قيادة العمليات المشتركة في 24 يناير، «تحرير كامل» الجانب الشرقي من الموصل. واستغرقت العملية أكثر من شهرين، وشاركت فيها قوات عدة أبرزها قوات مكافحة الإرهاب. وبعد فترة توقف للعمليات، أصبحت القوات الأمنية أمام خطوة حاسمة وصعبة متمثلة باستعادة الجانب الغربي من الموصل حيث البلدة القديمة والشوارع الضيقة. وقال باتريك سكنر من مجموعة «صوفان» للاستشارات الاستخبارية إن المعركة في غرب الموصل «قد تكون أكثر صعوبة، مع معارك من منزل إلى آخر أكثر دموية وعلى نطاق أوسع». وستشكل الشوارع الضيقة للمدينة القديمة عائقا لمرور الآليات العسكرية التي تستخدمها القوات الأمنية، ما سيدفعها إلى خوض حرب شوارع. ويرى محللون أن الجهاديين قد يحظون في هذه المنطقة بدعم أكبر من السكان، وغالبيتهم من السنة. وأوضحت إيميلي اناغنوستوس من معهد دراسات الحرب أن «تنظيم الدولة الإسلامية قد يبدي مقاومة أكبر في هذه المنطقة، وسيكون من الأصعب، ولو أنه في غاية الأهمية، تطهير الموصل تماما من الشبكات (الجهادية) بعد استعادتها». ولا يزال الجهاديون ينفذون هجمات في المناطق التي استعادتها القوات العراقية، ما يعكس الصعوبة التي تواجهها القوات في رصد أي جهاديين قد يكونون اختلطوا بالسكان المدنيين. ورغم عدم حدوث موجة النزوح الهائلة التي توقعتها المنظمات الإنسانية مع انطلاق عملية الموصل قبل أربعة أشهر، إلا إن انعدام الاستقرار في شرق المدينة يهدد بنزوح كثير من السكان. وتحذر المنظمات الإغاثية من تدهور الظروف المعيشية في الجانب الغربي من الموصل، حيث يحتجز تنظيم الدولة الإسلامية نحو 750 ألف مدني. وقالت الأمم المتحدة أمس الأحد إنها «في سباق مع الوقت» من أجل بناء مزيد من المخيمات لإيواء النازحين مع بدء الهجوم لاستعادة غرب الموصل.

مشاركة :