أغلب بيوت المبدعين العرب تعرضت للهدم أو البيع أو الإهمال، فيما كان يمكن استغلالها كمنابر ثقافية مختلفة الأنشطة ترسخ جو الألفة بدل التناحر والعنف، وتشيع التسامح والجمال بدل قبح الواقع الذي يستفحل في أغلب الأقطار العربية. فهدم منزل الشاعر التونسي أبوالقاسم الشابي في ظل صمت وزارة الثقافة التونسية أو التفريط في بيت أم كلثوم ليصبح عمارة، أو بيت عبدالحليم حافظ المهمل أو منزل محمد عبدالوهاب بالزمالك الذي تم التفريط فيه، وغيرها من البيوت التي طواها النسيان رغم خلود أعمال أصحابها. إن العرب اليوم في حاجة ماسة إلى مبدعيهم ومثقفيهم وكل ما يتعلق بهم، في زمن ينبئ بالمزيد من الانقسام والتدهور العام، وسببه في رأينا ثقافي قبل أن يكون اقتصاديا واجتماعيا، حيث ثقافة جلد الذات والدونية باتت بديلا عن ثقافة الأصالة والانفتاح والفعل. لذا فمن الضروري إعادة الاعتبار إلى المبدعين وكل ما يتعلق بهم لأنهم وحدهم الأقدر على تحقيق الإجماع حول روح الفن الجميلة من أجل خلق الجمال في الواقع المعيش.
مشاركة :