مسيحيون امام الكنيسة الانجلية بالاسماعليةالمفكر القبطي قال لـ«المجلة» إن منابع الإرهاب موجودة في مؤسسات تعليمية وثقافية القاهرة: خالد أبو الروس قال جمال أسعد، المفكر القبطي وعضو مجلس الشعب السابق في مصر، لـ«المجلة» إن استهداف الأقباط على يد تنظيم داعش في سيناء، يهدف إلى إحراج النظام المصري وزيادة الضغوط عليه. وأضاف أن ما يحدث في سيناء من تهجير للأقباط علي يد «داعش»، ليس بجديد، لأن هناك واقعا محددا وفكرا منظما تسير به الجماعات المتشددة وعلى رأسها «داعش»، للضغط على النظام في مصر، باعتبار أن الأقباط هم الحلقة الأضعف.جمال أسعد وأوضح أسعد أن الكثير من الوقائع المماثلة حدثت من جماعات متشددة في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي حينما كانت هناك مواجهة بين الجماعة الإسلامية في مصر ونظام الرئيس الأسبق حسني مبارك… «كان، عندما يتم الضغط على الجماعة أمنيا، تلجأ إلى الحلقة الأضعف، وهي الأقباط، حيث كانت الجماعة تعتدي على الكنائس والممتلكات الخاصة بالأقباط من منطلق تكفيرهم، ومن منطلق آخر يهدف إلى الضغط السياسي على نظام مبارك لإحراجه بدعاوى أن النظام لا يملك الدفاع عن المصريين». وقال أسعد: «رأينا في السياق نفسه أن العملية لا تقتصر على الجماعات المتطرفة فقط، ولكن شاهدنا المظاهرات التي تمت حينما أعلنت إحدى السيدات القبطيات في عام 2010 إسلامها، ثم تراجعت. وأضاف أنه خلال تلك الواقعة أصدر تنظيم القاعدة في العراق بيانا هدد فيه الكنيسة المصرية، بأنه إذا لم تعد تلك السيدة إلى المسلمين، سيكون هناك عمليات إرهابية وتفجيرات في مقرات التجمع المسيحية، وبعدها بشهور قام بتفجير كنيسة القديسين في الإسكندرية». وأضاف أسعد: «وفي السياق نفسه وجدنا تنظيم داعش، في اليوم التالي لتفجيرات الكنيسة بالعباسية، في العاصمة، أواخر العام الماضي، يعلن عن تبنيه لهذه العملية. ثم تطور الأمور بعد الضغوط الأمنية في سيناء وبالذات في منطقة جبل الحلال، من قبل القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، وتحقيق أهداف تصيب التنظيم في مقتل، جعله يتجه إلى نفس الحلقة الأضعف وهي الأقباط، ليستخدمهم كورقة ضغط ضد النظام، للخروج من أزماته». وقال إن «داعش» استخدم مقولات تسئ للإسلام أطلقتها إحدى «الشخصيات القبطية الموتورة»، من أجل شحن الرأي العام الإسلامي ضد الأقباط، ولتبرير العمليات ضدهم، مشيرا إلى أن أحد أهم أسباب استهداف الأقباط في السنوات الأخيرة، وجود ممثلين لهم في تحالف إسقاط حكم جماعة الإخوان لمصر. وتابع موضحا أنه من الخطأ قيام الكنيسة المصرية بالتدخل السياسي في شؤون الأقباط، لأن هذا أمر «ساهم بشكل كبير في عزل الأقباط عن السياق المجتمعي». واستنكر أسعد التصريحات التي تتم من القيادات الكنسية حول أحداث التهجير الأخيرة، لأنها «تؤكد أيضا التدخل في السياسة، بما يرسخ رعاية الكنيسة، لا رعاية الدولة، للمواطنين». وأكد أسعد أن المواجهة الأمنية للإرهاب غير كافية، قائلا إن «السبب في ذلك وجود منابع له في مؤسسات تعليمية وثقافية بالإضافة إلى الخطاب الديني، وأيضا الفقر»، وأن الأمر «يتطلب وضع حلول جذرية لهذه الأزمات من أجل مواجهة الإرهاب والانتصار عليه».
مشاركة :