السفسطة الكويتية...! - مقالات

  • 2/26/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تعجبني الجوانب الفلسفية لأنها تبحث عن الحقيقة لكن بعد متابعتي للأحداث الأخيرة التي شهدتها الساحة الكويتية، تذكرت كلمة «السفسطة» التي ظهرت نحو عام ٤٩٠، حينما كانت الفلسفة اليونانية في عز إزدهارها.فالسفسطة جاءت بموضعين حسب معانٍ وضعت لها٬ الأول وكأنها موافقة للمنطق وتحاول العمل بمنهج سبل الإقناع ليتفق الطرف الآخر مع رأيك٬ والمعنى الثاني قيل بأنه جحود الحقائق الموجودة بالتمويه والتلبيس.في الأيام الأخيرة وبعد أن نشرت مقطع على «اليوتيوب» عن تصميم مستشفى العدان ردا على ما نشر في إحدى الصحف بداية الشهر الجاري بأن لا أوامر تغييرية على مشروع المستشفى الجديد٬ وبعد استقالة وزير الصحة وردود الأفعال حوله، شعرت بأن ما يقال في مجتمعنا وما يثيره بعض النواب حتى في موضوع الإيداعات المليونية، إنما هو «سفسطة» فيها جحود للحقائق الموجودة بالتمويه والتلبيس لأن صراع الأجنحة قد بلغ مداه.لذلك٬ سنأخذ المعنى الأول من السفسطة الذي فيه موافقة للمنطق عبر مجادلة بالوقائع المستقاة من واقعنا الجميل غريب الأطوار.وزير الصحة د. جمال الحربي لا يستطيع العمل مع وكيل وزارة الصحة، وإن القضاء على الفساد يأتي عبر إقصاء بعض القيادات... لكن السؤال «السفسطي» هنا هو: لماذا لا يتم تحويل حالات الفساد مدعمة بالمستندات والاتهامات إلى النيابة العامة؟ حتى النواب بما فيهم نواب الخامسة، رغم أننا طالبنا في مقال سابق وعبر «تويتر» بأن يوجهوا سؤالا لوزير الصحة والجهات الرقابية حول اختلاف تصميم المستشفى الجديد... لكن لا شيء من هذا القبيل قد حصل: فأي «سفسطة» يندرج هذا الصمت تحتها؟تخيل لمجرد التخيل أنك إنسان صالح لا يقبل نماذج الفساد وتحاول أن تفهم ما يدور من حولك٬ ماذا تستنتج بربك من الأحداث؟الكل يحاول إقناعنا بأنه هو الصالح ويكافح الفساد؟ وهو طبيعي جدا في ظل تمسكنا بالتيه القيادي والاجتماعي والسياسي لاننا إلى هذه الساعة لم نجد حالة فساد عوقب مرتكبها؟هل نحن قوم لا نميز بين «المستقل» الصالح وبين كل قيادي يقف من خلفه أشخاص متنفذون؟أمر عجيب تشبع من قائمة «سوء الفهم التراكمي» الذي فصلنا في جوانبه في مقال سابق٬ لكن المسألة لم تعد مسألة سوء فهم تركمي... إن الذي نعيشه تزاحمت فيه المصالح وأصبحت رموز الفساد المستترة لا يعنيها ما يحصل كمؤشر على «قوة عينهم»، وهو ما أثار موجة من الاستياء بين مكونات المجتمع الكويتي ووصلت حالة الاستياء إلى درجة الغليان!الشاهد أنك إذا أردت أن تتقلد منصبا أو تصبح نائبا فلا بد لك من بحث أولي يوصلك عبر متنفذ يدعمك ومن ثم تصل إلى ما تريد... وتستمر الأحوال على ما هي عليه! هذه السفسطة الكويتية بكل ما تعني الكلمة من معنى... وكل ما تقع عيناك عليه إنما هو للتمويه والتلبيس الذي يجحد الحقائق ولهذا السبب استمرت حالة الفساد فلا لوائح ولا نظم ولا قوانين ولا أخلاق تحكم الممارسات، ولوحظ تراجع معظم المؤشرات العالمية لدرجة أنك إن أردت مقابلة قيادي بارز فأنت بحاجة لنائب أو طرف له «معرفة وميانة» توصلك لطرح موضوعك وتبقى نتيجة المقابلة معتمدة على مستوى الإرتياح، فإما أن تخرج مبتسما أو تجد الرد في عبارة «ما يصير... هذا مخالف للوائح»!أي لوائح؟ أي إجراءات؟ أي منطق نحن نتحدث عنه؟ وأي قانون؟إذا استطعت أن تجيب على هذه التساؤلات وإن أضحت مكشوفة «مصلعة» في السنوات الأخيرة٬ فأنت إذن ولله الحمد ما زلت تمتلك بقايا ذرة من عقل سليم نحن قد افتقدنا إفرازاته: أظن المقال واضح والله المستعان.terki.alazmi@gmail.comTwitter: @Terki_ALazmi

مشاركة :