في تلك القرى والهجر المتباعدة في المنطقة الوسطى الرياض, يعيش كبار السن وصغارهم في هدوء وطقس روحاني وعادات اسرية جميلة يفتخر بها كل اطراف الوطن نتيجة البعد عن المدنيّة المزعجة, ولهذا هم مقتنعون بأن تلك المدن الصغيرة الهادئة وما تحتويها من اراض زراعية ومسافات متقاربة هي الحياة الاكثر قربا للإنسان في زمن تهافت الامراض العصرية كالضغط والسكر؟ سمو امير الرياض الامير خالد بن بندر وعضده سمو النائب الامير تركي بن عبدالله ابدعا في نهج جميل حينما اولوا هؤلاء الساكنين في تلك القرى والهجر اهتماما كبيرا بالوصول اليهم في قراهم وهجرهم ومدارسهم واماكن ملتقياتهم. هنا ليس فيه جدال حينما تكون النظرة شمولية في ان الامير ونائبه ارادا في تلك الجولات التعرف عن قرب في مدى تحقيق الرفاهية لهم وفق المعطيات المرتبة مسبقا لدى كل قطاع والتعرف على اوجه القصور ولإهمال عند بعض القطاعات في تلك القرى؟ المميز ليس فقط الجولات الشعبية التي فصل فيها البروتوكول بين الامير والشعب فلم تكن هناك حراسات ولا مراسم مشددة تعيق تلك النظرة الابوية التي غلب عليها التواضع بين (خالد وتركي) بعيدا عن الالقاب, فحسن العمل واجاد التوافق بين هذين المتواضعين ومرافقيهم في تلك الجولات, نعم ابدع امير الرياض وسمو نائبه في تثقيف الناس المتعالية على المنصب والمحتاجين اليه , نعم ابدعا في توثيق العلاقة بين المسؤول الاول والثاني في المنطقة وبين تلك الحشود من المواطنين وابنائهم في توثيق عرى التواصل المستمر وتحقيق ما امكن من المطالب الخاصة والعامة, ودفع المشاريع المتعثرة لتكتمل صحوتها للناس ؟ فشكراً لهما . الابداع هنا شمل مرافقي الامير امنيا واداريا فلم يعرف اثناء جولاتهما ان احدا تضايق او لم يتمكن من القرب للأميرين سلاما او مفاهمة بل انهما وسعا الخاطر وتبسما في اوجه الناس وهذا ما نريد. عدوى التواضع والتلطف شمل المراسم المرافقة لسموهما فكانوا يتعاملون مع كبار السن والاطفال وغيرهم بأريحية جميلة ورائعة والشواهد كثيرة ومشاهدة من تلك الادارة المتميزة التي تحتوى نخبة ادارية متفهمة تتعامل مع البشر بكل (أدب). وحتى تكتمل النظرة لتلك الجولات فان سمو الامير ونائبه يتفهمون الحاجة الملحة لهؤلاء في بعض المتطلبات فيصغون بإسهاب لتك المطالب ويسمعون ويوجهون. هذه الشمولية الادارية والسلاسة في العمل اليومي جعلت من تلك الجولات تميزا فائقا نحتاجه كل يوم من كل وزارة وقطاع خدمي بعيدا عن التشنجات والبيروقراطية, فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله. دمت وطني بخير..