أصوات شعرية ونقدية في مهرجان للشعر العربي بمهدية تونس بقلم: محمد ناصر المولهي

  • 11/23/2016
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

أصوات شعرية ونقدية في مهرجان للشعر العربي بمهدية تونس سألت الشاعرة البولندية فيسوافا شمبورسكا كما سأل الكثيرون من قبلها ومن بعدها إن كان الشعر سيبقى حيّا. السؤال نفسه نطرحه اليوم في ظل طفرة التكنولوجيا وانتشار الكسل الذهني اللذين باتا سمة القارئ الذي لم يعد يبحث عن فكّ كثافة الشعر بقدر بحثه عن الحكاية البسيطة التي تلبي رغبة التسلية عنده. علاوة على هذا تناقص عدد القراء وجمهور الشعر خاصة. لكن الشعر مازال حيّا وسيظل وهذا ما تؤكده عوامل عديدة. العربمحمد ناصر المولهي [نُشرفي2016/11/23، العدد: 10464، ص(15)] طرح سؤال الشعر وعيا بأهمية الشعر ورهاناته الجمالية واللغوية العميقة والمؤثرة، تنظم وزارة الثقافة التونسية ممثلة في المندوبية الجهوية للثقافة بمحافظة المهدية التونسية الدورة الأولى لـ”مهرجان الشعر العربي بالمهدية”، وذلك في الفترة من 26 حتى 30 نوفمبر الجاري، بمشاركة عدد كبير من الأكاديميين والنقاد والشعراء من تونس وعدد من الدول العربية، يلتقون طيلة أيام الملتقى الأربعة للبحث في إشكاليات الشعر العربي من خلال طرح سؤال إشكالي هام وهو “لماذا الشعر اليوم؟”. يأتي هذا المهرجان الفتي للمرة الأولى من نوعه في محافظة المهدية محتفيا بالشعر العربي، في مزيج بين القراءات والجلسات النقدية الحوارية، حيث يستقبل عددا هاما من الشعراء والنقّاد والأكاديميين من تونس وفلسطين ومصر والإمارات العربية المتّحدة والبحرين والأردن ولبنان واليمن والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان والجزائر وليبيا والمغرب وسوريا وموريتانيا. تفتتح الدورة الأولى لمهرجان الشعر العربي بالمهدية السبت 26 نوفمبر الجاري بكلمة ترحيبية لكل من المنسقة العامة للمهرجان آمال جبارة، ووزير الثقافة التونسي محمد زين العابدين، تليها كلمة للناقد السوري صبحي حديدي، ممثل الضيوف العرب، ليقع بعدها تكريم ضيف الدورة الناقد والشاعر المغربي محمد بنيس، لتلي ذلك أمسية شعرية افتتاحية. وتبدأ ثاني أيام المهرجان الجلسات العلمية بعنوان “لماذا الشعر الآن؟”، تتخللها قراءات شعرية للشعراء ضيوف المهرجان، تختتم بحفل موسيقي فولكلوري، لما لمحافظة المهدية من تراث فني وحضاري عريق، لتتمازج طيلة أيام الملتقى الأماسي الشعرية والندوات العلمية والحفلات الموسيقية. وسعيا إلى الانفتاح على فضاءات وأماكن مختلفة من محافظة المهدية لا يثبت المهرجان بفعالياته في مكان واحد، إذ تتنوع فضاءات أنشطته بين المدن التابعة للمحافظة، فتقدم بعض الأماسي والندوات بين المكتبتين الجهويتين بالمهدية، وكذلك بمدينة قصور الساف، إضافة إلى المتحف الأثري بمدينة الجم ومنتزه مدينة الشابة. ووفق منظمي التظاهرة فإنه من الضروري اليوم طرح سؤال الشعر، في عصر تغيرت فيه منظومة المعرفة وأقانيمِها وشعبها، وتغير فيه الإنسان مشدودا إلى إكراهات الواقع وتأثيراته العنيفة، سوسيولوجيا وأيديولوجيا ونفسيا. وهذا بعض من مسوغات انعقاد هذا المهرجان بندواته العلمية ومنابره الحوارية المتخصصة وأمسياته الشعرية، اهتماما بماهية الشعر أولا، وبتقنيات هذا الفن ثانيا، وبتعيين ما قد ينهض به من وظائف، مساهمة في رصد مساراتها أو لفت انتباه الباحثين إلى الكثير من القضايا والمواضيع الكامنة المهملة، على أهميتها وكبير تأثيرها في المسيرة الإبداعية العربية. كما أكد منظمو المهرجان أنه في واقع معرفي وجمالي باتت تحكمه شبكات الإنترنت والصورة والآلة والتقنية، عصر يرفع شعار “الجدوى” و”البراغماتية” بمُختلف تشكلاتهما، وسط هذه الدوامة الإشكالية بات ملحا طرح إشكالية الشعر العربي بين الوظيفة والتلقي خاصة. وليس طرح سؤال الشعر بمنأى عن بقية الإشكالات الحضارية التي خلقها عصر العولمة، حيث السؤال في الشعر هو سؤال في فن من أقدم الجماليات، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى سؤال الشعر يعيد إلينا سؤال اللغة، اللغة التي لا نبالغ إن قلنا إنها أرقى اكتشافات الإنسان، حيث تعددت وجوه اللغة اليوم، لكنها باتت تفقد شيئا فشيئا الجانب الجمالي، في زمن باتت فيه الآلة هي كل شيء، وأصابت كل شيء بصدئ الكسل والخمول وضياع الماهيات والهويات، الذي يؤدي بدوره إلى فوضى العنف والحروب. وعميقة أكثر إشكالية الشعر واللغة والفن والجمالية اليوم. وبما أن الفن خاصة يبقى الأكثر إثارة للجدل، فقد سعت هيئة المهرجان إلى تنسيق لقاءات بين شعراء من مدارس شعرية مختلفة، ونقاد مختلفي الرؤى والمدارس، حيث يسعى المهرجان إلى خلق جو سجالي يرقى بفن الشعر في جو من أمسيات شعرية ثرية بتجارب لشعراء مختلفي المشارب الجمالية. :: اقرأ أيضاً قاص تونسي يصنع من الموت موضوعا ساخرا ومسليا كتابة القصة ليست تمرينا على كتابة الرواية رواية كويتية تتجول في بلدان أفريقية طواف فرنسا يطرح سؤال الهوية الهجينة

مشاركة :