الشارقة: أحمد راغب خلف القضبان وجوه كثيرة منها ما يبدو أن العمل الإجرامي سمة بارزة لأصحابها الذين اعتادوا ارتكاب الجرائم بتعدد أنواعها، ولا شك في أن الدوافع كثيرة فكل له أسبابه، ومنهم من أصبح يمتهن هذا العمل، حتى وقع في قبضة العدالة، وفي المقابل هناك وجوه تبدو عليها البراءة، ولا يكاد أحد يشك في إجرامها، إلّا أن كثيرًا منهم في أعمار صغيرة، وقعوا ضحايا لرفقاء السوء، لذلك لا يكفي العناية بالتربية على الأخلاق الحميدة، فرفقاء السوء قادرون على محوها، لذا فلنحرص على متابعة الأبناء جيدًا ومعرفة من هم أصدقاؤهم. شاب يبلغ من العمر 16عامًا، وهو طالب في الصف التاسع ذو أخلاق حميدة وملتزم دينياً، تعب أهله في تربيته ليكون معيلاً لهم، وليشق طريقه نحو التفوق والنجاح، كما أن عائلته تسعى لتوفير الحياة الكريمة لأبنائها بالكسب الحلال، ولكن رفقاء السوء أوقعوه وتمكنوا من تغيير الطريق التي رسمها له أهله، فقد تعرف الطالب إلى عدد من الزملاء في صفه، وكان يجلس معهم للمذاكرة ومتابعة الدروس اليومية، فلم يكن حديثهم يخرج عن نطاق الدراسة والمذاكرة والمستقبل الجيد، وكان ذلك يؤخره إلى ساعات من الليل ثم يعود إلى منزله، وكان برنامجه أن يذهب لهم في المساء، وفي الصباح يذهب إلى المدرسة، وذات يوم أخبره أحد زملائه بعدم نيته الذهاب إلى المدرسة، فهو يود تغيير الروتين اليومي بالذهاب للتنزه، فوافقه الطالب بدافع التغيير وحب المغامرة وبالفعل ذهب معه. خلال التنزه دعاه صديقه لتدخين سيجارة فاستجاب بدافع التجربة، وتكرر الأمر حتى أصبح عادة يومية، وعند عودته إلى البيت وبسؤاله من قبل الأهل عن أسباب تأخره، كان يجيب بأنه يدرس مع زملائه، وبعدها تطورت الأمور كثيراً فانتقل من التدخين لتعاطي المخدرات، واعتادها لشعوره بالراحة على حد تعبيره.. تلك الراحة الزائفة التي تدمر حياة الكثير، ولأن رفقاء السوء لا مأمن لهم ستصبح الأمور أكثر سوءًا مما هي عليه. ذات مرة رافق الطالب صديقه في أحد الأماكن العامة وأثناء التنزه، وجدا سيارة فيها مبلغاً من المال وجهاز كمبيوتر محمولاً، وحينها بدأ تفكيرهما في سرقتها، وأشار إليه صديقه بفتح باب السيارة، وبالفعل حصل ما خططا له وسرقا المال المقدر ب 26 ألف درهم والجهاز المحمول وغادرا المكان، وأثناء توجههما إلى المنزل وجدا سيارة أخرى متوقفة فقاما بسرقة ما وجدا داخلها، وأثناء توجههما إلى المنزل وجدا سيارة الشرطة في الطريق فألقيا المسروقات جانباً ولاذا بالفرار، ظناً منهما أن السيارة تبحث عنهما، وهو ما لفت انتباه رجال الشرطة فتولوا ملاحقتهما، وتم إلقاء القبض عليهما، وتم فصلهما من المدرسة لتجاوزهما أيام الغياب المسموح بها في المدرسة، وبالتحقيق معهما تبين تعاطيهما المخدرات واعترفا بجريمتي السرقة، وتم تقديمهما للمحكمة التي قضت بحبسهما.
مشاركة :