بابتعاد أو «إبعاد» محمد بنيان عن جهاز كرة القدم في نادي القادسية، يتضح بأن ثمة عرقلة متعمدة وفي وقت حرج جدا من مشوار «الأصفر» في «دوري فيفا».بنيان كان «ضمير» الفريق والشخص الذي أبقى على تماسكه وأبعده عن «كودة» مشاكل مالية وصراعات وضعف إداري فاضح، ومعضلة انتقال أبرز اللاعبين إلى أندية محلية وخليجية.ضحى بالكثير من جهده وصحته ووقته وراحته في سبيل فريق نادٍ أحبه وعشقه كي يبقى واقفا على رجليه ولا يتأثر بفوضى وتخبط على المستوى الإداري لم يمر بهما مجلس إدارة منذ عشرات السنين، وهو الأمر الذي قضى على معظم فرق النادي وأضعف فرصتها في المنافسة على الألقاب، واستعادة كأس التفوق الهارب من خزائنه منذ أكثر من خمسة مواسم متتالية.تقدم بنيان باستقالته من جهاز الكرة وتبعه زميلاه عبدالله الحقان وزياد الشطي في وقت قاتل من مسيرة القادسية في موسم هو الأسوأ على مستوى الأداء والنتائج، بعد أن اعتادت جماهيره على البطولات والألقاب والاحتفاظ بكأس التفوق العام منذ انطلاقته.ثمة حال من الإحباط والخذلان «حاشت» بوعبدالله الذي تحمل الكثير الكثير... من أجل عيون القادسية.رجولة بنيان ومواقفه الشجاعة ودفاعه المستميت عن فريقه ولاعبيه في مختلف وسائل الإعلام في ظل مشاكل إدارية وفنية وعثرات وانتكاسات لو مرت على أي فريق آخر لانهار، هو ما منحه «صبر أيوب».هو موقف لا يتحمله إلا الرجال، ويسجل بماء من ذهب في حق شخص أثبت أنه يحب القادسية «من قلب».لم يبحث عن مصلحة مالية ولا بروز ونفاق إعلامي ولا كرسي ومنصب زائل، بل ضرب مثالا في العمل والتفاني كي «لا يطيح» فريقه، ولكن للأسف هناك من كان يسعى، بعلم او جهل او تعمد، الى زعزعة أركان القادسية نتيجة سوء إدارة لم ولن يمر في تاريخ «القلعة الصفراء».مجلس إدارة النادي الذي أشغل نفسه بأزمة الصراع الرياضي المحلي والدولي هو من كان يجب أن يبتعد ويذهب، لا بنيان وربعه. ومن لا يستطيع ولا يتحمل وزر إدارة النادي، عليه أن يرحل ولن يكون مأسوفاً عليه.نادي القادسية في خطر وهو ينهار إداريا وفنيا، و»يطلع علينا» البعض كي يحمّل الحكومة والهيئة العامة للرياضة ووسائل إعلام مسؤولية فشل أربع سنوات من عمر مجلس إدارة «جاب الأصفر الى الوراء» ودمر تاريخاً من الإنجازات والبطولات.