"حياة ثانية" مسلسل كويتي يحبس أنفاس المشاهدين بقلم: ناهد خزام

  • 3/2/2017
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

حياة ثانية مسلسل كويتي يحبس أنفاس المشاهدينلقاء يتم بمحض الصدفة بين شخصيتين مختلفتين تمر حياتهما بظروف معقدة، ماذا يحدث حين تتشابك تفاصيل حياتهما معا؟ هل يسفر الأمر عن حلول للمآزق الكثيرة التي يتعرضان لها؟ أم ستتعقد حياتهما بفعل هذا اللقاء؟ انطلاقا من هذه الإشكالية يواصل المسلسل الكويتي “حياة ثانية” المعروض حاليا على شاشة "إم بي سي 1" حالة التشويق وحبس الأنفاس التي صاحبت حلقاته الأولى.العرب ناهد خزام [نُشر في 2017/03/02، العدد: 10559، ص(16)]شخصيات مركبة في عمل مثير يستمر الاشتباك بين الشخصيات داخل المسلسل الكويتي “حياة ثانية” الذي تعرضه شاشة “إم بي سي 1” على نحو متصاعد نجح في جذب انتباه المتابعين، ليؤكد للمشاهد في كل حلقة أنه أمام عمل خارج عما ألفته الدراما الخليجية من أعمال اجتماعية. واعتمد “حياة ثانية” الذي أخرجه محمد القفاص ومن تأليف علاء حمزة، في الأساس على الطابع الاجتماعي، إلا أنه لا يخلو أيضا من الرومانسية والإثارة البوليسية والألغاز والشخصيات المركبة التي تجسدها كل من هدى حسين وتركي اليوسف وهبة الدري ونور الغندور وأسيل عمران وعبدالله الطراروة. تبدأ أحداث المسلسل بعودة الكاتبة والناشرة “مشاعل” التي تلعب دورها الفنانة هدى حسين، من رحلة عمل خارج الكويت فتتبدل حقائبها دون قصد مع حقائب “سلطان” الذي يؤدي دوره تركي اليوسف. وحين تكتشف مشاعل ذلك الأمر وتحاول البحث عن بيانات صاحب الحقيبة للتواصل معه، تعثر على مذكراته في داخلها، فتتعرف على أسراره الشخصية وتعلم مدى الورطة التي هو فيها، والتي دفعته إلى ترك بلده والهرب إلى الكويت. ونتيجة لتعاطفها الشديد مع صاحب الحقيبة تعرض مشاعل على سلطان العمل معها في دار النشر التي تمتلكها، لتتداخل تفاصيل حياته مع حياتها العائلية والتي مرت بمنعطفات حادة أدت إلى توتر علاقتها مع بناتها الثلاث. نجح الكاتب علاء حمزة في رسم الأبعاد الشخصية لبنات مشاعل، فلكل واحدة منهن طبيعتها الخاصة وخطها الدرامي المستقل، رغم تشابكه مع السياق الدرامي العام للمسلسل، ففي حين تتمتع “مها” التي تجسدها في المسلسل الفنانة هبة الدري بقوة الشخصية وصرامتها، تبدو أختها “مروة” التي تقوم بدورها الفنانة نور الغندور على النقيض منها تماما، فهي تستسلم لقهر زوجها ومعاملته السيئة في استكانة، أما أختهما الثالثة “وعد” التي تؤدي دورها الفنانة أسيل عمران فيغلب عليها التردد في اختياراتها.المسلسل أساسه اجتماعي، إلا أنه لا يخلو من الرومانسية والإثارة البوليسية والألغاز والشخصيات المركبة يثبت سلطان جدارته في العمل ويكتسب ثقة مشاعل مع مرور الوقت، ويتداخل وجوده مع تفاصيل حياتها، ليصبح جزءا منها في النهاية بزواجه من ابنتها الكبرى مها. وكما كان للمصادفة دورها المحوري في الخط العام للمسلسل، تبدو حاضرة أيضا وبقوة في تشابك الأحداث والعلاقات بين أبطال المسلسل، كالعلاقة التي جمعت بين وعد وطلال وما ترتب عليها من تداعيات قاسية على حياتهما الشخصية. يأخذنا المسلسل عبر حلقاته نحو منعطفات حادة كثيرة وغير متوقعة ما يضفي على الأحداث أجواء من الترقب، كما أن وتيرة المسلسل في حلقاته التي تم عرضها حتى الآن تتمتع بقدر من الليونة، بعيدا عن التكرار والإطالة المعتادة في الأعمال الدرامية الخليجية ذات الطابع الاجتماعي. ويعد المسلسل اكتشافا جديدا لقدرات الفنانة نور الغندور التي تؤدي نمطا لم يعهده جمهورها من قبل، والمتمثل في شخصية الزوجة الخاضعة لسطوة الزوج، رغم هذه المبالغة الزائدة وغير المبررة أحيانا لسلوكها المستكين والخاضع تماما لتصرفات الزوج. كما استطاع الفنان أوس الشطي تجسيد صورة الشرير بمهارة عبر أدائه لشخصية ناصر، وأضاف بأدائه المتميز لتلك الشخصية التي تتسم بالأنانية والاستغلال. وفي حين لم يبتعد الدور الذي تؤديه الفنانة هدى حسين عن الكثير من الأدوار التي خاضتها من قبل، إلا أن حضورها اللافت يعطي ثقلا لأي عمل درامي حتى لو كان مكررا. سمة أخرى ساهمت في تميز المسلسل، وهي التحدي الإخراجي للبحريني محمد القفاص الذي يبحث في كل مرة عن سياقات جديدة في تفاصيل العمل الذي يقدمه، ففي “حياة ثانية” تتخذ الكادرات التصويرية مساحة لا بأس بها من الحضور الدرامي للمسلسل، واستطاع القفاص توظيفها بمهارة في خدمة السياق العام لأحداث العمل. ويحتوي مسلسل “حياة ثانية” -رغم هويته الكويتية- على خلطة خليجية وعربية متميزة تقترب به من جملة الأعمال الخليجية المشتركة، فمخرج العمل من البحرين ومؤلفه من السعودية، وأحد أبطاله الرئيسيين من السعودية أيضا، وهو الفنان تركي اليوسف الذي يضيف له دور سلطان رصيدا جديدا ينضاف إلى أدواره الكثيرة التي غلب عليها الطابع البدوي والتاريخي والكوميدي أحيانا. وتم تصوير المسلسل بالكامل في الإمارات التي باتت تستقطب العديد من الأعمال الدرامية الخليجية خلال السنوات الأخيرة، نظرا للتجهيزات والتسهيلات المتاحة، أو هربا من القيود الرقابية التي تعطل إنجاز العديد من الأعمال، وهي الظاهرة التي باتت تؤرق الكثير من صناع الدراما الكويتية في الآونة الأخيرة، وهو أمر يبدو غريبا عن بلد يحمل تاريخا فنيا عريقا، وله تأثير كبير على الحركة الفنية في كافة دول الخليج، حتى لقب بهوليوود الخليج.

مشاركة :