مجلس إدارة نادي الكويت مثال حي للإدارة الاحترافية على أعلى مستوى تفتقر لها كل الإدارات الرياضية في أغلب الأندية المحلية الأخرى مع احترامنا الشديد لها. فإدارة العميد على مستوى جميع الألعاب الرياضية وفي مختلف المراحل الأولى والسنية تعطي دروسا مجانية لأصول فن الإدارة. نادي الكويت نموذج مصغر لنادي محترف كامل الدسم رغم الدعم الحكومي الذي يصله وهو دعم لا يغطي ولو جزءا بسيطا للنهضة الفنية التي تشمل جميع الألعاب الرياضية التي يمارسها. النادي كان يحتل المركز الثاني عشر في ترتيب الأندية المحلية في كأس التفوق الرياضى عام 2003 وهو اليوم مسيطر على المركز الأول خلال الأربع سنوات الأخيرة وفي طريقه للاحتفاظ باللقب للعام الخامس رغم كل مؤامرات بعض الاتحادات وعلى رأسها اتحادا كرة السلة والطائرة لعرقلة تفوق الكويت من خلال توصيات ومطالبات من أندية فاشلة بوقف الاعتماد على اللاعب المحترف الأجنبى لمصلحة أحد الأندية. ورغم ذلك واصل «العميد» تفوقه وحقق بطولة كأس اتحاد الطائرة بعد غياب 35 عاما، وحصد بطولة دوري السلة بجدارة. الإدارة الجيدة تصنع مستوى وتفوقا وتميزا وتخلق إبداعا فنيا، فاللاعب لديها هو الأساس وهي من تسيطر عليه وتتحكم به وليس كما يجري في بعض الأندية الضعيفة إداريا ،اللاعب فيها هو الذي يفرض آراءه ورغباته على مجلس إدارته حتى وصل الحال إلى أننا بتنا للأسف لاعبين «يطيحون» بمدربيهم رغم أنف إدارة ناديهم !!. فوز الفريق الكروي الأول بالنادي «الأبيض» ببطولة دورى «فيفا» لم يأت صدفة وبالحظ بل كان وراءه مجلس إدارة وجهاز إداري على أعلى مستوى نجح بكل امتياز في تهيئة كل الأجواء النفسية والذهنية للفريق من أجل إيصاله إلى مرحلة متقدمة من المنافسة على اللقب رغم ابتعاده عن الصدارة حتى الجولة قبل الأخيرة من الدوري الأكثر إثارة منذ سنوات. ابتعدوا عن التصريحات الانفعالية واستفزاز الفرق المنافسة ،حافظوا على اللاعبين وابعدوهم عن الشحن الإعلامي والجماهيري. ورغم فارق النقاط الخمسة الذي كان يفصلهم عن المتصدر العربى إلا أن الإدارة الاحترافية في «العميد» حافظت على تحفيز اللاعبين بهدوء ودون ضجة وبهرجة إعلامية ونجحوا في خطف الصدارة من الزعيم ومن ثم خطف لقب البطولة منه ليحقق «الكويت» المعادلة العادلة ويبصم على أن الإدارة العاقلة الفاهمة والواعية غالبا ماتهيئ أجواء الفوز والانتصار. مبروك بطولة الدوري للعميد الأكثر جاهزية ونجومية وصاحب النفس الطويل.
مشاركة :