الرهان على الوقت لا يحل المشكلات - سهام عبدالله الشارخ

  • 7/29/2013
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

غير مقبول أن تبقى المشكلات العميقة التي تمس حياتنا اليومية سنين طويلة بلا حلول، وتظل المناقشات تثار حولها من وقت لآخر، ثم تختفي بلا نتيجة، رغم مردودها السلبي على الفرد والمجتمع. لا يخفى على أحد المشكلات المتعلقة بالمواصلات التي تعانيها المرأة، وما تواجهه من صعوبة في تنقلاتها، ومايشكله ذلك من ضغط نفسي وتقييد لحركتها وإضرار بمصالحها ومصالح أسرتها خصوصا بالنسبة للمرأة العاملة، وندرك التأثيرات النفسية والمادية والاجتماعية المترتبة على هذا الوضع في ظل انعدام وسائل المواصلات العامة المناسبة وعدم توفر الحلول البديلة،إلى جانب ما تكابده العائلات في سبيل الحصول على سائق وتحمل تبعات ومسؤوليات وسلبيات وجوده في المنزل، ومع كل ذلك تبقى قيادة المرأة السيارة موضوعا مربكا وشائكا ومثيرا للنقاش السجالي الذي لا يحقق أي فائدة!! وهنا أتساءل مالذي يجعل مشكلة حيوية كهذه تستمر عقودا ولا يتخذ فيها قرار؟ أليس هذا دليلاً على أنها لا تؤخذ بالجدية المطلوبة رغم أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الخطيرة؟ لو أن النخب الواعية المثقفة تحملت مسؤوليتها بالطرح والمناقشة الجادة الصريحة التي تساهم فيها كل الأطراف، والتي تبرز مساوئ استمرار الوضع على المدى البعيد، وسلبيات النظرة إليه من زاوية ضيقة وعدم جدوى الحلول الجزئية التي تفاقم الوضع مع مرور الزمن، لكنا وصلنا إلى نتيجة، خصوصا في ظل توجهات خادم الحرمين الشريفين الإيجابية والداعمة للمرأة. لنترك الحديث عن الخصوصية وتكريم المرأة وصونها والخوف عليها لسبب بسيط أن ما تتعرض له الكثير من النساء بسبب صعوبة المواصلات أبعد ما يكون عن صونهن وتكريمهن، والحجج التي تساق لتبرير استمرار الوضع لا تستطيع أن تصمد أمام أي مناقشة علمية. إن المراهنة على الوقت وتغير الظروف لن يحل المشكلة، فكل القرارات التي لها علاقة بالمرأة والتي سيترتب عليها تغيرات إيجابية اجتماعية واقتصادية وصحية، بدءا من الرياضة ومرورا بقيادة السيارة التي تركبها وانتهاء إلى غيرها من الحقوق المسلوبة يجدر أن تتخذ بلا تباطؤ، وتأجيل البت فيها يعكس لا مبالاة، وعدم قدرة على رؤية الصورة الكلية. قبل فترة أقيم في متحف كارنيجي العريق في مدينة بتسبرغ الأمريكية معرض لروائع الآثار والنقوش الإسلامية في بلادنا، يهدف إلى التواصل الثقافي السلمي وهي مبادرة مشكورة، وكانت الرسالة التي حملها المعرض أن الإسلام لم يأت إلى بلد خال من الحضارة، وهو دين لا يرفض الآخر.. ما أجمل أن ننقل يوما للعالم أيضا أن المرأة التي تشكل نصف المجتمع تحظى بالاحترام الذي تستحقه!!

مشاركة :