طهران/أنقرة – تلوح في الأفق بوادر أزمة دبلوماسية بين إيران وتركيا على خلفية تصريحات للرئيس التركي رجب طيب إردوغان ووزير خارجيته مولود جاويش أوغلو اتهما فيها طهران بأنها تسعى إلى تقسيم المنطقة على أساس طائفي وقومي. واعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية تلك التصريحات غير بناءة واستدعت الاثنين السفير التركي لدى طهران وسلمته رسالة احتجاج. وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي إن إيران تتحلى بالصبر حيال السياسة التركية، لكنه أكد أن صبر بلاده قد ينفد. وأضاف "نعتبر تركيا بين جيراننا المهمين وتلقت قدرا كبيرا من دعمنا لها ولاسيما في أعقاب الانقلاب الفاشل الذي تعرضت له". وقال أيضا "نأمل في أن يتحلوا بالمزيد من الذكاء في تصريحاتهم تجاه إيران كي لا نضطر للرد". وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن مساعد وزير الخارجية الإيراني إبراهيم رحيم بور استدعى سفير أنقرة في طهران رضا هاكان تكين ليحتج رسميا على تصريحات إردوغان خلال زيارته للبحرين مؤخرا والتي قال فيها إن إيران تسعى وراء "التوسع الفارسي" في سوريا والعراق. وأشار إلى رفضه توجهات "البعض" لتقسيم سوريا والعراق وضرورة عدم البقاء مكتوفي الأيدي "أمام الظلم الحاصل هناك". وكان جاويش أوغلو قد قال في كلمة له خلال مؤتمر الأمن الأخير في ميونيخ، إن الدور الإيراني في المنطقة يزعزع الاستقرار. واتهم طهران بأنها تسعى لنشر التشيع في سوريا والعراق، داعيا لإنهاء الممارسات التي من شأنها زعزعة استقرار وأمن المنطقة. وترعى كل من تركيا وإيران إلى جانب روسيا محادثات سلام سورية في أستانا. وتقف أنقرة وطهران على طرفي نقيض من الملفين السوري والعراقي، حيث تعارض نظام بشار الأسد وتخوض منذ أغسطس/اب معارك في سوريا دعما لفصائل من المعارضة السورية التي تقاتل من أجل الإطاحة بالأسد. أما طهران فإنها تدعم الأسد ودفعت بمئات المقاتلين من المتطوعين ومن الحرس الثوري لدعمهم في قتال المعارضة.
مشاركة :